الحكومة المغربية تعد بتحسين أداء قطاع الصحة

جماعة «العدل والإحسان» تنتقد منع أعضائها من الاعتكاف بالمساجد

وزعت الشرطة الإسبانية، أمس، صورة التُقطت في جيب مليلية، ويظهر فيها مهاجر افريقي محشوراً داخل مقصورة  بُنيت خلف لوحة قيادة سيارة. وقالت الشرطة إنها عثرت على ثلاثة مهاجرين افارقة بينهم فتاة في الخامسة عشرة من عمرها  كانوا يختبئون في مقصورات مماثلة بهدف تهريبهم من المغرب إلى إسبانيا (أ.ف.ب)
وزعت الشرطة الإسبانية، أمس، صورة التُقطت في جيب مليلية، ويظهر فيها مهاجر افريقي محشوراً داخل مقصورة بُنيت خلف لوحة قيادة سيارة. وقالت الشرطة إنها عثرت على ثلاثة مهاجرين افارقة بينهم فتاة في الخامسة عشرة من عمرها كانوا يختبئون في مقصورات مماثلة بهدف تهريبهم من المغرب إلى إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

الحكومة المغربية تعد بتحسين أداء قطاع الصحة

وزعت الشرطة الإسبانية، أمس، صورة التُقطت في جيب مليلية، ويظهر فيها مهاجر افريقي محشوراً داخل مقصورة  بُنيت خلف لوحة قيادة سيارة. وقالت الشرطة إنها عثرت على ثلاثة مهاجرين افارقة بينهم فتاة في الخامسة عشرة من عمرها  كانوا يختبئون في مقصورات مماثلة بهدف تهريبهم من المغرب إلى إسبانيا (أ.ف.ب)
وزعت الشرطة الإسبانية، أمس، صورة التُقطت في جيب مليلية، ويظهر فيها مهاجر افريقي محشوراً داخل مقصورة بُنيت خلف لوحة قيادة سيارة. وقالت الشرطة إنها عثرت على ثلاثة مهاجرين افارقة بينهم فتاة في الخامسة عشرة من عمرها كانوا يختبئون في مقصورات مماثلة بهدف تهريبهم من المغرب إلى إسبانيا (أ.ف.ب)

أقر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أمس، بأن الخدمات الصحية في المغرب لا تزال دون مستوى التطلعات، على مستوى الموارد البشرية وبنيات الاستقبال والحكامة والتدبير. بيد أنه وعد بتحسينها، وقال إن إنجازات كثيرة تحققت.
وأوضح العثماني الذي كان يتحدث أمس في جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، التي خصصت للسياسة العامة في مجال الصحة، أن مشكلات قطاع الصحة بالبلاد «بنيوية هيكلية»، متحدثاً عن الحاجة إلى «إصلاح عميق للمنظومة الصحية بمنظور استراتيجي يهم مختلف المجالات، وبالخصوص الحكامة». بيد أنه طالب، بالمقابل، النواب بالإنصاف، والابتعاد عن الخطاب السوداوي الذي لا يرى أي إنجاز تحقق في هذا القطاع.
ولفت العثماني إلى أن حكومته أولت لقطاع الصحة أهمية خاصة في برنامج الحكومة، ورفعت موازنة القطاع إلى 16 مليار درهم (1.6 مليار دولار) سنة 2019، بزيادة تفوق 16 في المائة، مقارنة مع سنة 2016. لتتحسن بذلك هذه الميزانية بشكل غير مسبوق منذ أكثر من 12 سنة، على حد قوله.
وأوضح أن أكبر مدخل لإصلاح النظام الصحي هو تعميم التغطية الصحية الأساسية، لأنها ستمكن من تخفيف النفقات على الأسر. وقال إن نسبة التغطية الصحية (التأمين الصحي) بلغت 60 في المائة، بعدما كانت 33 في المائة في فترة سابقة، مشيراً إلى أن الحكومة سترفع من هذه النسبة قريباً، من خلال عدد من الإجراءات، أولها الإطلاق الفعلي لورش التغطية الصحية، لتشمل فئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يمارسون نشاطاً خاصاً، ومن المقرر إصدار البطاقات الأولى للانخراط قبل نهاية 2019.
وتابع: «هذا الورش مهمة جداً، وأشكر جميع القطاعات المنخرطة فيها، وسنعلن المهن الأعلى التي ستستفيد بعدما تنتهي المشاورات معها، كما سيتم في المستقبل توسيع التغطية الصحية، لتشمل أيضاً المهاجرين واللاجئين».
ولمواجهة اختلالات القطاع الصحي، قال العثماني إن الحكومة أعدت مخططاً وطنياً للنهوض بالقطاع الصحي في أفق سنة 2025، وتم إعداد هذا المخطط «وفق مقاربة تشاركية»، تم خلالها التشاور مع الشركاء والمهتمين بالشأن الصحي الوطني، انبثقت عنها خريطة طريق تقوم وفق ستة مبادئ أساسية، هي: جودة الخدمات، والـمساواة في الوصول إلى هذه الخدمات، والتكافل والتضامن، والاستمرارية والقرب، والأداء والنجاعة، ثم الـمسؤولية والمحاسبة.
ومن جهتهم، تطرق نواب إلى عدد من الاختلالات التي يعرفها القطاع الصحي، ومنها النقص الكبير في عدد الأطباء، فنسبة الأطباء في القطاعين العام والخاص لا تتجاوز 3.5 طبيب لكل 18 ألف نسمة، في حين تتحدث المنظمة العالمية للصحة عن معدل 13 طبيباً لكل 18 ألف نسمة. كما أن هذا النقص يعني أيضاً الممرضين بشكل أكبر. كما نبه نواب إلى المشكلات التي يواجهها نظام المساعدة الطبية (راميد) لذوي الدخل المحدود.
على صعيد آخر، نظم أعضاء في «جماعة العدل والإحسان» الإسلامية شبه المحظورة، أمس، وقفات احتجاج أمام عدد من المساجد بمدينة وجدة (شرق المغرب) وذلك للتنديد بمنع السلطات اعتكافهم بالمساجد.
وقالت الجماعة إن القوات العمومية «اقتحمت أربعة مساجد في مدينة وجدة وأخرجت بالعنف من كان فيها من المعتكفين الذين كانوا يتلون كتاب الله، فباغتتهم وأجبرتهم على مغادرة المساجد منتهكة حرمتها»، مشيرة إلى أن المعتكفين نظموا لاحقاً «وقفات احتجاجية على اعتداء السلطات على حقوقهم الشرعية والقانونية». وتابعت أن السلطات منعت الاعتكاف أيضاً في مدن بركان وزايو وتاوريرت ومداغ.
وقال حسن بناجح المتحدث باسم الجماعة إن «السلطات منعت كل المواطنين الذين يرتادون تلك المساجد من أجل الاعتكاف، وأعضاء جماعة العدل والإحسان هم جزء من هؤلاء المواطنين». وعلّق بالقول إن «السلطات بهذا التصرف هي لا تواجه الجماعة سياسيا، وإنما تعطّل (...) سنة الاعتكاف».
وتابع بأن «الدولة لا تتحمل مسؤوليتها في فتح المساجد والإشراف على أن تمر سنة الاعتكاف على أحسن وجه وتلبية رغبات كل الراغبين في ممارسة هذه السنة»، مضيفاً أن إغلاق المساجد في وجه المعتكفين يعني تخلي الدولة عن دورها اللازم والواجب في توفير حق الاعتكاف للمواطنين.
وترى السلطات أن «جماعة العدل والإحسان» المعارضة تتخذ من المساجد والبيوت أماكن لعقد تجمعات عامة غير مرخصة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».