ضربات نوعية للتحالف في صنعاء لوقف الأعمال العدائية للميليشيات

تقدم للجيش اليمني في الضالع... وقائد محور تعز: سنكسر الحصار

TT

ضربات نوعية للتحالف في صنعاء لوقف الأعمال العدائية للميليشيات

كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، عن تنفيذ عملية استهداف نوعية، أمس الخميس، ضد أهداف عسكرية مشروعة في صنعاء.
وأشار تحالف دعم الشرعية، في بيان له أمس، إلى أن «قصف المواقع العسكرية المشروعة في صنعاء يهدف إلى تحييد الأعمال العدائية لميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران».
وأكد استمرار جهوده ضد التنظيمات الإرهابية لحفظ الأمن إقليميّاً ودوليّاً، مُشيراً إلى أن عملية الاستهداف في صنعاء تتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
وأشار تحالف دعم الشرعية في اليمن، إلى اتخاذه الإجراءات الوقائية كافة لحماية المدنيين خلال عملية الاستهداف في صنعاء، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وكان طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، قصف ليل الثلاثاء الماضي، مواقع ومخازن أسلحة للميليشيات الحوثية في قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء. وأعلن المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، في مؤتمرات صحافية عدة، عن استهداف التحالف على نحو مستمر الأهداف الحوثية في تلك القاعدة (الديلمي). وقال إن قاعدة الديلمي تحولت إلى مركز حوثي لتصنيع الطائرات المسيرة وصيانتها، فضلاً عن تخزين الأسلحة.
ميدانياً، أحرزت قوات الجيش الوطني في الجبهات الشمالية والغربية لمحافظ تعز وكذا جنوبها الريفي، تقدماً جديداً خلال الساعات الماضية في معاركها ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في إطار عملية عسكرية أطلقت الأسبوع الماضي من أجل استكمال تحرير المحافظة من الانقلابيين وفك الحصار المطبق على المدينة منذ 4 أعوام.
وحرت قوات الجيش جبل القارع، شمال غربي المدينة، فيما لا تزال المعارك مستمرة حتى اللحظة ويتقدم الجيش نحو غرب جبل هان في الربيعي وحذران، غرباً، كما تمت السيطرة على جبال الكرب والممشاج الاستراتيجية في منطقة الاعبوس بمديرية حيفان الريفية، جنوباً، بعد معارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأوضح نائب ركن التوجيه في «اللواء 22 ميكا» في تعز، عبد الله الشرعبي، أن «المعارك التي يخوضها الجيش الوطني شمال وغرب المدينة تأتي في إطار عملية عسكرية لاستكمال التحرير من الانقلابيين، حيث إن المواجهات امتدت من جبهات المدينة الشمالية إلى غربها». وقال إن «المعارك اشتعلت واشتدت حدتها، خلال الساعات الماضية، شرق معسكر الدفاع الجوي وأطراف الزنوج وجبل الوعش، ومستمرة في جبهات غرب المدينة ومبروكة، والجيش الوطني يدك مواقع الميليشيات الانقلابية في جبل الوعش والعراعر».
وفي حيفان، أهابت قيادة الجبهة بأهالي المديرية في مناطق الزبيرة، والخزجة، وضبي، والأشاوز، الابتعاد عن أي تجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية وعدم السماح لهم باستخدام منازلهم ثكنات عسكرية أو استحداث مواقع بجانب البيوت الآهلة بالسكان، وذلك حفاظاً على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم، وذلك بحسب ما أورده مركز إعلام الجبهة.
بدوره، أكد قائد محور تعز اللواء الركن سمير الصبري، استمرار المعركة وتقدم الجيش الوطني وسط تراجع وانهيار في صفوف ميليشيات الحوثي. وقال اللواء الصبري خلال تفقده الخطوط الأمامية للجبهة الشمالية، إن «المعركة تهدف إلى كسر الحصار عن المحافظة، والجيش يتقدم بخطى ثابتة».
ووفقاً لـ«مركز إعلام المحور»، فقد أكد الصبري أن «قوات الجيش أحرزت تقدماً ميدانياً، وسيطرت على مواقع مهمة ومطلة وحاكمة في الجزء الشمالي الغربي للمدينة»، مثمناً «صمود وبسالة الجيش في مواجهة الميليشيات الانقلابية... التي باتت اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة».
وتجددت الاشتباكات في جبهة الحازمية بمديرية الصومعة في محافظة البيضاء وسط اليمن، في الوقت الذي تستمر فيه العملية العسكرية لاستكمال تحرير محافظة الضالع بجنوب البلاد، وسط تكبيد الانقلابيين خسائر بشرية ومادية في معاركهم مع الجيش المسنود من تحالف دعم الشرعية.
وأفاد مصدر في مقاومة البيضاء «الشرق الأوسط» بـ«تجدد المعارك، مساء الأربعاء الماضي، في جبهة الحازمية عقب تصدي الجيش والمقاومة لمحاولة تقدم عناصر الحوثي إلى سوق في منطقة العقلة بالمديرية ذاتها، وأجبرت الميليشيات على العودة إلى مواقعهم بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم».
وفي الضالع، أفاد مصدر عسكري بتقدم الجيش، أمس الخميس، على الجبهة الشمالية لمديرية قعطبة، شمالاً، بعد معارك عنيفة واستكمال تحرير عدد من المواقع بما فيها منطقة الدوير باتجاه العود، وبسقوط قتلى وجرحى بصفوف الحوثيين، في ظل استمرار التقدم غرب قعطبة وتطهير المواقع المحررة خلال الأيام الماضية.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.