معارك شمال حماة وشرق اللاذقية... واستمرار القصف الروسي والسوري

سحب الدخان تتصاعد من خان شيخون بعد قصف من قوات النظام السوري امس ( أ ف ب)
سحب الدخان تتصاعد من خان شيخون بعد قصف من قوات النظام السوري امس ( أ ف ب)
TT

معارك شمال حماة وشرق اللاذقية... واستمرار القصف الروسي والسوري

سحب الدخان تتصاعد من خان شيخون بعد قصف من قوات النظام السوري امس ( أ ف ب)
سحب الدخان تتصاعد من خان شيخون بعد قصف من قوات النظام السوري امس ( أ ف ب)

قتل 9 على الأقل من مسلحي فصائل المعارضة في سوريا جراء القصف الجوي السوري - الروسي المكثف على مناطق أرياف حماة وإدلب واللاذقية، وهي ضمن مناطق خفض التصعيد خلال الليلة الماضية، بالتزامن مع استمرار المعارك في شمال حماة وسط سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، منذ ما بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة ضربات جوية وبرية مكثفة طالت أرياف حماة وإدلب واللاذقية، حيث ألقى الطيران المروحي 31 برميلاً متفجراً، في حين نفذ الطيران الروسي أكثر من 33 غارة منذ ما بعد منتصف الليل.
وتسبب التصعيد الأخير في سوريا التي مزقتها الحرب في نزوح الآلاف من الأشخاص، وأثار مخاوف من أن تنهار هدنة منذ نحو 8 أشهر في إدلب.
وقال «المرصد» مساء أمس، إن «الطائرات الحربية والمروحية واصلت تحليقها ضمن منطقة (خفض التصعيد) بالتزامن مع استمرار الضربات الجوية على المنطقة، حيث نفذت طائرات النظام الحربية غارات جديدة طالت أماكن في مدينة خان شيخون وبلدة كنصفرة بجبل الزاوية، فيما ألقى الطيران المروحي 11 برميلاً متفجراً جديداً على مدينة خان شيخون، و4 براميل على جبل الأربعين، بالإضافة لـ4 براميل على حيش ومعرة حرمة».
وأضاف أنه «ارتفع إلى 38 عدد الغارات التي نفذتها طائرات (الضامن) الروسي منذ ما بعد منتصف الليل؛ وهي 12 غارة على اللطامنة، و7 على كفرنبودة، و5 على العمقية، و4 على الهبيط، و4 على العنكاوي، وغارتان على كل من القرقور وكفرعويد والحواش».
على صعيد متصل، استمرت الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والمجموعات وفصائل أخرى من طرف آخر، وذلك على محاور في محيط كفرنبودة بريف حماة الشمالي، وكبانة بجبل الأكراد، تترافق مع قصف واستهدافات متواصلة بشكل مكثف ومعلومات عن مزيد من القتلى والجرحى بين الطرفين.
وقالت شبكة «الدرر الشامية» إن «الفصائل الثورية أفشلت محاولة تقدم جديدة لقوات النظام على محور كبينة بجبل الأكراد شمال اللاذقية، بعد تكبيدهم خسائر فادحة، إذ نجحت في قتل وإصابة عدة عناصر من قوات النظام، بعد محاولتهم التقدم على تلال كبينة الاستراتيجية».
وقال «المرصد» إنه «مع خسائر الليلة الماضية، ترتفع الخسائر البشرية في التصعيد الأعنف والمتواصل في يومه الـ35 إلى 843 شخصاً ممن قتلوا خلال الفترة الممتدة منذ 20 الشهر الماضي، وهم 265 مدنياً بينهم 57 طفلاً و54 مواطنة، استشهدوا في القصف الجوي الروسي والسوري، وقصف قوات النظام على مناطق في حلب وحماة واللاذقية وإدلب، ومن ضمنهم 25 مدنياً، بينهم 10 أطفال و4 مواطنات قتلوا في سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مدينة حلب وبلدة الحاضر جنوب حلب وقرية الخندق وبلدة السقيلبية بريف حماة، و19 شخصاً قتلوا في انفجار شاحنة محملة بمواد شديدة الانفجار تعود ملكيتها للمجموعات الجهادية، وذلك في مدينة جسر الشغور غرب إدلب، و275 من المجموعات المتطرفة والفصائل قضوا خلال قصف جوي وبري وهجمات واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و284 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في هجمات للمجموعات الجهادية على مناطق متفرقة من المنطقة منزوعة السلاح».
كما وثق «المرصد السوري» منذ 15 فبراير (شباط) تاريخ اجتماع الرؤساء الروسي والتركي والإيراني مقتل 1219 شخصاً في مناطق الهدنة الروسية - التركية، وهم 503 مدنيين بينهم 127 طفلاً و112 مواطنة «قضوا في القصف الجوي الروسي والقصف الصاروخي من قبل قوات النظام والفصائل، ومن ضمن حصيلة المدنيين 49 بينهم 16 طفلاً و9 مواطنات استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام، و343 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين - إردوغان، من ضمنهم 203 مقاتلين من المتطرفين، و373 من قوات النظام والمسلحين الموالين». ومنذ الاتفاق الروسي - التركي، وثق «المرصد» مقتل 1448 شخصاً في مناطق الهدنة خلال تطبيق اتفاق بوتين - إردوغان.
من جهته، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأن «قوات الأسد وروسيا واصلت استهداف المناطق السكنية والمرافق العامة والطبية في إدلب وريف حماة بالأسلحة المحرمة دولياً، وأن الغارات استهدفت مناطق بعيدة عن الجبهات وخطوط التماس في عمق الريف الجنوبي».
وأوضح «الدفاع المدني» أن «النظام وروسيا استخدما خلال الهجمات العسكرية المستمرة، الصواريخ الفراغية والعنقودية وصواريخ C5؛ مما تسبب في حدوث دمار كبير جداً في المنازل والممتلكات واندلاع حرائق ضخمة في المحاصيل الزراعية».
وقال «الائتلاف» في بيان: «يأتي استخدام القنابل شديدة الانفجار كعقاب من المدنيين بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قوات الأسد في اليومين الماضيين على يد الجيش السوري الحر».
واعتبر الائتلاف الوطني أن «الدول الفاعلة قادرة» على وقف الهجمات العسكرية على مناطق المدنيين «لو أرادت ذلك»، إضافة إلى فرض الحل السياسي وفق القرارات الدولية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».