إسرائيل تكشف تفاصيل اغتيال القنطار قرب دمشق

طائرتان أطلقتا 4 صواريخ على مبنى في جرمانا بعد معلومات من «معارض سوري»

TT

إسرائيل تكشف تفاصيل اغتيال القنطار قرب دمشق

أكد ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي مسؤولية تل أبيب عن اغتيال «عميد الأسرى اللبنانيين» سمير القنطار في جرمانا، قرب دمشق، في نهاية عام 2015. وكشف أن العملية نفذت من طائرتين قصفتا مبنى بـ4 صواريخ، بعد معلومات من «أحد قادة فصائل المعارضة السورية».
وقتل القنطار، الذي أمضى نحو 30 عاماً في السجون الإسرائيلية، وشارك في القتال مع قوات النظام و«حزب الله» في سوريا، في غارة جوية استهدفته. ورحب مسؤولون سياسيون وعسكريون إسرائيليون وقتذاك باغتياله، لكن تل أبيب لم تتبنَ العملية.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وقتذاك خبر «مقتل عميد الأسرى المحررين سمير القنطار، الليلة الماضية، جراء قصف صاروخي إرهابي معاد على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا، بريف دمشق».
وقبل ذلك، قتل 6 عناصر من «حزب الله» اللبناني ومسؤول عسكري إيراني في غارة شنتها إسرائيل في بداية 2015 على منطقة القنيطرة، جنوب سوريا. وكان من بين القتلى جهاد مغنية، نجل القائد العسكري لـ«حزب الله» عماد مغنية، الذي قتل في تفجير سيارة مفخخة استهدفه في دمشق في 2008. وأفاد معارضون سوريون حينها بأن قتلى «حزب الله» كانوا من أعضاء المجموعة التي ينشط القنطار في إطارها.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سابقاً إن «الطيران الإسرائيلي استهدف القنطار في أوقات سابقة، ولمرات عدة، داخل الأراضي السورية، من دون أن يتمكن من قتله»، لكن بقيت تفاصيل عملية الاغتيال غير معروفة إلى أن كشفها ضباط سابق في الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس.
ونقلت القناة العبرية الثانية، مساء الخميس، عن اللفتنانت كولونيل احتياط ماركو مورنو قوله إن «أحد قادة فصائل المعارضة السورية نقل للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) معلومات أسهمت في الوصول إلى القنطار وتصفيته».
وبحسب موقع «روسيا اليوم»، أول من أمس، استهلت القناة تقريرها المطول بعنوان «فضح الحقيقة… العلاقة السورية، القصة الحقيقية»، وكتبت أن ثمة قصة خيالية لا يمكن الكشف عنها إلا الآن، وهي عبارة عن عملية إسرائيلية كانت سرية، حتى الآن، تمثلت في تنكر أعضاء وحدة سرية إسرائيلية في زي فريق طبي لعلاج الجرحى السوريين من المعارضة المسلحة.
وذكرت القناة العبرية، على لسان مورنو، أن طائرتين تابعتين للقوات الجوية الإسرائيلية أقلعتا من إسرائيل، ودخلتا المجال الجوي السوري، وقامتا بإطلاق 4 صواريخ على مبنى من 6 طوابق في جرمانا، كان القنطار موجوداً فيه.
ومن جانبه، أكد الموقع الإلكتروني الإخباري العبري «مفزاك لايف»، صباح الجمعة، أن إسرائيل لم تعترف بهذه العملية في حينه، رغم التقارير التي أكدت وقوفها خلف الاغتيال، مشدداً على أن المعلومات التي كشف عنها اللفتنانت كولونيل ماركو مورنو سمح بنشرها بواسطة الرقابة العسكرية. وأشار الموقع إلى أن مورنو عمل بالسابق ضابطاً في الوحدة 504 بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وكان مسؤولاً عن التواصل مع قوات المعارضة السورية.
والقنطار (1962 - 2015) أقدم سجين لبناني في إسرائيل، أفرج عنه في 16 يوليو (تموز) 2008، في صفقة تبادل أسرى بين «حزب الله» وإسرائيل، تم بموجبها الإفراج عنه وعن 4 أسرى لبنانيين آخرين من عناصر «حزب الله»، تم القبض عليهم في تموز 2006. وجثث 199 لبنانياً وفلسطينياً وآخرين، في مقابل تسليم الحزب لجثث جنديين إسرائيليين تم قتلهما خلال عملية 12 يوليو 2006.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».