مصر: مقتل 12 «إرهابياً» بعد يوم من انفجار استهدف حافلة سياحية

«الداخلية» قالت إن العملية استباقية لمواجهة «الإخوان»

TT

مصر: مقتل 12 «إرهابياً» بعد يوم من انفجار استهدف حافلة سياحية

بعد يوم واحد من انفجار استهدف حافلة سياحية، وأسفر عن إصابة 17 شخصاً، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس: «مقتل 12 إرهابياً من حركة (حسم) في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة بمنطقتي 6 أكتوبر بالجيزة، والشروق بالقاهرة». ولم يشر بيان الداخلية المصرية، أمس، إلى علاقة بين من أعلنت مقتلهم وانفجار الأمس؛ لكن إحدى المنطقتين اللتين شهدتا «الاشتباكات» (6 أكتوبر) تعد قريبة جغرافياً من موقع الانفجار الذي وقع، أول من أمس، وطال الحافلة التي كانت تُقل 25 سائحاً من جنوب أفريقيا. وأوضحت الداخلية المصرية، أمس، أن العملية التي نفذتها «استكمالاً لجهود مواجهة جماعة الإخوان (تصنفها السلطات إرهابية) من خلال توجيه الضربات الاستباقية لعناصرها، وإجهاض مخططاتها، لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار».
وتجنب بيان رسمي مصري الإشارة إلى وصف حادث الحافلة السياحية بـ«الإرهابي»، وقال إن «جسماً غريباً انفجر في نهاية الطريق الدائري باتجاه ميدان الرماية (محافظة الجيزة)، أدى إلى تهشم زجاج الأوتوبيس». وأظهرت الصور الملتقطة من موقع الانفجار أنه يبعد عشرات الأمتار عن موقع المتحف المصري الكبير، الذي تخطط مصر لافتتاحه جزئياً العام المقبل.
ورغم مرور يومين على الانفجار، فإنه لم تعلن جماعة أو جهة مسؤوليتها عنه، فيما بدأت الأجهزة الأمنية والقضائية التحقيق ومعاينة موقع الانفجار. وأشارت الداخلية، أمس، إلى تلقيها معلومات «تفيد صدور تكليفات من قيادات الجناح المسلح لتنظيم (الإخوان) بالخارج لعناصر حركة (حسم)، المسلحة التابعة لها، لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية خلال الفترة المقبلة، لإحداث حالة من الفوضى بالبلاد»، وأوضحت أنها «رصدت اتخاذ مجموعة من عناصر حركة (حسم) إحدى الشقق السكنية بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وكراً لتصنيع العبوات المتفجرة التي يقومون باستخدامها في تنفيذ تلك الأعمال، وبمداهمته، قامت تلك العناصر بالمبادرة بإطلاق النيران تجاه القوات، التي تعاملت معها على الفور، مما أسفر عن مقتل 7 من تلك العناصر، وعثر بحوزتهم على 4 قطع سلاح آلي، وبندقية خرطوش وكمية من مواد ودوائر كهربائية، وأدوات مستخدمة في عمليات التصنيع».
وكذلك قالت الداخلية المصرية، إن معلومات أظهرت «وجود عدد من عناصر مجموعة التنفيذ التابعة للجماعة الإرهابية بإحدى الشقق السكنية، بمنطقة الشروق بمحافظة القاهرة، استعداداً لتنفيذ عمليات عدائية؛ حيث داهمت القوات الوكر المشار إليه، وتبادلت إطلاق النار مع تلك العناصر، ما أسفر عن مقتل 5، وعثر بحوزتهم على خمس بنادق آلية وخزينة بندقية آلية، وعبوتين معدتين للتفجير، وعبوتين متفجرتين».
وجاء الانفجار قبل شهر واحد تقريباً من استضافة مصر لفعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019، التي أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، التميمة الرسمية لتلك البطولة التي تستضيف 24 منتخباً من القارة السمراء، للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي كانت آخر نسخها تضم 16 منتخباً فقط.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.