محاكاة خلايا مخ مرضى متلازمة داون تبشر بعلاج محتمل

يستهدف «جيناً» مسؤولاً عن المرض

محاكة مخ مرضى متلازمة داون تبشر باستراتيجية محتملة للعلاج (رويترز)
محاكة مخ مرضى متلازمة داون تبشر باستراتيجية محتملة للعلاج (رويترز)
TT

محاكاة خلايا مخ مرضى متلازمة داون تبشر بعلاج محتمل

محاكة مخ مرضى متلازمة داون تبشر باستراتيجية محتملة للعلاج (رويترز)
محاكة مخ مرضى متلازمة داون تبشر باستراتيجية محتملة للعلاج (رويترز)

الكروموسومات أجزاء شبيهة بالخيوط تقع داخل الخلية، وتحمل المعلومات الوراثية على شكل جينات، وبينما يولد الأطفال بعدد مميز وثابت منها، وهو 46 كروموسوما، فإن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون تكون لديهم مشكلة في وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21، الأمر الذي من شأنه أن يغير من كيفية تطور عقل وجسم الطفل.
وفي محاولة للسيطرة على هذا المرض الذي يولد نحو 6 آلاف طفل كل عام مصابا به في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، توصلت دراسة أجرتها جامعة روتجرز الأميركية إلى أن استهداف الجين «OLIG2» المرتبط بالكرموسوم «21» قبل الولادة يمكن أن يساعد مستقبلا في علاج المرض.
وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها أول من أمس في دورية «الخلايا الجذعية للخلايا، cell stem cell» استخدم الباحثون الخلايا الجذعية التي يمكن أن تتحول إلى خلايا دماغية، لتطوير نموذجين تجريبيين، أحدهما نموذج «عضوي» حيوي ثلاثي الأبعاد للدماغ، والآخر نموذج دماغ فأر زرعت داخله خلايا بشرية، وذلك لاستكشاف تطور الدماغ المبكر المرتبط بمتلازمة داون، ورصد ما يمكن تحقيقه من تحسن عند استهداف الجين «OLIG2 «حيث وجدوا أن ذلك يعيد التوازن إلى نوعين من الخلايا العصبية في الدماغ وهما المسؤولتان عن الإثارة والتثبيط، كما أنه يساعد على تحسين الإدراك بعد الولادة.
ووفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة روتجرز بالتزامن مع نشر الدراسة، فقد حصل الباحثون على خلايا الجلد من مرضى متلازمة داون ثم قاموا بإعادة برمجتها وراثيا إلى خلايا جذعية جنينية، ثم قاموا بتحويلها إلى خلايا تشبه خلايا المخ خلال الحياة المبكرة والنمو.
والخلايا الجذعية يمكن تحويلها إلى أي نوع من خلايا الجسم البشري، لكن لا يمكنها إنتاج عضو كامل، وتعد أداة مفيدة لتطوير العقاقير وإنتاج نماذج معملية لفهم الأمراض، وهو ما فعله الفريق البحثي الأميركي.
ويقول بنغ جيانغ، أستاذ مساعد في قسم بيولوجيا الخلية وعلم الأعصاب والباحث الرئيسي بالدراسة في التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: «باستخدام خلايا الدماغ المستمدة من الخلايا الجذعية مع نسخة إضافية من كروموسوم 21، طورنا نموذجا عضويا للدماغ ثلاثي الأبعاد، يشبه الدماغ البشري النامي في وقت مبكر لدى مرضى متلازمة دوان، كما طورنا نموذج دماغ فأر، مع زرع خلايا دماغ بشري مشتقة من الخلايا الجذعية داخله، ثم تابعنا ما يحدث».
ويضيف: «وجدنا أن الخلايا العصبية المثبطة - التي تجعل الدماغ يعمل بسلاسة - كانت مفرطة الإنتاج في كلا النموذجين، وأثر ذلك على الذاكرة لدى الفئران البالغة ووجدنا أن جين (OLIG2) يلعب دورا مهما في هذه التأثيرات وأن تثبيطه وكبحه أديا إلى حدوث تحسينات».
وقد تقود هذه النتائج مستقبلا إلى استراتيجية علاجية تستهدف الجين (OLIG2) قبل الولادة للسيطرة على الأعداد المزايدة التي تولد بهذا المرض، كما أكد دكتور جيانغ.
ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية يقدر عدد المصابين بمتلازمة داون بين 1 في 1000 إلى 1 في 1100 من الولادات الحية في جميع أنحاء العالم، وعادة ما يتم تشخيص الأطفال الذين يعانون منها قبل الولادة أو أثنائها.
ورغم أن نموذجي الدماغ، سواء الأول الخاص بتطوير نموذج ثلاثي الأبعاد يشبه دماغ المصابين بالمرض، ودماغ الفأر الذي زرع داخله خلايا بشرية، تم تصميمهما لدراسة مرض متلازمة داون، فإن الدكتور جيانغ يؤكد أنها فكرة صالحة لدراسة اضطرابات النمو العصبي الأخرى مثل اضطراب طيف التوحد.
وأضاف: «كما أنه قد يساعد العلماء أيضا على فهم الآليات في مرض ألزهايمر بشكل أفضل، لا سيما أن مرضى متلازمة داون غالبا ما يصابون بمرض ألزهايمر المبكر».



مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.