ألمانيا ستبدأ خطوات فعلية لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة

عامل في غزة يهيئ لتدخين أسماك استعداداً لبيعها في عيد الفطر (إ.ب.أ)
عامل في غزة يهيئ لتدخين أسماك استعداداً لبيعها في عيد الفطر (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا ستبدأ خطوات فعلية لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة

عامل في غزة يهيئ لتدخين أسماك استعداداً لبيعها في عيد الفطر (إ.ب.أ)
عامل في غزة يهيئ لتدخين أسماك استعداداً لبيعها في عيد الفطر (إ.ب.أ)

قال دبلوماسي ألماني، أمس الثلاثاء، إن بلاده تستهدف بدء خطوات فعلية بالتنسيق مع جميع الأطراف المحلية والدولية لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وذكر السفير الألماني لدى السلطة الفلسطينية كريستان كلاغيس، لدى لقائه مسؤولي جمعية رجال الأعمال في غزة، أن ألمانيا تعمل خلال الفترة الحالية على أخذ تصور حقيقي لطبيعة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع. وأضاف كلاغيس، بحسب بيان صدر عن جمعية رجال الأعمال تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن ذلك يستهدف «البدء بخطوات فعلية بالتنسيق مع جميع الأطراف المحلية والدولية لتحسين الأوضاع في غزة لا سيما في ظل تعقيدات الأوضاع السياسية والتي أثرت على نظيرتها الاقتصادية في الساحة الفلسطينية».
ووعد كلاغيس بتقديم كافة التسهيلات اللازمة للتجار ورجال الأعمال الفلسطينيين، خصوصاً على صعيد إصدار تأشيرات الممنوحة للدخول للمدن الألمانية.
وبحسب البيان، أكد الجانبان ضرورة تفعيل برامج تنموية وتشغيلية قادرة على النهوض بالأوضاع الاقتصادية وإخراج الاقتصاد ونشاطات التجار ورجال الأعمال من الأزمات الاقتصادية الحالية الخانقة. وأبدى نائب رئيس جمعية رجال الأعمال في غزة نبيل أبو معيلق، الحرص على تعزيز وتوطيد الشراكات التجارية والاستثمارية مع ألمانيا، والاستفادة من خبراتها وتجاربها للنهوض بالنشاطات الاقتصادية. ودعا أبو معيلق إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لتسهيل حركة تنقل رجال الأعمال والتجار من وإلى قطاع غزة وإنهاء سياسة سحب التصاريح ومنع إدخال المواد الخام.
كما طالب بضرورة العمل لإنهاء مشكلة التراجع الكبير بالمشاريع الدولية في غزة وتجميد بعضها الآخر وحل مشاكل القطاع الخاص، وإيجاد خطط تمويل لتعويضه وإكمال المنح المالية به بما يساهم في حل مشكلات غزة والتخفيف من معاناة أهلها.
وتشهد الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة تدهورا حادا بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر عليه منذ منتصف عام 2007 على أثر سيطرة حركة «حماس» على الأوضاع في القطاع.
وتتوسط مصر والأمم المتحدة، بدعم أطراف دولية، منذ أشهر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتعزيز وقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل تسهيلات إنسانية لسكان القطاع البالغ عددهم زهاء مليوني نسمة. وبهذا الصدد قال مبعوث الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» نيكولاي ملادينوف، إن المشكلة الإنسانية في قطاع غزة نشأت نتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني الداخلي.
وأكد ملادينوف، لدى اجتماعه مع نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو في مدينة رام الله، أن الأمم المتحدة مستمرة في سعيها لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مشدداً على أن معالجة قضايا قطاع غزة لا بد أن تمر عبر بوابة «الشرعية الفلسطينية» في إشارة إلى السلطة الفلسطينية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.