مختصون: القطاع العقاري في السعودية مُكتمل الأركان وقادر على حل مشكلة السكن

أشادوا بنتائج 3 تشريعات ومبادرات تبنتها «الحكومة»

مختصون: القطاع العقاري في السعودية مُكتمل الأركان وقادر على حل مشكلة السكن
TT

مختصون: القطاع العقاري في السعودية مُكتمل الأركان وقادر على حل مشكلة السكن

مختصون: القطاع العقاري في السعودية مُكتمل الأركان وقادر على حل مشكلة السكن

أشاد مختصون وخبراء عقاريون بما شهده القطاع العقاري في السعودية من تغيرات إيجابية في السنوات الأخيرة، مؤكدين أن الحكومة السعودية، ممثلة في وزارة الإسكان، نجحت في سن عدد من التشريعات والأنظمة والمبادرات، التي عملت على تصحيح سلبيات القطاع، وعلاج أخطائه المترسخة فيه منذ عقود مضت.
ورأوا أن هذه التشريعات ساهمت في النهوض بقطاع العقار، حتى يمكنه مواجهة مشكلة السكن، مشيرين إلى أن السعوديين يجنون اليوم ثمار هذه التشريعات، عبر «حلحلة» قطاع الإسكان، وإيجاد منتجات عقارية متنوعة، ترضي جميع الأذواق والمستويات، وهو ما أوجد قطاعاً عقارياً نموذجياً، لديه أدواته الخاصة.
وركّز المختصون والخبراء في رؤيتهم لما شهده القطاع العقاري على ثلاثة قرارات اتخذتها وزارة الإسكان، في وقت سابق، وهي: فرض رسوم على الأراضي البيضاء، وتأثيرها على المشهد العقاري، والشراكة مع القطاع الخاص، وحرص الوزارة على تنويع المنتجات العقارية.
- الشراكة مع القطاع الخاص
الكاتب الاقتصادي الدكتور عبد الله المغلوث، بدأ حديثه بالإشادة بقرار وزارة الإسكان الخاص بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، ووصفه بـ«الاستراتيجي». وقال: «وزارة الإسكان لم تُقبِل على هذه الشراكة في بداية تأسيسها وتكليفها بمهمة حل مشكلة السكن، وذلك لاعتبارات عدة، ولكن في السنوات الأخيرة، قررت الوزارة تغيير استراتيجية عملها، والاتجاه نحو الشراكة مع شركات التطوير العقاري المحلية، تلك الشركات التي أرادت أن تثبت نفسها على أرض الواقع، وأن تساهم في حل مشكلة السكن، معتمدة على ما لديها من خبرات ودراية بالقطاع العقاري ومتطلباته المتنوعة، فضلاً عن خبراتها في احتياج المواطنين بمختلف قدراتهم المالية، لنوعية المنتجات السكنية وقيمتها المالية».
ورأى المغلوث أن «الشراكة مع القطاع الخاص حققت العديد من أهدافها، وهو ما أضفى على القطاع العقاري نضوجاً كنا نبحث عنه منذ سنوات مضت، في أن يكون للقطاع أدواته الخاصة التي يعتمد عليها، ومن هذه الأدوات، شركات التطوير العقاري التي باتت اليوم جزءاً أصيلاً من حل مشكلة السكن».
- تنوع المنتجات
أما المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة، فاختار الحديث عن توجه وزارة الإسكان الخاص بتنويع منتجاتها العقارية، التي تنجزها في إطار الشراكة مع القطاع الخاص، وقال: «تنبهت وزارة الإسكان إلى أهمية إيجاد منتجات عقارية متفاوتة في الشكل والمساحة والأسعار، حتى ترضي جميع الأذواق والمستويات المالية، ومن هنا، رأينا تنوعاً كبيراً في تلك المنتجات، من وحدات سكنية جاهزة، وفلل، ودبلوكسات (فلل بحجم صغير)، وأراضٍ بيضاء، ومنتجات تمويل، فضلاً عن السماح للمواطن بأن يبني منزله بنفسه، ويشرف على مراحل البناء، في إشارة واضحة على حرص الوزارة على تلبية متطلبات جميع المواطنين».
وأضاف باعجاجة: «نستطيع التأكيد على أن وزارة الإسكان نجحت اليوم في تحقيق أهدافها، بإيجاد منتجات عقارية كثيرة ومتنوعة، تعلن عنها في برنامج «سكني»، بكل شفافية ووضوح»، معتبرا أن «مثل هذه الآلية تمنح الأمل والتفاؤل بأن مشكلة السكن في المملكة، بدأت تجد طريقها إلى الحل، وتؤكد أن الدولة، ممثلة في وزارة الإسكان، حريصة على حل مشكلة السكن في أسرع وقت، وبأفضل طريقة، تحت مظلة رؤية 2030. التي حددت الأهداف والتطلعات في القطاع السكني، وبدأت العمل على تحقيقها».
- فرض الرسوم
من جانبه، ركّز المحلل الاقتصادي فضل البوعينين حديثه على قرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء، وقال: «لم يكن الهدف من فرض رسوم على الأراضي البيضاء، الضغط على الأسعار للهبوط، بل إصلاح الخلل في السوق العقاري، والمتمثل في المضاربة بالأراضي التي كانت منتشرة في الماضي».
وأضاف: «يجب لفت النظر إلى أن الدولة، ممثلة في وزارة الإسكان لم تتدخل في ضغط الأسعار نحو الهبوط، لكنها فضّلت على ذلك سن تشريعات وأنظمة، تكفل تصحيح الممارسات الخاطئة التي تتمثل في المضاربة، والاستثمار في الأراضي كمخزن للثروة دون تطوير، وهو الأمر الذي أدى إلى تركيز الاستثمار فيها دون غيرها من الأوعية الاستثمارية العقارية أو المالية الأخرى».
وأكد البوعينين بالقول: «من هنا يمكن التأكيد على أن قرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء جاء لتصحيح مسار الاستثمار العقاري، وتطوير هذه الأراضي في مشاريع أو وحدات سكنية أو حتى تجارية»، مشيراً إلى أن ثمار هذا القرار نجنيها اليوم عبر تراجع أسعار المنتجات العقارية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».