نفتقد مهرجان دبي

> أضاف المخرج العراقي قتيبة الجنابي إلى رصيده جائزة جديدة نالها قبل أيام قليلة هنا في لندن عن فيلمه الجيد جداً «قصص العابرين».
> وكنت كتبت عن هذا الفيلم المنفرد في صنفه عندما شاهدته لأول مرّة في إطار مهرجان «دبي» السينمائي قبل عامين تقريباً. فيلم يسرد حكاية المخرج (في شخص ممثل آخر) هارباً من مخاطر البقاء في بلده إلى مخاطر الترحال في بلاد الهجرة. ليس فيلماً وصفياً ولا حكائياً، بل يسرد ما لديه ضمن لغة فنية رائعة وبمنحى تجريبي لا مناص منه.
> ولعل العالم العربي يفتقد الآن مهرجان دبي أكثر من أي وقت مضى. بزغت شمسه قوية وساطعة سنة 2004 وبحلول أربع سنوات عليه غدا أحد أهم المهرجانات حول العالم وأهم مهرجان عربي. سنوات قليلة لاحقة والعالم يتحدث عنه. فجأة توقف على وعد أن يعود، لكن الوعد لم يتحقق.
> حتى هذه اللحظة هناك من يسأل عنه. آخر السائلين كان مقدم برنامج تلفزيوني عن السينما في BBC World وصحافي لاتيني عريق. لكن أكثر المفتقدين هم مخرجون أمّوه فاكتشفهم وقدّمهم ثم تركهم.
> الجنابي، الذي هاجر وصنع أفلامه المميزة في المنفى، كان أحد هؤلاء الذين كان لمهرجان دبي جمعهم تحت مظلته. ويا لها من مظلة وفيرة غيّرت الكثير من ملامح السينما العربية.