بوادر أزمة بين بغداد وأربيل بسبب «النفط مقابل الرواتب»

أول تهديد من عبد المهدي بقطع المستحقات

TT
20

بوادر أزمة بين بغداد وأربيل بسبب «النفط مقابل الرواتب»

وجّه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أول تهديد في عهده لإقليم كردستان في حال لم يسلم الكمية المتفق عليها من نفط الإقليم مقابل تسليم الحكومة الاتحادية مستحقات الإقليم من رواتب وغيرها من مستحقات مالية طبقاً للموازنة.
وقالت رئيسة كتلة «الاتحاد الوطني الكردستاني» في البرلمان العراقي، جوان إحسان، في تصريح، أمس، إن عبد المهدي «اجتمع في بغداد مع رؤساء الكتل الكردستانية النيابية، وأبلغنا وفق قانون الموازنة العامة، بأنه إذا لم تسلم حكومة الإقليم النفط إلى بغداد فسيتم قطع المستحقات المالية للإقليم»، مشيرة إلى أن الاجتماع «بحث عدداً من المسائل المهمة بين الإقليم والمركز؛ بينها مسألة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأضافت: «أبلغنا عبد المهدي بضرورة استثناء رواتب موظفي إقليم كردستان وقوات البيشمركة»، مشيرة إلى أن «عبد المهدي وعد بأن رواتب الموظفين والبيشمركة سيتم إرسالها وفق القانون».
ويُعدّ تصريح عبد المهدي بشأن إمكانية قطع مستحقات الإقليم ما لم يتم تسليم عائدات النفط المصدر؛ أولَ انتقاد علني له للإقليم بهذا الشأن، حيث يحتفظ عبد المهدي بعلاقات جيدة مع القيادات الكردية. ويبدو أن تصريحات عبد المهدي هذه نتيجة لضغوط بدأت تمارسها كتل سياسية وبرلمانية ومن بينها اللجان البرلمانية المختصة مثل لجنة النفط والطاقة واللجنة المالية التي تم انتخاب رئاساتها مؤخراً.
وفي هذا السياق، يقول هيبت الحلبوسي، رئيس لجنة النفط والطاقة في البرلمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما صدر عن رئيس الوزراء إنما جاء نتيجة لضغوط مارسناها نحن في لجنة النفط والبرلمان، خصوصاً أن الأمر لم يعد ممكناً السكوت عنه والبقاء في دائرة الانتظار، في وقت تم فيه إقرار اتفاق مبادلة النفط مقابل تسليم المستحقات في قانون الموازنة»، مبيناً: «لقد أرسلنا كتباً رسمية إلى الإقليم وإلى الجهات المعنية ومنها وزارة المالية التي ترسل المستحقات بشكل طبيعي دون أن تتسلم أموال الكمية المتفق عليها من النفط؛ وهي بحدود 250 ألف برميل يومياً، في حين أن الكرد يصدرون يومياً 480 ألف برميل يومياً، وهو ما يعني أن لديهم زيادة بحدود 230 ألف برميل يومياً». وأضاف: «قد نضطر إلى قطع المبالغ المتأتية من كمية النفط من الإقليم من الحصة، وهو ما أبلغنا به الوزراء الكرد في الحكومة الاتحادية، وبعضهم وافق على ذلك لأنهم لم يجدوا أن هناك مبرراً مقنعاً لعدم الالتزام بالاتفاق». وأوضح الحلبوسي أن «هذا التصرف لم يعد مقنعاً، ولم يقدم الإخوة الكرد أي مبرر مقنع لعدم الالتزام».
من جهته، أكد عاصم جهاد، الناطق الرسمي باسم وزارة النفط، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاتفاق حسب الموازنة الاتحادية لعام 2019 يقضي بأن يتم احتساب كمية 250 ألف برميل باليوم ضمن الكمية المصدرة للعام الحالي، وأيضا الإيرادات المتوقعة»، مبينا أن «الإقليم لم يلتزم بتسليم الكميات المتفق عليها ضمن الموازنة الاتحادية». وأضاف: «الوقت يمر؛ حيث إننا الآن في منتصف العام تقريباً ولم يجر تسليم ولا برميل واحد، في حين أن هناك معلومات تشير إلى أن إنتاج الإقليم من النفط تجاوز 600 أو 700 ألف برميل يومياً، وصادراته تجاوزت 400 ألف برميل في اليوم».
إلى ذلك، استضافت اللجنة المالية في البرلمان العراقي وزير المالية فؤاد حسين ومدير شركة «سومو» لتسويق النفط. وقال ثامر ذيبان عضو اللجنة إن «الاستضافة تركزت حول تصدير الإقليم 250 ألف برميل يومياً، من دون تسليم مبالغها إلى الحكومة الاتحادية». وأضاف أن «الإقليم غير ملتزم، ولم يسلم الحكومة الاتحادية أي مبالغ من صادرات النفط طيلة الفترة الماضية»، موضحاً أن «وزير المالية يقول إنه لا يستطيع إيقاف تسليم الإقليم مستحقاته من الرواتب، ويجب الذهاب إلى الحوارات السياسية لحل المشكلة»، مبيناً أن «اللجنة المالية ستمارس دورها في الضغط على رئيس الوزراء، وسيكون لنا كلام آخر مع إقليم كردستان خلال الموازنات المقبلة».
من جهته، أكد ماجد شنكالي، عضو البرلمان العراقي السابق عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك مؤشرات لإيجاد حل للأزمة بالطريقة التي ترضي الطرفين دون أن يتم اللجوء إلى إجراءات عقابية يمكن أن تؤثر على الأجواء الإيجابية الحالية بين المركز والإقليم». وأضاف شنكالي أن «هناك خلطاً لدى كثيرين على صعيد الموازنة ومسألة رواتب موظفي الإقليم؛ حيث إنه رغم وجود هذا الاتفاق، فإن هناك فقرة واضحة بالموازنة وهي أن رواتب موظفي الإقليم تبقى بعيدة عن الخلافات السياسية ولا صلة لها بتسليم أو عدم تسليم كمية النفط المتفق عليها»، مشيراً إلى أن «وقف المستحقات لا يشمل الرواتب، لكنه قد يشمل أبواباً أخرى، مثل تنمية الأقاليم».



الجيش الإسرائيلي يشيد مواقع له في غزة مع السيطرة على مساحات واسعة

القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)
القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يشيد مواقع له في غزة مع السيطرة على مساحات واسعة

القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)
القوات الإسرائيلية تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة (رويترز)

شوهدت القوات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، وهي تمهد أراضي، وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة سيطرت عليها في الأيام القليلة الماضية في عملية عسكرية تقول الأمم المتحدة إن الجيش سيطر خلالها بالفعل على ثلثي مساحة القطاع، أو أخلاها من السكان.

وأصدر الجيش تحذيرات متكررة بالإخلاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الجنوبية، والوسطى، والشمالية منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس (آذار)، مما أجبرهم على النزوح إلى منطقة ضيقة المساحة على شاطئ البحر.

وقالت زكية سامي (60 عاماً)، وهي أم لستة أطفال من مدينة غزة، إنها شاهدت الدبابات تنتشر بمناطق مرتفعة أثناء فرارها من منزلها بعد أن أمر الجيش عائلتها بمغادرة حي الشجاعية.

وقالت لـ«رويترز» عبر تطبيق للدردشة: «سيطروا على تلة المنطار اللي كنا ناخد أولادنا ليلعبوا هناك، وهلقيت متمركزين عليها ومن هناك بيقدروا يقصفوا أي بيت بدهم إياه في الشجاعية».

وأضافت: «غزة في الأساس مكان صغير والإسرائيليين قاعدين بيقلصوا مساحتها أكتر وأكتر، إحنا قاعدين بيخنقونا في وقت لا فيه أكل والقنابل بتتساقط فوق روسنا».

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إجمالي المساحة التي استولت عليها إسرائيل أو أصدرت أوامر بإخلائها بلغ 65 في المائة من قطاع غزة. وفي رفح وحدها أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية أن 140 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين.

وقُتل صحافي فلسطيني اليوم الاثنين، وأصيب تسعة آخرون، بعضهم في حالة حرجة، عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية خيمة تستخدمها وسائل الإعلام داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وأظهرت لقطات مصورة أشخاصاً يحاولون إخماد النيران التي اندلعت في الخيمة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين. وانتشرت على نطاق واسع صور تظهر صحافياً تشتعل فيه النيران، وشخصاً آخر يحاول إنقاذه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف حسن إصليح، ووصفه بأنه «إرهابي يتخفى في العمل الصحافي»، وعضو في كتيبة خان يونس التابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأوضح مسعفون أن إصليح، وهو صحافي فلسطيني معروف في غزة، ويتابعه مئات الألوف على مواقع التواصل، أصيب بجروح بالغة في الغارة.

وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي عزمها إقامة «منطقة أمنية» على أطراف قطاع غزة، وذلك بعد شهر من انهيار وقف إطلاق النار. ولم توضح ما خطتها طويلة الأمد للمنطقة التي سيطرت عليها مجدداً؟ لكن الفلسطينيين يخشون من أنها تهدف إلى احتلالها بصورة دائمة.