تصريحات لمبارك بشأن إيران تجدد التحذيرات من «أطماعها»

قال في مقابلة صحافية إنه «لا يمكن السكوت على تهديدات طهران للخليج»

TT

تصريحات لمبارك بشأن إيران تجدد التحذيرات من «أطماعها»

جددت تصريحات للرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، بشأن مساعي إيران لـ«التغلغل في المنطقة وتهديد الأمن القومي العربي»، تحذيرات مراقبين ومحللين بشأن «أطماع» طهران في المنطقة، خصوصاً في ظل التوترات الأحدث التي تشهدها منطقة الخليج.
وخلال مقابلة صحافية مطولة، مع جريدة «الأنباء الكويتية»، نشرتها أمس، قال مبارك إنه «لا يُنكر أن إيران تسعى للتغلغل في المنطقة وده (هذا) يهدد الأمن القومي العربي، ومن بعد 2011 (أحداث الربيع العربي) تحديداً كل القوى التي لها أطماع في منطقتنا استغلت هذا الظرف التاريخي لتحقيق مصالحها، مصر وقفت مع العراق في حربه ضد إيران».
وتصريحات مبارك بشأن إيران تعد نادرة، إذ لم يظهر الرئيس في لقاءات صحافية موسعة منذ خرج من سدة الحكم في فبراير (شباط) 2011، بعد مظاهرات شعبية حاشدة ضد استمراره في السلطة.
ورأى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سعيد عكاشة، أن «المساعي التوسعية والإمبراطورية المستندة لبعد مذهبي في المنطقة، تمثل خطورة كبيرة على استقرار الأوضاع، فضلاً عن التغلغل في ملفات إقليمية عدة بغرض فرض الهيمنة ومحاولة الضغط على دول عربية».
وتطرق مبارك إلى أن «مصر وقفت مع الأشقاء في الخليج ضد أي تهديد إيراني لهم»، ولفت إلى أنه والعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت لهما «رؤية مشتركة في التصدي لأطماع إيران في المنطقة مع محاولة فتح أي آفاق للتفاهم معهم».
وأفاد: «أنا (مبارك) حاولت تحسين العلاقات مع إيران أيام الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وتقابلت معه في جنيف، لكن المتشددين لديهم عقّدوا أي فرصة لتحسين العلاقات»، لافتاً إلى أن «أطماع إيران ومساعيها واضحة، وتهديدها للخليج لا يمكن السكوت عليه».
وعرج مبارك في المقابلة على التحركات الإسرائيلية وما اصطلح على تسميته «صفقة القرن»، في حين نوه بأن «أطماع إسرائيل واضحة بالذات في ظل الحكومة الحالية، ولا بد من التعامل مع الموضوعين (الإيراني، والإسرائيلي) بحيث لا يطغى موضوع منهم على الآخر».
ورأى مبارك أن المقدمات «غير مطمئنة» بشأن الصفقة المرتقبة، مستشهداً بـ«نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإعلان إسرائيل ضم الجولان واعتراف أميركا بذلك»، وقال: «نتنياهو أنا أعرفه جيداً... هو لا يرغب في حل الدولتين... هو لا يؤمن بمبدأ الأرض مقابل السلام... يريد فصل غزة عن الضفة... وكان تكلم معي في أواخر عام 2010... وقال لي: (إذا كان ممكن الفلسطينيين في غزة يحصلوا على جزء من الشريط الحدودي في سيناء)... ورددت: (انس لا تفتح هذا الموضوع مرة أخرى، سنحارب بعضنا ثانية) وانتهى الحديث».
ويشرح الخبير بمركز الأهرام أن «مسألة تبادل الأراضي كانت مطروحة من قبل مراكز أبحاث وباحثين إسرائيليين منذ عام 2004 عبر مشروعات عدة، في ظل مخاوف ديموغرافية من تباين الكثافة السكانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن الموقف المصري السابق والراهن قابل تلك المساعي بالرفض التام، الأمر الذي يعني حالياً استبعاد تلك الأفكار من الصفقة»، واستند عكاشة إلى «تأكيدات غاريد كوشنر المستشار السياسي للرئيس الأميركي، والمبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ونفى مسألة أن تكون سيناء جزءاً من خطة السلام الأميركية المرتقبة».
وبشأن تقييمه مستقبل التسوية في القضية الفلسطينية، عبر مبارك عن اعتقاده بأن «كل ما يجري على الأرض (الآن) يقوض حل الدولتين»، متسائلاً: «ما هو الأفق السياسي؟ مشروعات واستثمارات وتعاون... جيد لكن أين المسار السياسي؟ وعموماً العرب لا بد أن يكونوا جاهزين للتحرك والرد على الطرح الأميركي عندما تتضح معالمه بشكل رسمي».



تقرير حقوقي يوثِّق 692 انتهاكاً حوثياً في صنعاء خلال عام

بقايا منازل فجرها الحوثيون انتقاماً من ملاكها (إكس)
بقايا منازل فجرها الحوثيون انتقاماً من ملاكها (إكس)
TT

تقرير حقوقي يوثِّق 692 انتهاكاً حوثياً في صنعاء خلال عام

بقايا منازل فجرها الحوثيون انتقاماً من ملاكها (إكس)
بقايا منازل فجرها الحوثيون انتقاماً من ملاكها (إكس)

سلط أحدث تقرير حقوقي في اليمن الضوءَ على مئات الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين القاطنين في العاصمة المختطفة صنعاء، خلال العام الماضي، بما في ذلك أعمال الاعتداء الجسدي والخطف ونهب الممتلكات والتطييف والتجنيد القسري.

ورصدت منظمة «دي يمنت للحقوق والتنمية» ارتكاب جماعة الحوثيين 692 انتهاكاً ضد فئات مجتمعية في صنعاء خلال 2024، منهم 477 رجلاً، و21 امرأة، و15طفلاً دون السن القانونية تعرضوا لشتى أنواع القمع والتعسف والإذلال على يد الحوثيين.

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين المحاكمات غير القانونية بنحو 192 حالة، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بعدد 133 حالة، و30 اعتداءً ضد مدنيين، و17 حالة نهب واعتداء على ممتلكات خاصة، و9 وقائع تعسف وظيفي.

ووثَّق التقرير 31 حالة انتهاك ضد قطاع التعليم في صنعاء، و40 انتهاكاً ضد القطاع الخاص، بالإضافة إلى 17 انتهاكاً ضد مساجد، و15 حالة انتهاك ضد منظمات مجتمع مدني، و35 أخرى ضد الحريات العامة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وبموجب التقرير، شملت الانتهاكات مديريات صنعاء كافة، حيث تصدرت مديرية السبعين القائمة بواقع 239 انتهاكاً، تليها مديرية الوحدة بعدد 49 حالة، ثم مديرية معين بنحو 35 انتهاكاً، ومديرية التحرير بعدد 31 انتهاكاً، والثورة بـ29 انتهاكاً ومديرية شعوب بعدد 27 انتهاكاً.

ورصد التقرير 53 حالة انتهاك بحق مدنيين في مديريات بني الحارث والصافية وصنعاء القديمة وآزال، بالإضافة إلى رصد نحو 80 حالة انتهاك لم يجرِ تصنيفها ضمن أي مديرية في صنعاء.

دعوة للتحقيق

ودعت المنظمة الحقوقية إلى ضرورة فتح تحقيق شفاف وعاجل في كل قضايا انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة كل المتورطين سياسياً وقانونياً وجنائياً، وفقاً للمواثيق والاتفاقيات الدولية وقواعد القانون الإنساني الدولي.

وناشدت كل المنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان اتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لوقف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

أنقاض منزل فجّره الحوثيون في محافظة ذمار (فيسبوك)

وسبق أن وثَّقت منظمة «دي يمنت للحقوق» العام قبل الماضي، ارتكاب جماعة الحوثيين 481 انتهاكاً ضد المدنيين القاطنين في 10 مديريات بالعاصمة المختطفة صنعاء.

وتوزعت الانتهاكات بين القتل، والاعتداء الجسدي، والاختطافات، والإخفاء القسري، والتعذيب، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال، والانتهاكات ضد المرأة، والتهجير القسري، وممارسات التطييف، والاعتداء على المؤسسات القضائية، وانتهاك الحريات العامة والخاصة، ونهب الرواتب والتضييق على الناس.