رئيس الأركان الليبي في القاهرة فجأة.. طلبا للدعم

لجنة العقوبات في مجلس الأمن تستعد لتلقي معلومات عن مرتكبي جرائم الحرب في ليبيا

عبد الرزاق الناظوري (أ.ف.ب)
عبد الرزاق الناظوري (أ.ف.ب)
TT

رئيس الأركان الليبي في القاهرة فجأة.. طلبا للدعم

عبد الرزاق الناظوري (أ.ف.ب)
عبد الرزاق الناظوري (أ.ف.ب)

حل اللواء عبد الرزاق الناظوري، رئيس أركان الجيش الليبي، أمس، بشكل مفاجئ في القاهرة للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، بينما تتحدث دوائر ليبية رسمية وغير رسمية عن «معركة حاسمة جديدة» متوقعة خلال أيام في طرابلس، التي تتأهب قوات من «الجيش الوطني الليبي» وميلشيات الزنتان لدخولها مجددا في مواجهة ميلشيات مصراتة والجماعات المتشددة المتحالفة معها.
وقالت مصادر ليبية ومصرية لـ«الشرق الأوسط» إن الناظوري سيبحث مع مسؤولين بوزارة الدفاع والجيش المصري احتياجات الجيش الليبي بهدف إعادة تأهيله مجددا، في إطار ما وصفته بالاهتمام المصري بتعزيز دور المؤسسة العسكرية الليبية في المرحلة المقبلة.
وكان الناظوري زار مصر الأسبوع الماضي ضمن وفد ترأسه صالح عقيلة رئيس مجلس النواب الليبي، حيث عقدا سلسلة من المحادثات السياسية والعسكرية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة المصرية، وكبار المسؤولين بوزارة الدفاع المصرية.
من جهة أخرى، أعلن العميد صقر الجروشي، آمر سلاح الجو بـ«الجيش الوطني»، الذي يقوده اللواء خليفة حفتر في شرق ليبيا، اعتزامه شن غارات جوية جديدة على مواقع عسكرية تابعة للجماعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة طرابلس ومطارها الدولي منذ الأسبوع الماضي.
كما لفت الانتباه إلى أن قوات الجيش تحتشد حاليا في مدينة الزنتان لدحر المسلحين في العاصمة، عادا أن قوات الجيش أصبحت فاعلة أكثر تحت القيادة المشتركة للواء الناظوري الرئيس الجديد لأركان الجيش الليبي واللواء حفتر. وأعلن «لواء القعقاع»، التابع للزنتان، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن ﻗوﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴش ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ باتت ﺟﺎﻫزﺓ برا وجوا وبحرا لتنفيذ أوامر رئاسة الأركانللتقدم باتجاه العاصمة وتحريرها ممن وصفهم بالخوارج الذين عاثوا في الأرض فسادا، على حد تعبيره.
ودعا اللواء الذي خسر مواقعه في معركة مطار طرابلس ﺳكان المدينة إلى ﺍلاﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻣواقع تمركز ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺳﻴطرة الدولة وأماكن الجماعات الإرهابية، ﻭتجنب الاقتراب منها.
على صعيد آخر، لقي شخصان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون، مساء أول من أمس، إثر سقوط قذائف صاروخية، على منطقة أنجيلية، غرب العاصمة خلال اشتباكات مسلحة بين قوات «فجر ليبيا» وقوات من قبائل ورشفانة الموالية لكتائب القعقاع والصواعق، وفقا لما أبلغه العقيد محمود عاشور مدير مديرية أمن جنزور، لوكالة «الأناضول» التركية.
من جهة أخرى، ناقش مجلس النواب في اجتماعه أمس بمدينة طبرق ترشيح 4 نواب لتمثيله في اتحاد البرلمان العربي.
في غضون ذلك، أعلن إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، أن لجنة العقوبات المنشأة بمقتضى قرار مجلس الأمن رقم 1970 (الصادر عام 2011) حول ليبيا عقدت أول من أمس اجتماعا للتشاور بخصوص تنفيذ القرار 2174 للعام الحالي، مشيرا إلى ترحيب أعضاء اللجنة بجهود الممثل الخاص للأمين العام إلى ليبيا برناردينو ليون، والشركاء الدوليين الآخرين، من أجل وقف إطلاق النار، وتسهيل الحوار السياسي، ودعم عمل مجلس النواب والحكومة الليبية في إقامة إطار سياسي شامل، كجزء من عملية الانتقال الديمقراطي.
ولاحظت اللجنة في بيان وزعه الدباشي، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن الأحكام الجديدة في الفقرة الرابعة من القرار الأخير تسمح بعقوبات محددة، بما في ذلك تجميد الأصول وحظر السفر، ضد الأشخاص والكيانات التي تهدد السلم والاستقرار في ليبيا، أو تقوض عملية الانتقال السياسي فيها. وأكدت مجددا إجراءات وضع الأشخاص والكيانات على قائمة العقوبات الذين يتقرر أنهم ينتهكون أحكام القرار 1970 بما في ذلك حظر السلاح.
ولفت البيان إلى أن أعضاء اللجنة لاحظوا أيضا التغييرات في حظر السلاح على ليبيا، التي تنص على أن الاستثناءات التي تبيح تزويد وبيع ونقل الأسلحة والمواد ذات العلاقة، بما في ذلك ذخائرها وقطع غيارها، إلى ليبيا يجب أن تجري الموافقة عليها مسبقا من قبل لجنة العقوبات.
وأكد أعضاء اللجنة التزامهم النظر في فرض عقوبات ضد الأشخاص والكيانات التي تهدد السلم والاستقرار في ليبيا أو تقوض عملية الانتقال السياسي فيها، وفقا للقرار 2174 بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
ودعت اللجنة إلى تقديم أي معلومات تتعلق بالأشخاص أو الكيانات المتورطة في أعمال تهدد السلم والاستقرار في ليبيا، أو تقوض الانتقال السياسي فيها، إلى فريق الخبراء في أقرب وقت ممكن، مؤكدة التزامها القوي بسيادة واستقلال وسلامة أراضي ليبيا ووحدتها الوطنية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.