شاشة الناقد

جون ويك «3»: في صحراء المغرب
جون ويك «3»: في صحراء المغرب
TT

شاشة الناقد

جون ويك «3»: في صحراء المغرب
جون ويك «3»: في صحراء المغرب

John Wick‪:‬ Chapter 3‪ - ‬ Parabellum
• إخراج: تشاد ستولسكي
• تقييم: (** من خمسة)
- مطلوب ميتاً فقط
عند الساعة السادسة مساءً سيتم سحب غطاء الأمان عن شخصية جون ويك ورفع قيمة الجائزة المرصودة لقتله. يبدأ الفيلم قبل ثلث ساعة من ذلك الموعد. جون ويك هارب ومصاب. عند الوقت المحدد يكون نجا من القتل مرتين، وبعد ذلك يستمر المنوال مرّات عدة. وفي كل مرّة لا حصر لمن يسقط قتيلاً من صيادي الجوائز والقتلة التي يترصدونه في كل مكان أفراداً وجماعات. ليس في كل مرّة ستصل جائزة القبض على هارب من وجه العدالة إلى 15 مليون دولار.
الخط النحيف للجزء الثالث من مغامرات جون ويك (كما يمثلها كيانو ريفز) يقوم بكامله على هذه الحبكة وحدها: الكل يطلب رأس ويك، وعلى ويك أن يواصل الهرب والضرب دفاعاً عن حياته. ليس هناك الكثير من الشؤون الأخرى ولا وقت لحكايات جانبية أو مبررات كافية. لا وقت لأي شيء سوى الهرب صوب النجاة وفي أعقاب ذلك فلول المطاردين.
في أي فيلم آخر ينقلب ذلك وبالاً على الفيلم. حسب المناهج كافة لا بد من مبررات ودوافع ومسببات ولا بد لها أن تأخذ حجمها من الحضور. في أي فيلم آخر لا يمكن الانتقال من معركة إلى أخرى من دون فترة يرتاح فيها بطل الفيلم من القتال الأول بمشهد مختلف. المحاولات الأخرى التي قامت على حشد مشاهد المعارك متوالية ومتزامنة انتهت مهملة (حفنة كبيرة من أفلام الكونغ فو في السبعينات مثلاً). لكن المخرج الجديد تشاد ستولسكي والممثل كيانو ريفز ومصممو المعارك ومعهم المونتير الذكي لن يتركوا الفيلم يسقط في براثن الفراغ، بل سيحولون الصعب إلى فعل متاح والخط النحيف للحكاية سوف يفرز الكثير من الأحداث المدهمة مع تمثيل يحمل فيه ريفز ما ينجح دائماً به: صورة الشخص الذي لا أمل له، لكنه سيكمل القتال حتى النهاية. نوع صامت ومتوجس ووحيد. فعل ذلك في «ذا ماتريكس» ويفعله الآن.
بعناد يحوّل الفيلم كل مشهد قتال إلى حدث مثير للاهتمام لا يقل وقعاً عن الحدث السابق. أحياناً ما يبتكر (مشهد القتال في مكتبة عمومية بين صفوف الكتب). أحياناً ما يبدأ بالمتاح المتداول ثم ينفصل عنه صوب جديد (مشهد المطاردة التي يقوم بها رجلين على دراجتين).
التشويق لا يتوقف هنا. بعد استنفاذ المدينة الداكنة في ليلة ماطرة (تبدو مستوحاة من Blade Runer إلا قليلاً)، بل ينتقل مع جون ويك إلى المغرب. تغير في المناخ وفي الديكور الطبيعي، لكن الخطر يبقى جاثماً.
الفيلمان السابقان من حكايات القاتل المحترف جون ويك تبدوان تحضيراً لهذا الفيلم. بذا يختلف عنهما ليس في أنه يتجاوزهما بعدد مشاهد القتال، بل بانتقال المطارد إلى دور الطريدة. لكن رغم مشاهد القتال في الجزء الثالث، يستوعب الجزء الجديد مشاهد استراحات تكفي لتقديم الشخصيات الأخرى التي لها يد في محاولة إنقاذ حياة جون ويك أو إعدامه. من بينهم نادرة الظهور أنجليكا وستون والممثل سعيد تاجماوي وإيان مكشين ولورنس فيشبورن. الأخير شارك ريفز بطولة «ذا ماتريكس».

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة


مقالات ذات صلة

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
TT

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)

TO KILL A MONGOLIAN HORSE ‫★★★⭐︎‬

* إخراج: جيانغ شياو شوان | Jiang Xiaoxuan

‫* هونغ كونغ / ماليزيا

من بين كثير من المشاهد اللافتة يوجد في هذا الفيلم مشهدان متباعدان، في الأول يربت ساينا على رأس فرسه الذي يستجيب لحنان صاحبه ويميل برأسه فوق كتفه بحنان ظاهر. في المشهد الثاني قبيل النهاية يتقدم ساينا صوب الحصان نفسه يربت على وجهه، لكن الحصان ينظر إليه سريعاً ومن ثَمّ يشيح بوجهه بعيداً عنه. تمر بين المشهدين أحداث تنعكس على تلك العلاقة، فساينا مُخيّر بين أن يبيع حصانه ويعتزل المهنة التي توارثها بصفته مدربَ خيول وفارساً، أو البقاء في ذلك العمل. الحصان لا بد بات يشعر بأن صاحبه لم يعد ذلك الرجل الواثق من نفسه وقد يضحي بالفرس متى شاء.

«لقتل حصان منغولي» يطرح طوال الوقت (85 دقيقة) مسألة بين الأمس واليوم. إنها صحاري منغوليا الجافة التي لم تعُد تشهد مطراً كافياً لإنبات الأرض. السبب في الأزمة التحوّلات البيئية، وهذه واحدة من المسائل المطروحة بوضوح. تشكل عصباً مهماً كون صلب الموضوع يتعلق بحياة تتغير لا يستطيع ساينا فعل شيء حيالها. إنه مرتبط عاطفياً بتقاليد فروسية ومعيشية متوارثة في حين أن المتغيرات طرقت باب تلك التقاليد ولا مجال للحفاظ على الوضعين معاً. على ساينا ترك الماضي أو الانضمام إلى الحاضر. قدمٌ هنا وقدمُ هناك، والفيلم ينتهي بقرار يرتاح المُشاهد إليه.

كانت المخرجة الصينية الشابة جيانغ شياو شوان صوّرت فيلماً قصيراً في تلك الأنحاء وتعرّفت على مدرّب الخيول ساينا وراقبته في عمله. هذا ما أوحى إليها بإخراج هذا الفيلم عنه وعن البيئة وأزمة الوجود بين عالمين على المرء أن يختار بينهما. ساينا ممثلاً لديه القدرة على استخدام عدم حرفيّته في تناسب مع الشخصية التي يؤديها. رجل لديه من المتاعب مع والده السّكير والمديون ومطلّقته. في مشهد آخر يذكّره والده بأنه هو من وضعه فوق الفرس لأول مرّة عندما كان طفلاً صغيراً. يحاول ساينا فعل ذلك مع طفله، لكن طفله يخاف. هي فعلاً حياة أخرى تندثر سريعاً.

الفيلم معزّز بالألوان والإضاءات المناسبة داخلياً وخارجياً. الإيقاع متمهّل، لكنه ليس مُملاً وفيه ملامح من بعض أفلام الوسترن الأميركية التي تحدّثت بدورها عن غروب حياةٍ وبدء أخرى.

* عروض مهرجان البحر الأحمر.

★★★⭐︎‬SIMA‪’‬S SONG

* رويا سادات | ‪Roya Sadat‬

‫* هولندا، فرنسا، أسبانيا ‬

لعلها صدفة لم تستطع المخرجة رويا سادات تحاشيها، وهي أن بداية فيلمها هذا شبيهة ببداية فيلم أفغاني القضية أيضاً، حققته ساهرا ماني في فيلمها التسجيلي «Bread ‪&‬ Roses» الذي شوهد في 2023. كلاهما يبدأ بمظاهرة نسائية في كابل تنادي بحقوقها. بعد 3 دقائق ينفصل الفيلمان بالضرورة ويعود «أغنية سيما» من زمن «طالبان» الحالي إلى عام 1973 عندما كانت أفغانستان على وعد مع التقدم المجتمعي. سورايا (مزهدة جمالزاده) هي إحدى المتظاهرات ومع عودة الفيلم إلى فترة سابقة نجدها حين كانت لا تزال شابة تؤمن بمبادئ التحرر عموماً وتحرر المرأة خصوصاً. في الواقع الحكاية التي نشاهدها هي حكايتها وليس حكاية سيما (نيلوفار كوقحاني) صاحبة الصوت الجميل التي حين تغني، في أحد المشاهد، تثير إعجاب الحضور.

«أغنية سيما» (بلوتو فيلم)

حينها، يقول الفيلم، كان بالإمكان للفتاة الظهور بتنانير والرجال بربطات عنق. صداقة سورايا وسيما قوية لدرجة رفضها الإفصاح عن مكان صديقتها سيما وزوجها عندما انضما إلى حركة «طالبان» وبدأت الحكومة الأفغانية سلسلة الاعتقالات والتحقيقات. مع اعتقال سورايا والإفراج عنها واحتلال الفيلا حيث كانت تعيش مع أهلها يدخل الفيلم جوّاً داكناً في أجوائه كما في تأطير مشاهده. يزداد التوتر وتبدأ رسالته بالتبلور صوب مراميها على نحو أفضل. إنه فيلم عن آخر فترة من حياة ثقافية ومجتمعية واعدة قبل دخول الاتحاد السوفياتي للدفاع عن الحكومة والولايات المتحدة لتأييد «طالبان».

يذكر الفيلم أن الأحداث مأخوذة عن قصّة واقعية، لكن هذا ليس ضرورياً، خصوصاً أن الشخصيات معروفة. ما يمكن التنويه إليه حقيقة أن التصوير وظّف أطراف مدينة أثينا بنجاح لافت.

* عروض مهرجان البحر الأحمر

في الصالات

* Juror‪#‬2 ‫★★★★‬

- دراما محاكِم نوعها غير معهود، للمخرج كلينت إيستوود، عن عضو لجنة محلّفين يحاول إخفاء جريمته.

* Nosferatu ‫★★★⭐︎‬

- يُعيد المخرج روبرت إيغرز سرد حكاية «نوسفيراتو» (1922) بزخم وطاقة جديدتين. يتضمن لحظات مرعبة.

* Carry‪-‬on ‫★★★‬

- تشويق جيد من جومى كوليت سيرا، حول رجل أمن في مطار مهدد باغتيال حبيبته إذا لم يهرّب متفجرة إلى طائرة.

* The Substance ‫★★⭐︎‬

- المخرجة الفرنسية كورالي فارجيت، تضع ديمي مور في بطولة فيلم عن امرأة تنشد شباباً وأنثوية دائمين.