«البنتاغون» لا ينفي نقل داعشيين إلى العراق لإعدامهم

قال إنها مشكلة معقدة جداً

TT

«البنتاغون» لا ينفي نقل داعشيين إلى العراق لإعدامهم

وسط أخبار مختلفة عن مصير مقاتلي، وزوجات، وأرامل، وأطفال، تنظيم «داعش»، بعد انحسار مناطق نفوذه بداية هذا العام، لم يؤكد البنتاغون أنه لم يكن وراء نقل داعشيين فرنسيين من سوريا إلى العراق، حيث حكمت محاكم عراقية بإعدامهم. لكن، كرر «البنتاغون» أن مصير بقايا الداعشيين «مشكلة معقدة جداً». وأن الولايات المتحدة تفضل أن تقبل كل دولة داعشييها، وتحاكمهم، أو تقوّمهم. ونشرت وكالة «رويترز» أول من أمس تقريراً طويلاً عن مقابلات في سوريا والعراق، عن دور الولايات المتحدة في نقل داعشيين كانوا في معسكرات القوات الكردية الحليفة للولايات المتحدة. ونقلت الوكالة تصريحات متحدث عسكري أميركي لم ينف أو يؤكد هذه الأخبار. وقال للوكالة الكابتن بيل أوروبان: «نرى أن مشكلة المقاتلين الإرهابيين الأجانب في معسكرات (قوات سوريا الديمقراطية) المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا (مشكلة معقدة للغاية)». وأضاف أن الولايات المتحدة تريد من الدول الأخرى أن تتعامل مع مقاتليها وفق «برامج المقاضاة، أو إعادة التأهيل، أو غيرها من التدابير التي تمنع المعتقلين من المشاركة في الإرهاب».
وقال أوروبان: «نظل نشارك، مع مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين؛ لضمان ألا يهدد هؤلاء المقاتلون الإرهابيون الأجانب أي شخص مرة أخرى». وفي بداية الأسبوع، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية تصريحات مسؤولين فرنسيين انتقدوا قرار محكمة عراقية بإعدام 3 داعشيين فرنسيين كانوا نقلوا إلى العراق من سوريا. وأن هؤلاء من بين نحو 4.000 مقاتل أجنبي أسروا في سوريا والعراق بعد سقوط «داعش». ونقلت الوكالة، أن محكمة عراقية حكمت بإعدام رابع داعشي فرنسي. وقالت صحيفة «ديفنس بوست» التي تصدر في واشنطن، وتركز على الأخبار العسكرية، إن مصير مئات من أطفال «الداعشيين» تظل مجهولة. ونقلت وصول 188 طفلاً «داعشياً» إلى تركيا من العراق. في الوقت نفسه، كرر متحدث باسم «البنتاغون» أن «داعش» «تظل تهدد العراق»، وأنه «يبدو أن التنظيم الإرهابي يعود إلى التمرد في العراق، أو يحاول ذلك، منذ سقوط باغوز، آخر معاقل التنظيم في سوريا». وقالت صحيفة «ذا هيل»، التي تصدر في واشنطن أمس (الخميس)، وتركز على أخبار الكونغرس: إن الولايات المتحدة أرسلت إلى العراق ما لا يقل عن 30 من مقاتلي «داعش» الذين اعتقلوا في سوريا في عامي 2017 و2018. ونقلت الصحيفة مقابلات «رويترز» مع رجال ومصادر عراقية، ودراسة وثائق محاكم، وادعاءات محامين ومدعين. ونقلت، أيضاً، نفي هيئة مكافحة الإرهاب العراقية مزاعم التعذيب التي أدلى بها أربعة من الرجال للوكالة، والتي لم تتمكن الوكالة من التأكد منها. وقالت صحيفة «ذا هيل»: إن القيادة المركزية الأميركية رفضت التعليق على ما نشرت «رويترز». وكررت القيادة قول رئاسة «البنتاغون» أن موضوع بقايا «داعش» «مشكلة معقدة جداً». وكانت الوكالة قالت: إن صحافييها قابلوا 8 رجال في العراق أدينوا بأنهم من مقاتلي «داعش». وذكروا أنه، بعد أسرهم من قبل «قوات سوريا الديمقراطية»، احتجزوا في قواعد عسكرية أميركية في العراق أو الأردن، ثم تم تسليمهم إلى مسؤولين عراقيين في العراق. وقال الرجال إنهم حوكموا باستخدام اعترافات كاذبة. وإنهم تعرضوا للتعذيب. لكن، حسب «رويترز»، نفى مسؤولون حكوميون عراقيون ذلك.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.