وزير فلسطيني: لن نحضر «الورشة الاقتصادية» في البحرين

رئيس الوزراء أكد أن الولايات المتحدة لم تتشاور معهم بشأنها

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيف - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيف - إ.ب.أ)
TT

وزير فلسطيني: لن نحضر «الورشة الاقتصادية» في البحرين

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيف - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيف - إ.ب.أ)

قال وزير فلسطيني اليوم (الاثنين) إن المسؤولين الفلسطينيين لن يحضروا مؤتمرا تعقده الولايات المتحدة في البحرين الشهر المقبل بهدف جذب استثمارات للضفة الغربية وقطاع غزة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن أحمد مجدلاني وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية، قوله: «لن تكون هناك مشاركة فلسطينية في ورشة عمل المنامة».
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أنه لم يتم التشاور مع الفلسطينيين بشأن «ورشة العمل» التي تعقد في البحرين يومي 25 و26 يونيو (حزيران).
وذكر أشتية مخاطبا وزراء فلسطينيين، بحضور صحافيين: «يؤكد مجلس الوزراء أنه لم يُستشر حول هذه الورشة المذكورة، لا من ناحية المدخلات أو المخرجات أو التوقيت». وأضاف: «مجلس الوزراء‭ ‬يؤكد أن أي حل للصراع حل سياسي متعلق بإنهاء الاحتلال بإحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المتمثلة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي». وتابع: «الأزمة المالية التي تعيشها السلطة الوطنية الفلسطينية اليوم هي نتاج الحرب المالية التي تشن علينا بهدف ابتزاز مواقف سياسية، ونحن لا نخضع للابتزاز ولا نقايض حقوقنا السياسية بالأموال».
ولم يفصح رئيس الوزراء الفلسطيني عما إذا كان فلسطينيون سيحضرون المؤتمر.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «ورشة العمل» التي أعلنت عنها الولايات المتحدة «عقيمة».
وأضاف أبو ردينة، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أن «أي خطة اقتصادية بلا آفاق سياسية لن تفضي إلى شيء». وتابع: «لن يقبل الفلسطينيون أي اقتراحات دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
وقال المتحدث ردا على ما إذا كان الفلسطينيون سيحضرون ورشة العمل قائلا إن هذا القرار يعود للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتابع أبو ردينة قائلا إنه عندما عُقد اجتماع مماثل في واشنطن في مارس (آذار) عام 2018، من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية لأهالي غزة، اختار الفلسطينيون عدم الحضور.
وأعلن البيت الأبيض عقد «ورشة عمل» في البحرين بمشاركة وزراء مالية عدة دول في الشرق الأوسط وعدد من رجال الأعمال البارزين في الشرق الأوسط بهدف إنعاش اقتصاد المنطقة.
ووصفت واشنطن «ورشة العمل» بأنها الجزء الأول من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي طال انتظارها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.



مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
TT

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)

على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات اليمنية للحد من الهجرة غير الشرعية، بدأ العام الميلادي الجديد أيامه بتدفق المئات من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين وصلوا إلى سواحل البلاد على متن قوارب متهالكة استقلوها من سواحل جيبوتي والصومال.

ومع تسجيل المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60 ألف مهاجر خلال العام المنتهي، ذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن الأيام الأولى من العام الجديد شهدت وصول 336 مهاجراً غير شرعي قادمين من القرن الأفريقي إلى سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة شرق عدن.

وبحسب الداخلية اليمنية، فإن قاربي تهريب أنزلا المهاجرين بساحل منطقة «كيدة»، منهم 256 مهاجراً من حاملي الجنسية الإثيوبية؛ بينهم 103 نساء، أما البقية وعددهم 80 مهاجراً، فإنهم يحملون الجنسية الصومالية. وذكرت أن الشرطة في مديرية رضوم قامت بتجميع المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

اعتراض قارب يقل 130 مهاجراً في سواحل محافظة لحج اليمنية (إعلام حكومي)

وفي سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت وحدات خفر السواحل التابعة للحملة الأمنية في منطقة الصبيحة (مديرية المضاربة ورأس العارة) أنها ضبطت قارب تهريب كان يحمل على متنه 138 مهاجراً من الجنسية الإثيوبية حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية.

سلسلة عمليات

وفق بيان للحملة الأمنية، فإنه وبعد عمليات رصد دقيقة، تمكنت من اعتراض القارب في منطقة الخور بمديرية المضاربة ورأس العارة. وأوضح البيان أن المهاجرين الذين كانوا على متنه كانوا في حالة مزرية نتيجة لسوء المعاملة التي تعرضوا لها أثناء الرحلة، حيث نُقلوا إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين في محافظة لحج.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تنفذها الحملة الأمنية في الصبيحة في سواحل محافظة لحج جنوب باب المندب بهدف التصدي لظاهرة التهريب والهجرة غير الشرعية، التي تشكل خطراً على الأمن الوطني والإقليمي.

المهاجرون الأفارقة يتعرضون للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (إعلام حكومي)

وأكدت قيادة الحملة الأمنية أنها ستواصل جهودها المكثفة لتعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع مختلف الجهات المختصة، من خلال تنفيذ المزيد من العمليات النوعية، خصوصاً في المناطق الساحلية التي تعد مركزاً رئيسياً للتهريب. ودعت السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة بين الجميع.

ويعاني المهاجرون في اليمن من الحرمان الشديد مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن، وفق منظمة الهجرة الدولية، التي أكدت أن الكثيرين منهم يضطرون إلى العيش في مآوٍ مؤقتة أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

إساءة واستغلال

نبهت منظمة الهجرة الدولية إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عُرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدة أن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن إلى دول الجوار.

وبحسب المنظمة، فإنها سجلت في أكتوبر (تشرين الأول) فقط قيام أكثر من 1900 مهاجر برحلات محفوفة بالمخاطر، إما عائدين إلى مناطقهم في القرن الأفريقي، وإما مُرَحَّلين على متن القوارب. وتم الإبلاغ عن 462 حالة وفاة واختفاء (على الأقل) بين المهاجرين أثناء عبورهم البحر بين جيبوتي واليمن في 2024.

المهاجرون من القرن الأفريقي عرضة للاستغلال وسوء المعاملة من المهربين (الأمم المتحدة)

ووثقت المنظمة الأممية 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على طول الطريق الشرقي في العام ذاته، وقالت إنه من المرجح أن يكون عدد المفقودين وغير الموثقين أكثر من ذلك بكثير.

وبينت أنها ومن خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة، تعمل على تقديم الخدمات على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات التي تقدم للمهاجرين ما بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تقول الأمم المتحدة إن فجوات كبيرة في الخدمات لا تزال قائمة في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.