السلطة تحبط عملية في إسرائيل

بعد اعتقال فتاة من الضفة تواصلت مع عناصر من «داعش» بغزة وسوريا

TT

السلطة تحبط عملية في إسرائيل

قال تقرير إسرائيلي إن السلطة الفلسطينية أحبطت هجوماً تفجيرياً في إسرائيل، خططت له فتاة من الضفة الغربية كانت على تواصل مع نشطاء قريبين من تنظيم «داعش» في سوريا وقطاع غزة.
وجاء في التقرير، الذي نشرته صحيفة «يديعوت أحرنوت»، أن المعتقلة السياسية في سجون السلطة الفلسطينية آلاء بشير، على علاقة بجهات خارجية محسوبة على تنظيم «داعش»، وأنها كانت تعد لتنفيذ عملية تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية.
وقالت الصحيفة: «قبل أسبوعين، اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية آلاء بشير، وهي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 23 عاماً من قرية جين صافوط، بالقرب من قلقيلية، وتعمل مدرسة للعلوم القرآنية». وأعلنت السلطة الفلسطينية أن اعتقالها جاء منعاً لزعزعة الاستقرار، لكن «يديعوت» علمت أنها كانت تخطط لهجوم تفجيري. وتنحدر بشير من قرية جينصافوط قضاء قلقيلية. وجرى اعتقالها قبل نحو أسبوعين على يد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.
واعتقال النساء الفلسطينيات على أيدي أجهزة الأمن أمر غير مألوف، وتليه في العادة حملات على شبكات التواصل الاجتماعي تطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلات، وهذا ما أرغم السلطة في قضية اعتقال بشير على أن تصدر إعلاناً غامضاً من دون تفاصيل.
وشنت المعارضة الفلسطينية هجوماً شرساً على السلطة، مع اتهامات باعتقال الفتاة لأنها تنتمي لـ«حماس»، وأطلق نشطاء حملات للإفراج عن بشير.
ورد جهاز الأمن الوقائي ببيان أصدره في الرابع عشر من مايو (أيار) 2019 عن تفاصيل اعتقال الشابة آلاء بشير من قرية جينصافوط، قائلاً «إن معلومات وردت للجهاز حول قيام جهات خارجة عن الإجماع الوطني باستغلال الظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها المواطنة آلاء بشير، والعمل على تجنيدها وتحريضها بمساعدة بعض أعضاء الميليشيات المسلحة الداخلية الخارجة عن القانون من أجل القيام بأعمال تمسّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية».
وأضاف البيان: «قام جهاز الأمن الوقائي بالقبض عليها، وسماع أقوالها، وتمّت إحالتها إلى النيابة العامة من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية بحقّها».
ونقلت «يديعوت» عن مسؤول فلسطيني، وصفته بالمطلع والمسؤول، أن بشير اعتقلت لعلاقتها بجهات قريبة من تنظيم «داعش»، وكانت تخطط لتنفيذ هجوم تفجيري بواسطة حزام ناسف.
وحسب الصحيفة، اعترفت المعتقلة بشير بأنها تواصلت مع أشخاص من سوريا وغزة، عبر تطبيق «تلغرام»، من أجل الاطلاع على كيفية تصنيع المتفجرات، تحديداً الأحزمة الناسفة، وكشفت لهؤلاء الأشخاص عن نيتها تنفيذ عملية تفجيرية والانتماء لـ«داعش».
وجاء إحباط السلطة لهجوم كان يستهدف إسرائيل، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الطرفين توتراً شديداً في أعقاب اقتطاع عائدات الضرائب الفلسطينية، وفي وقت تحذر فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من انهيار محتمل للسلطة، في ظل الأزمة المالية التي عصفت بالسلطة بعد قرار إسرائيل خصم أموال من العوائد الضريبية الخاصة بالفلسطينيين، كعقاب على استمرار السلطة بدفع رواتب عائلات مقاتلين وأسرى، وهي الأزمة التي تثير قلقاً من اتساع حالة الفلتان الأمني كذلك.
وهذه ليست أول مرة تحبط فيها السلطة عمليات ضد إسرائيل. وتمنع السلطة أي عمل منطلق من الأراضي الفلسطينية على قاعدة عدم جر المنطقة إلى دوامة «عنف». وعادة يوجد تنسيق أمني مشترك بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية، لكنه تضرر كثيراً مع توسع الخلافات بين الطرفين.
ويهدد الرئيس محمود عباس، الآن، بوقف هذا التنسيق نهائياً، ضمن إلغاء اتفاقات أوسع مع إسرائيل، رداً على «صفقة القرن»، وجمود العملية السياسية، وغياب أفق سياسي.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.