كي مون قلق من قرار إسرائيل مصادرة أراض في الضفة.. وبرلين تحث على التراجع

انتقادات داخلية في حكومة نتنياهو ومخاوف من الإضرار بالعلاقات مع واشنطن

كي مون قلق من قرار إسرائيل مصادرة أراض في الضفة.. وبرلين تحث على التراجع
TT

كي مون قلق من قرار إسرائيل مصادرة أراض في الضفة.. وبرلين تحث على التراجع

كي مون قلق من قرار إسرائيل مصادرة أراض في الضفة.. وبرلين تحث على التراجع

تواصلت الإدانات الدولية لقرار إسرائيل مصادرة 400 هكتار من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه «الكبير» حيال الأمر، كما حثت ألمانيا على التراجع عن القرار. كما انتقد وزيران إسرائيليان بارزان الخطوة وقالا إنها «مضرة» بمصالح تل أبيب وقد «تخلق أزمة» مع واشنطن.
وقال كي مون، إن الاستيطان بالنسبة إلى الأمم المتحدة «غير قانوني استنادا إلى القوانين الدولية»، ويعوق حل الدولتين لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وعد بان، وفق ما نقل عنه المتحدث باسمه، أن «مصادرة مساحة من الأرض بهذا الاتساع تهدد بالتمهيد لمواصلة الاستيطان»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وطالب بان كي مون إسرائيل بأن «تأخذ دعوات المجتمع الدولي في الاعتبار وتمتنع عن أي نشاط استيطاني وتفي بالتزاماتها الدولية».
من جانبه، طالب وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير إسرائيل بالتراجع عن قرارها، وقال إن القرار في حال سريانه «سيكون بمثابة إشارة خاطئة في الوقت الخطأ». وأضاف أن حكومة بلاده تنتظر أن يعاد النظر في القرار، وحذر من إحداث أي تأثيرات على المحادثات الحالية بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى عقد هدنة دائمة منبثقة عن الهدنة الحالية في قطاع غزة.
وفي إسرائيل، انتقد كل من وزير المالية يائير لابيد ووزيرة العدل تسيبي ليفني القرار، وعداه «مضرا بدولة إسرائيل».
وقال لابيد إنه بعد حرب غزة، أصبح «الحفاظ على الدعم الدولي صعب بالفعل. ما الحاجة إلى خلق أزمة جديدة مع الولايات المتحدة وبقية العالم؟». وأضاف: «نحن بحاجة لقيادة سياسية أكثر عمقا لتفادي خلق أزمات لا داعي لها مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي».
من جهتها، قالت ليفني إن مصادرة هذه الأراضي «يضعف إسرائيل ويقوض أمنها». وأعربت عن خوفها أن يضر هذا القرار بالعلاقات المتوترة أصلا مع الولايات المتحدة.
وتعد انتقادات لابيد وليفني مؤشرا على الانقسامات داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي تفاقمت بسبب الحرب على قطاع غزة والمستمرة بسبب الخلاف على مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين أم لا.
وفي المقابل، سارع وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للاستيطان والذي يعد من الصقور المتشددين في الحكومة، إلى تبرير قرار مصادرة الأراضي.
وقال: «منذ 120 عاما والعالم يعارض قيامنا بالبناء، ونحن سنواصل القيام بذلك». وتابع: «حماس تقوم باغتيالنا ونحن نقوم بالبناء».
ويأتي قرار المصادرة كرد فعل بعد مقتل 3 شبان إسرائيليين في المنطقة ذاتها في يونيو (حزيران) الماضي حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجانا إلى القدس. واتهمت إسرائيل 3 فلسطينيين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بالوقوف وراء خطف ومقتل الشبان الإسرائيليين الـ3 الذي أدى إلى خلق مناخ من التوتر الشديد أعقبه شن حرب على قطاع غزة في 8 من يوليو (تموز) الماضي أوقعت أكثر من ألفي قتيل فلسطيني.
وقالت حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان، إن هذا الإعلان «غير مسبوق في حجمه منذ الثمانينات».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».