المرزوقي يعلن عن تأسيس ائتلاف سياسي جديد في تونس

استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة

منصف المرزوقي
منصف المرزوقي
TT

المرزوقي يعلن عن تأسيس ائتلاف سياسي جديد في تونس

منصف المرزوقي
منصف المرزوقي

أعلن منصف المرزوقي، رئيس تونس السابق ورئيس حزب «حراك تونس الإرادة»، في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة التونسية أمس، عن دخوله في تحالف انتخابي مع حزب «حركة وفاء»، الذي يترأسه عبد الرؤوف العيادي، والتنسيق مع مبادرة «تونس أخرى» السياسية، التي أطلقتها شخصيات تونسية في 2 مايو (أيار) الحالي، من أجل إطلاق مشروع سياسي يتسم بطابع اجتماعي.
ودعا المرزوقي، الذي يتزعم هذا التحالف الانتخابي، كل القوى السياسية والاجتماعية «أصحاب القضية إلى الالتحاق بهذا التحالف، الذي سيشارك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بأقصى قدر ممكن من الحظوظ»، موضحاً أن الاستحقاقات الديمقراطية المقبلة، ممثلة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية «ستكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ تونس، والأمل الوحيد أمام الناخبين لتغيير منظومة الحكم الفاشلة، التي قادت البلاد نحو الانهيار»، على حد تعبيره.
وحول أهداف هذا التحالف الانتخابي، قال المرزوقي خلال المؤتمر الصحافي، الذي حضرته بكثافة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، إنه يهدف إلى «تفكيك منظومة الفساد وإعلاء منظومة القيم في المجتمع والدولة، وإعادة هيكلة الاقتصاد المحلي، وفرض الشفافية في استغلال الثروات الطبيعية، ومراجعة عقود الاستغلال الموقعة مع الشركات الأجنبية، علاوة على دعم استقلالية القضاء التونسي».
كما يهدف هذا التحالف الانتخابي، حسب المرزوقي، إلى سن قوانين جديدة من أجل ضمان إجراء انتخابات حرة وشفافة، وإعلان حالة الطوارئ الاقتصادية، والعمل بشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، فضلاً عن التفاعل مع سماه «الحراك الثوري بالبلاد العربية».
وكان المرزوقي قد شرع منذ الصيف الماضي في عقد لقاءات تشاورية مع مجموعة من الأحزاب والشخصيات، التي انسلخت عن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، الذي أسسه عام 2002 وكان من أشد المعارضين للنظام السابق، وتشمل حزب «المؤتمر» نفسه الذي غادره المرزوقي ليؤسس حزب «حراك تونس الإرادة»، وترك رئاسته للحقوقي سمير بن عمر، وعبد الرؤوف العيادي رئيس حزب «حركة وفاء».
ويعد المرزوقي وبن عمر والعيادي من القيادات المؤسسة لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» ونواته الصلبة، وفق مراقبين للمشهد السياسي التونسي، حيث جمعهم مشروع سياسي، قبل أن تفرقهم الهزات السياسية التي ضربت الحزب بعد فوزه في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، التي جرت سنة 2011 وتراجع نتائجه في انتخابات 2014.
يذكر أن المرزوقي خاض منافسات الدور الثاني في انتخابات رئاسة تونس، التي جرت سنة 2014، غير أنه خسر المنافسة أمام الباجي قائد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية الحالي.
على صعيد غير متصل، أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، لدى إشرافه أمس على افتتاح مؤتمر «التعايش السلمي بين الأديان»، الذي عقد بمناسبة انطلاق الاحتفال الرسمي بزيارة معبد «الغريبة» اليهودي في جزيرة جربة (جنوبي شرق)، أن تونس «مثال لحرية المعتقد والضمير، وقيم الاعتدال والتسامح، ونبذ دعوات التكفير والتحريض والكراهية، واحترام الخصوصيات الثقافية والحضارية»، على حد قوله.
ولم يسبق للشاهد أن تخلف عن حضور هذه المناسبة منذ تقلده منصب رئاسة الحكومة، حيث شارك خلال سنوات 2017 و2018 و2019 في هذا الاحتفال السنوي، الذي يقيمه يهود تونس، ويحضره الآلاف من يهود العالم.
وتوقع بيريز الطرابلسي، رئيس «هيئة معبد الغريبة» توافد نحو 8 آلاف زائر من فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، وغيرها من البلدان الأوروبية، من بينهم شخصيات دينية وإعلامية، إلى جزيرة جربة لحضور موسم الحج الحالي.
وشهدت جزيرة جربة منذ يومين انتشاراً أمنياً مكثفاً في كامل مداخل المنطقة، خصوصاً الأماكن القريبة من «المعبد» خشية استهدافه من قبل تنظيمات إرهابية، كما حدث سنة 2002 عندما أدى هجوم إرهابي إلى مقتل نحو 21 شخصاً.
وكان هشام الفوراتي، وزير الداخلية التونسية، قد زار في 18 مايو الحالي جزيرة جربة للاطلاع على الاستعدادات الأمنية المرتبطة بالزيارة السنوية لمعبد «الغريبة»، وأكد رفع كل التشكيلات الأمنية والعسكرية درجة اليقظة، واتخاذ كل الاحتياطات لحسن تأمين زيارة «الغريبة» والتصدي لمختلف التهديدات المحتملة، حفاظاً على الأوضاع الأمنية في الجزيرة.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.