تقرير أممي يؤكد مغادرة 13 ألف نازح مخيم «الركبان» على الحدود الاردنية

TT

تقرير أممي يؤكد مغادرة 13 ألف نازح مخيم «الركبان» على الحدود الاردنية

كشف تقرير للأمم المتحدة عن مغادرة أكثر من 13 ألف نازح من قاطني منطقة مخيم «الركبان» الحدودية بين الأردن وسوريا، منذ 24 مارس (آذار) الماضي، حتى يوم 23 مايو (أيار) الجاري، يمثلون 16 مجموعة تم نقلهم إلى ملاجئ في محافظة حمص.
ونشر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، تقريراً، الأحد، على موقعه الإلكتروني، تحدث فيه عن مغادرة 13153 شخصاً من «الركبان»، الذي يقع إلى الحدود الجنوبية الغربية السورية مع الأردن، يشكلون ثلث سكانه البالغ عددهم الإجمالي قبل المغادرة 42000، في وقت ما زالت تؤكد الرواية الرسمية الأردنية أن أرقامهم تجاوزت السبعين ألفاً.
وبالنسب المئوية، أشار التقرير الذي استند إلى تقرير الهلال الأحمر السوري، إلى أن نسبة الرجال المغادرين من «الركبان» استناداً إلى الأرقام المعلنة، بلغت 26 في المائة مقابل 29 في المائة من النساء، و45 في المائة من الأطفال.
وأكدت الحكومة الأردنية مراراً أن قضية «الركبان»، هي قضية سورية، بوصفها منطقة نزوح مقامة على الأراضي السورية، بينما سبق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن أصدرت تقريراً في شهر يناير (كانون الثاني)، أشارت فيه إلى أن طفلاً واحداً يموت، كل خمسة أيام في «الركبان». وعبرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» في أكثر من مناسبة عن مخاوفها أمام توفر معلومات «عن جود عناصر إرهابية من تنظيم (داعش) توجد مع أسرها داخل المخيم»، في حين أثمر التنسيق الأردني الروسي في نقل أعداد كبيرة من هؤلاء، ضمن مسار خطة إجلاء أعداد من هذه العناصر، بحسب ما يتوفر من معلومات لدى الجانب الأردني.
وقال التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن عدد النازحين الذين غادروا الركبان انخفض خلال الأسابيع الماضية، بسبب ما قال التقرير إنه نقص في وسائل النقل والكلف المترتبة على النقل إلى منطقة استقبال «الواحة»، التي تعد موقعاً لاستقبال القادمين من «الركبان»، وتبعد عنه 55 كيلومتراً.
وأشار التقرير إلى أن أغلبية المغادرين يقضون نحو 24 ساعة في الملاجئ؛ حيث يتم تلقيح الأطفال، وتتلقى العائلات المساعدة الإنسانية والطبية، قبل مغادرتهم إلى المناطق ذات الوجهة النهائية المختارة.
وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن مكتب الشؤون الإنسانية قد أجرى زيارة في 13 مايو الجاري، إلى اثنين من الملاجئ في سوريا التي تستقبل قاطني «الركبان»، وأن فريق المكتب التقى فريقاً من الهلال الأحمر السوري فيها، وعدداً أيضاً من النازحين الذين عادوا مؤخراً من «الركبان». وبين التقرير أن الملاجئ يتوفر فيها الحد الأدنى من المعايير. كما نوه التقرير إلى أنه منذ 22 مايو، ما زال هناك 1022 سورياً في الملاجئ؛ بواقع 467 رجلاً، و205 من النساء، و277 طفلاً، و73 رضيعاً.
ويقدم مكتب الشؤون الإنسانية، وفقاً للتقرير، بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري، المساعدة في الملاجئ الخمسة، إضافة إلى 9 مواقع أخرى في محافظة حمص، من القادمين من «الركبان»، تتضمن مراتب ومصابيح شمسية، والمياه، وحفاضات للأطفال، وأغطية بلاستيكية، وطروداً غذائية، وبسكويتاً عالي الطاقة.
ولا يزال يقطن «الركبان» بحسب التقرير حتى تاريخه، بعد مغادرة الأعداد المشار إليها، نحو 29 ألف شخص، مبيناً أن ظروف الركبان تزداد سوءاً، مع ازدياد ارتفاع درجات الحرارة، في أشهر الصيف، وتناقص الطعام الذي وصفه التقرير بأنه أصبح أكثر ندرة.
يأتي ذلك في وقت ما زالت تؤكد الخارجية الأردنية فيه ترحيبها بأي مساعدات إنسانية إضافية، يمكن تسهيل عبورها من الجانب الأردني، الذي يسمح بدخول شاحنات محملة بالمياه، وطرود غذائية إلى «الركبان»، إلى جانب إقامة مركز طبي حدودي استقبل حالات مرضية لنساء وأطفال، ليصار إلى إعادتهم بعد تقديم الخدمات الطبية اللازمة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.