بانكوك وجهة طعام الشارع الذي يستحق التجربة

أسواق الأكل على مستوى شهرة السياحة فيها

بانكوك وجهة طعام الشارع الذي يستحق التجربة
TT

بانكوك وجهة طعام الشارع الذي يستحق التجربة

بانكوك وجهة طعام الشارع الذي يستحق التجربة

تشتهر بانكوك بروائعها من المعابد والقصور والحياة الليلية الممتعة. ولكن أكل الشارع بها على مستوى آخر.
عاش فلوريان بلوم في العاصمة التايلاندية لخمس سنوات ووضع خريطة للعديد من عربات الطعام في مدونته. ويقدم معلومات بشأن العثور على هذه العربات وكيف تطلب الطعام وما الذي يجب ألا يفوته المرء.
غالباً ما تقف عربات الطعام المتنقلة أمام المتاجر الكبيرة أو سلسلة «سفن إليفن» أو المعابد. والمعروضات واضحة، وغالباً ما تتكون من طبق واحد في أشكال مختلفة. ويقول بلوم: «هناك 10 أوعية موجودة، وأنت تشير إلى ما تريده».
وينوه إلى أن بعض الأطباق لا تلائم من يخشون الأطعمة الحريفة. ويقول بلوم إن من بين هذه الأكلات الدجاج الحريف، و«الأقوى منها هو سلطة البابايا». ويوضح أن البابايا غير الناضجة تقطع إلى شرائح وتكون بمثابة حامل النكهة لحساء السمك وغيره من الإضافات. إن طعمها حلو ولكنها حريفة للغاية.
شعار محبي أكل الشارع هو: «جرب كل شيء». ويقول المدون إن الطعام ميسور التكلفة حيث يبلغ سعره نحو دولار، وعادة ما تكون قنينة المياه مجاناً مع الطعام. وأفضل جزء بشأن عربات الطعام، إلى جانب معرفة المطبخ التايلاندي، هو التعرف على الشعب. وعندما تكون الطاولات البلاستيكية ممتلئة بالسكان المحليين تكون هذه علامة جيدة.
وعادة ما تكون عربة الطعام المعروفة علامة على الجودة والنكهة الجيدتين. ويقول بلوم: «أما العربة غير النظيفة لا تدوم طويلاً في العادة». يتركز المطبخ التايلاندي على وجه التحديد في الأسواق الليلية بالمدينة.
ومن أسهل الأسواق التي يمكن الوصول إليها هو «تالات روت فاي راتشادا»، نظراً لأنه قريب من محطة مترو المركز الثقافي التايلاندي.
وللهرب من السياح الآخرين، يقترح بلوم سوق «تالات روت فاي سريناكارين».
إنه ليس قريباً مثل المقاصد الأخرى، ولكن المدون يقول إنه يستحق الزيارة. ويضيف بلوم أن أطباق الحشرات ليست متوفرة سوى في أوقات معينة من اليوم، وفي أسواق معينة أيضاً. ويشجع الأشخاص الذين لم يجربوها قط بتجربتها، إنها عادة ما تكون مقلية، و«مذاقها يشبه الرقائق».



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.