37 ألف لبناني وظفوا في القطاع العام بطريقة عشوائية

TT

37 ألف لبناني وظفوا في القطاع العام بطريقة عشوائية

كشف رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب إبراهيم كنعان عن توظيف الحكومات المتعاقبة 37 ألف شخص في القطاع العام، معتبراً أن الزيادات الناتجة عن سلسلة الرتب والرواتب ليست وحدها المسؤولة عن معظم ما أصاب المالية العامة والاقتصاد الوطني، بل هناك عوامل أخرى، «أبرزها التوظيف المخالف للقانون بأعداد كبيرة تخطّت كلّ المعايير الموضوعيّة والقانونيّة، بدءاً من الحاجة وصولاً إلى الكفاءة والخبرة».
وأثارت التوظيفات العشوائية أزمة في البلاد بعد الانتخابات النيابية التي أجريت في الصيف الماضي؛ حيث اعتبرت بعض التوظيفات «انتخابية»، وفوق القانون، بالنظر إلى أن المادة 21 من سلسلة الرتب والرواتب الصادرة في 21 أغسطس (آب) 2017، يطالب بوقف جميع حالات التوظيف والاستخدام مهما كانت تسميتها، في جميع أجهزة القطاع العامّ، بما فيها السلكان التعليمي والعسكريّ، وفي المشروعات المشتركة مع المنظمات الدوليّة المختلفة، حتّى ولو كان التوظيف أو الاستخدام يتمّ في وظيفة شاغرة في الملاك، ما لم يقترن بموافقة مجلس الوزراء المبنيّة على تحقيقٍ تجريه إدارة الأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنيّة.
وأعلن كنعان في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب أمس، عن التقرير النهائي الذي قامت به اللجنة بالتنسيق مع جهات رقابية في الدولة أبرزها التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنيّة وديوان المحاسبة، وكشف أنه تم توظيف واستخدام 5.473 بعد 21 أغسطس 2017، من غير الأجهزة العسكريّة والأمنيّة، منهم فقط 460 جرى توظيفهم واستخدامهم وفقاً للأصول بتسمياتٍ وظيفيّة تنطبق على التوصيف الوظيفي كما ورد في التقرير الموحّد. ومنهم -5. 013- تمّ توظيفهم واستخدامهم خلافاً للأصول بتسمياتٍ مختلفة مثل شراء خدمات، مياومٍ، متعاقدٍ على مهمّة، عاملٍ بالفاتورة، مستعانٍ به.
وأشار إلى أن هناك من تمّ توظيفهم واستخدامهم قبل 21 أغسطس 2017 بتسميات مختلفة أيضاً، مثل شراء خدمات، ومياوم ومتعاقد على مهمّة وعاملٍ بالفاتورة وملحق ومتعامل ومستعانٍ به. ويبلغ عددهم 32.009.
وتعقيباً على هذا الرقم، قال كنعان: «يعني أنّ جريمة موصوفة ارتكبتها الحكومات المتعاقبة من جراء التمادي في تجاوز الملاكات العدديّة للإدارات والمؤسسات العامّة، وتجاوز أحكام القوانين والأنظمة التي ترعى التوظيف والاستخدام».
وعما إذا كان من توظف سيدفع ثمن القرارات الجريئة، قال كنعان: «هدفنا ليس الاقتصاص من الموظفين، فعندما يتم توظيف أشخاص لا يعلمون، فهذا يضر بمستقبلهم، ويحوّلهم إلى غير منتجين، ما يؤدي إلى قتل مجتمع. ونحن نريد وصول أصحاب الكفاءة بما يخدم مصلحتها والمصلحة العامة. ومن سيتحمّل المسؤولية هي الحكومات والسلطة التنفيذية التي يجب ألا تكتفي بقرارات صادرة عنها بل باحترام القانون والنظر إلى الحاجة وإجراء التحقيق اللازم من قبل إدارة الأبحاث والتوجيه».
وقال: «فليكن معلوماً أننا سنراقب ونشرح الاعتمادات الموجودة في الموازنة للتوظيف والتعاقد على مشرحة لجنة المال، وبعد الذي وجدناه، لا يعتقد أحد أننا سنوافق كيفما كان، ولن نقبل بتضخيم الملاك، بل نريد المسح الشامل وتطوير هذا الملاك».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».