السيسي يبحث مع قادة أفارقة أُطر التعاون المشترك

السيسي يبحث مع قادة أفارقة أُطر التعاون المشترك
TT

السيسي يبحث مع قادة أفارقة أُطر التعاون المشترك

السيسي يبحث مع قادة أفارقة أُطر التعاون المشترك

في ظل تولي بلاده رئاسة اتحاد القارة السمراء، يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الجمعة) جولة أفريقية موسعة، تشمل زيارة زامبيا، وجنوب أفريقيا، وأنجولا، والكونغو الديمقراطية، في إطار حرص الرئيس المصري المتواصل على تعزيز التعاون مع كافة دول القارة، بما يحقق الخير والرخاء لشعوبها، ولا سيما في ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأكدت مصادر مطلعة أن «الرئيس السيسي سوف يعقد عدداً من القمم الثنائية مع القادة الأفارقة، لبحث سبل تعزيز العلاقات وأطر التعاون المشترك، ودفعها إلى مسارات وآفاق أوسع وأكثر شمولية، في كافة مجالات التعاون... ومن المقرر أن يشارك الرئيس السيسي في مراسم تنصيب نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، التي تجرى في العاصمة الجنوب أفريقية بريتوريا، بحضور 15 من القادة والزعماء».
وقال تقرير لهيئة الاستعلامات المصرية، نقلته وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، أمس، إنه «تبدو في الأفق فرص واسعة ومتنامية لتوسيع التعاون الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين مصر وجنوب أفريقيا، مع الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي لبريتوريا، وتنصيب رامافوزا رئيساً للبلاد لفترة جديدة».
وأوضح التقرير الذي أعده المكتب الإعلامي بالسفارة المصرية في بريتوريا، أن «مصر وجنوب أفريقيا ترتبطان منذ عام 1994 بعلاقات اقتصادية قوية، وهناك كثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما في المجال الاقتصادي، كما أن هناك كثيراً من مشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجاري دراستها ومراجعتها من الجانبين».
وذكر التقرير أنه «يوجد كثير من الأنشطة التي تقوم بها اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين، وعقدت اللجنة كثيراً من الاجتماعات بمشاركة من الوزارات، والهيئات الاستثمارية، والاتحادات التجارية والعمالية، والشركات العامة والخاصة، في الدولتين، منذ عام 2013... ويجري في تلك الاجتماعات نظر كثير من ملفات ومبادرات التعاون المشترك بين الجانبين، وبحث سبل التعاون في مجالات كثيرة، من أهمها: البنية الأساسية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتنمية الزراعية والثروة الحيوانية، والتعدين، والرعاية الصحية، إضافة إلى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الهندسية والكهربائية، وصناعة السيارات».
في غضون ذلك، وجه الرئيس السيسي، أمس، بمواصلة تطوير قطاع السياحة من خلال تعزيز الإصلاحات الهيكلية الجارية، لرفع القدرة التنافسية لهذا القطاع الحيوي، وتعظيم مساهمته الإيجابية في المسيرة التنموية للدولة، وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.
وأفاد السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أمس، بأن «الرئيس اجتمع أمس مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة السياحة رانيا المشاط، ووجه الرئيس بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة، في إطار تصميم سياحي عالمي يتسق مع مكانتها وقيمتها، ويهدف لرفع كفاءة الخدمات المقدمة بها، واستعادة الوجه الحضاري للمتنزه كأحد أهم معالم الإسكندرية، بما يساهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية والتاريخية بالإسكندرية».
واستعرضت وزيرة السياحة الموقف التنفيذي لبرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، لا سيما رفع كفاءة العنصر البشري، من خلال أنشطة تأهيل الكوادر المتميزة وتطوير الهيكل التنظيمي والإداري للوزارة، ليصبح أكثر فاعلية، بالإضافة إلى تطوير دور صندوق السياحة لدعم كثير من القطاعات ذات الصلة، كالمحافظات السياحية وتنشيط السياحة.
وقال راضي أمس، إن «الرئيس السيسي شدد خلال اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء، وعمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على الأولوية المتقدمة التي يحظى بها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في خطط واستراتيجيات الدولة، لدوره الحيوي والرئيسي في عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية، موجهاً باستخدام أحدث التقنيات والمعايير العالمية لتنفيذ المشروعات في هذا المجال... كما وجه الرئيس بتكثيف العمل فيما يتعلق بخطة التحول إلى الحكومة الرقمية، لتوفير أحدث الخدمات للمواطنين بأسلوب بسيط وميسر، فضلاً عن الاستثمار في الكوادر البشرية، وتوفير برامج التدريب والتأهيل، وبناء القدرات اللازمة لاستخدام أفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتقديم مختلف الخدمات إلكترونياً، بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة لسوق العمل، ويساهم في توفير مزيد من فرص العمل في مختلف ربوع مصر».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.