منع محافظ كركوك السابق من مغادرة بيروت

بناء على طلب «الإنتربول» وبانتظار طلب بغداد استرداده

محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم (أ.ف.ب)
محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم (أ.ف.ب)
TT

منع محافظ كركوك السابق من مغادرة بيروت

محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم (أ.ف.ب)
محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم (أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الأمنية في مطار بيروت الثلاثاء، محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم في مطار رفيق الحريري في بيروت، قبل أن يتم تسليمه إلى القضاء الذي أطلق سراحه أمس لكن منعه من السفر، وصادر جواز سفره الأميركي بانتظار أن ترسل السلطات العراقية ملفه القضائي إلى السلطات اللبنانية.
وقالت مصادر قضائية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن كريم، وهو الطبيب الخاص بالرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، والمتهم في بلاده بقضايا اختلاس عندما كان محافظاً لكركوك، «سلمته الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى النيابة العامة التمييزية حيث جرى استجوابه أمس»، وقالت المصادر إنه «بعد استجوابه، تقرر تركه رهن التحقيق، وأطلق سراحه لكن جرى منعه من السفر حيث تمت مصادرة جواز سفره الأميركي الذي دخل به إلى لبنان».
وقالت المصادر إن نجم الدين كريم «سيبقى موجوداً في لبنان إلى أن ترسل السلطات العراقية ملفه القضائي إلى لبنان لدرسه واتخاذ الإجراء المناسب بشأنه».
وفي بغداد، أكد مصدر مقرب من الحكومية العراقية لـ«الشرق الأوسط» خبر توقيف كريم، وإمكانية تسليمه إلى السلطات في بغداد في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وأشار المصدر إلى أن «الشرطة الدولية لا تلاحق في العادة الأشخاص المتهمين بقضايا فساد في بلادهم، إلا في حال متانة تلك الأدلة وقوتها، ويبدو أن الملف المقدم من الحكومة العراقية للشرطة الدولية حول محافظ كركوك السابق مقنع جداً للقبض عليه». وكان مكتب المحافظ السابق نفى، أول من أمس، الأنباء التي تحدثت عن اعتقاله في بيروت.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.