سلسلة من الاتهامات وتراشقات بالألفاظ تبادلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليلة أول من أمس (الخميس)، مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، على خلفية اتهامها له بالانخراط في عملية تستر. وبدأ ترمب بنشر تغريدة على «تويتر» أثارت جدلاً واسعاً، حيث تضمنت مقطع فيديو يظهر لحظات تعثرت فيها بيلوسي في حديثها خلال مؤتمر صحافي عقدته يوم الخميس. وقام ترمب بنشر الفيديو في نحو الساعة 9 مساءً، وعلق عليه بعبارة «بيلوسي تتهته خلال مؤتمر صحافي».
وكتب في تغريدة منفصلة: «لا ينبغي أن تكون نانسي بيلوسي موجودة هناك لتفعل الأشياء التي تقوم بها حالياً... سوف تقلل من نفسها ومن عضويتها. إنها لا تستطيع وضع فاعل وخبر في الجملة نفسها. ما الذي يحدث؟».
وجاء رد بيلوسي سريعاً، إذ غردت على حسابها بـ«تويتر»، قائلة: «إنه - الرئيس - يصرف الانتباه عن الإنجازات العظيمة التي حققها الديمقراطيون في مجلس النواب. نكرر، نتمنى أن تتدخل أسرته أو إدارته أو موظفوه من أجل مصلحة البلد». وخلال الأسبوع الماضي، تداولت عدة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر بيلوسي على أنها تبدو في حالة سكر، وهو ما أثار غضب الديمقراطيين ودائرة بيلوسي بشكل كبير.
وانتقد ترمب، اتهامات بيلوسي له، بأنه خرج من غرفة الاجتماعات، بصورة غير لائقة، خلال لقائهما المضطرب في البيت الأبيض، قبل يومين. وذهب إلى أبعد من ذلك، حيث اتهم بيلوسي بالجنون، وقال في تغريدة مساء الخميس: «كنت هادئاً للغاية. الباكي تشيك، والمجنونة نانسي... شاهدتها لفترة طويلة من الزمن... إنها ليست الشخص نفسها. لقد فقدت صوابها»، وتابع: «أنا عبقري مستقر للغاية».
وردت بيلوسي في تغريدة أمس، قائلة: «عندما يبدأ (العبقري المستقر للغاية) في العمل بشكل رئاسي أكثر، سأكون سعيداً بالعمل معه على البنية التحتية والتجارة وغيرها من القضايا».
وجدد ترمب دعوته للديمقراطيين لإنهاء التحقيقات الجارية، والعودة مرة أخرى إلى تشريع القوانين التي تهم الموطن الأميركي، وقال في تغريدة منفصلة، صباح أمس، «لا أدري لماذا يريد ديمقراطيو اليسار الراديكالي أن يدلي بوب مولر بشهادته، بعدما أصدر تقريراً بلغت تكلفته 40 مليون دولار، والذي أكد، بصوت عالٍ وواضح ومن أجل أن يسمع الجميع، أنه لا تواطؤ ولا إعاقة (كيف تعيق جريمة غير موجودة؟). الديمقراطيون يبحثون فقط عن المتاعب، وإعادة ما تم الانتهاء منه». وتابع: «تم استخدام وكالات الاستخبارات ضد الرئيس الأميركي. هذا يجب ألا يحدث لرئيس مرة أخرى! الديمقراطيون غاضبون من النتائج التي توصل إليها روبرت مولر - لا لتواطؤ، لا إعاقة. الآن يجب عليهم العودة إلى العمل والتشريع!».
وطالب ترمب، أجهزة الاستخبارات الأميركية، بالتحقيق في التجسس على حملته الانتخابية خلال انتخابات 2016. وقال في تغريدة أمس: «اليوم، بناءً على طلب وتوصية المدعي العام للولايات المتحدة، وجه الرئيس دونالد ج. ترمب دوائر الاستخبارات بالتعاون بسرعة، وبشكل كامل، مع تحقيق النائب العام في أنشطة المراقبة خلال الانتخابات الرئاسية 2016. كما تم تفويض النائب العام بصلاحية كلية وكاملة لإزالة السرية عن المعلومات المتعلقة بهذا التحقيق، وفقاً للمعايير المعمول بها منذ وقت طويل للتعامل مع المعلومات السرية». وتابع: «ستساعد إجراءات اليوم في ضمان أن جميع الأميركيين يعرفون حقيقة الأحداث التي وقعت، والإجراءات التي اتخذت، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وستعيد الثقة في مؤسساتنا العامة».
من جانبه، قال السيناتور لينزي غراهام، إن دعوات الديمقراطيين لعزل ترمب سوف تؤدي في النهاية إلى إعادة انتخابه مرة أخرى، وقال في تغريدة صباح أمس: «إذا حاولوا عزل الرئيس ترمب، الذي لم يرتكب أي خطأ (لا تواطؤ)، فسوف ينتهي بهم الأمر إلى إعادة انتخابه. العزل يكون عندما يرتكب جرائم عالية أو جنحاً. لم تكن هناك جرائم عالية أو جنح باستثناء التي تم ارتكابها من الطرف الآخر!». وبدوره قام ترمب بإعادة تغريدة السيناتور غراهام، الذي يعد من أشد المقربين من ترمب من الجمهوريين.
وبلغ الخلاف بين ترمب وبيلوسي، أوجه بعدما اتهمت الأخيرة الرئيس الأميركي بأنه منخرط في عملية تستر فيما يتعلق بالتحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر، حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية 2016. وكان ترمب قد أعلن رفضه التفاوض مع الديمقراطيين قبل أن ينهوا جميع التحقيقات التي يشرفون عليها في مجلس النواب، والتي تنظر في جوانب مختلفة من سلوك الرئيس وأنشطته التجارية وأفراد إدارته. كما ارتفعت الأصوات المنادية بضرورة عزل ترمب، في الوقت الذي تراجعت شعبيته بين الناخبين غير الجمهوريين.
تلاسن واتهامات متبادلة بين ترمب وبيلوسي
تلاسن واتهامات متبادلة بين ترمب وبيلوسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة