لائحة مرشحين هزيلة لرئاسة الجزائر

بن بيتور لـ «الشرق الأوسط» : لا صحة لما يشاع عن عرض الجيش علي رئاسة الوزراء

مشادة مع الشرطة خلال مظاهرة للطلاب في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
مشادة مع الشرطة خلال مظاهرة للطلاب في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
TT

لائحة مرشحين هزيلة لرئاسة الجزائر

مشادة مع الشرطة خلال مظاهرة للطلاب في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
مشادة مع الشرطة خلال مظاهرة للطلاب في الجزائر أمس (أ.ف.ب)

نفى رئيس الوزراء الجزائري سابقا أحمد بن بيتور، صحة أنباء تم تداولها أمس حول اختياره من طرف الجيش لرئاسة الحكومة خلفا لنور الدين بدوي، المرفوض شعبياً، فيما توقفت وزارة الداخلية أمس عن إصدار استمارات الترشح، للرئاسة المقررة في 4 يوليو (تموز) المقبل، إيذانا ببدء إيداع ملفات الترشح لدى «المجلس الدستوري».
وقال بن بيتور في اتصال مع «الشرق الأوسط»، بأن «أصدقاء وصحافيين اتصلوا بي للاستفسار عما إذا كان صحيحا، خبر نشر في بعض الصحف الإلكترونية، وبالمنصات الرقمية، حول اختياري من طرف الجيش لرئاسة الحكومة. إنني أكذب هذه الإشاعة، إذ لم يتصل بي أحد ليعرض علي أي منصب، وحتى لو تم ذلك لا يمكن أن أوافق. وكما سبق أن قلت، لدي رؤية أو خارطة طريق للخروج من المأزق الحالي، أعرضها على السلطة إن كانت تبحث عن حل». وتحفظ بن بيتور عن الخوض في خطته.
وطرحت عدة أسماء لتولي مسؤوليات في المرحلة الانتقالية، كبديل لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء، وهما من «مخلفات» نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، من بينهم وزير الإعلام والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي، الذي رفض أن يكون له أي دور «إلا إذا كان الأمر يتعلق بمشروع يحقق الانتقال الديمقراطي». ومن أكثر الأسماء تداولا، وزير الخارجية سابقا أحمد طالب الإبراهيمي، ورفض هو أيضا الفكرة مفضلا دور «الناصح». فقد دعا أول من أمس، مع شخصيتين بارزتين، قيادة الجيش إلى «فتح حوار صريح ونزيه مع ممثلي الحراك والأحزاب والقوى الاجتماعية المساندة له».
من جهته قال أيقونة الحراك، المحامي والناشط السياسي مصطفى بوشاشي، بأنه «لا يرى نفسه في أي مهمة أخرى، بعيدا عن مهنتي كمحام ولكن إذا دعاني الوطن لمساعدته للخروج من مأزقه فلن أتأخر». وفهم من كلامه أنه لن يرفض طلبا محتملا من السلطة الفعلية، وهي الجيش، لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية.
وفي انتظار أن يتفق نشطاء الحراك على أسماء منهم، لحوار مرتقب مع السلطة بغرض ترتيب المرحلة المقبلة، وتنظيم انتخابات رئاسية، اتضح مع غلق باب سحب استمارات الترشيح لانتخابات 4 يوليو المقبل، أن الموعد لن يتم. فمن ضمن نحو 100 شخص أخذوا الاستمارات من وزارة الداخلية، لا يوجد إلا واحد تعرفه وسائل الإعلام والأوساط السياسية، هو عبد العزيز بلعيد رئيس «جبهة المستقبل» ومرشح رئاسية 2014. وأبدت «الأوزان الثقيلة» في السياسة عزوفا عن الموعد، لأن الحراك الذي يشارك فيه الملايين يرفضه بشدة.
وعمليا لا يمكن لقيادة الجيش، التي تتمسك بـ«الحل الدستوري»، أن تنظم اقتراعا تعلم جيدا أنه عديم المصداقية. غير أنها، في المقابل، لا تريد أن تتدخل بشكل مباشر فتلغيه بـ«أمر عسكري»، تفاديا لتأكيد ما يعلمه كل الناس في الداخل، وحتى في الخارج، بأنها تمسك خيوط اللعبة بين يديها. وبنفس المنطق تتعامل مع دعوات إقالة بن صالح وبدوي فهي تتفادى تنحيتهما كما فعلت مع الرئيس بوتفليقة. ففي حالة الرئيس السابق ظهر الجيش كـ«مخلَص للجزائر من عصابة اختطفت الدولة لمدة 20 سنة»، بينما يريد أن يظهر حاليا كـ«ضمانة» للانتقال إلى سلطة شرعية تحكم بالديمقراطية.
وعلى الأرجح، سيترك الجيش بن صالح يكمل ولايته، التي تنتهي بحسب الدستور في 9 يوليو المقبل (3 أشهر بعد استقالة رئيس الجمهورية). وحينها ستكون البلاد أمام واقع يتمثل في فراغ مؤسساتي، وبالتالي تكون المؤسسة العسكرية قد جرَبت الحل الدستوري ولم ينفع ما يضطرها إلى اللجوء إلى الحلول السياسية، التي يطرحها قادة المعارضة وقطاع من الحراك، وتتمثل في التوافق بشأن شخصية أو مجموعة شخصيات، لا سابق عهد لهم بـ«النظام البوتفليقي»، لقيادة البلاد مدة عامين. وخلال هذه الفترة ينظم استفتاء حول دستور جديد، ويعدَل قانون الانتخابات. وبعدها تفتح الترشيحات لرئاسية جديدة تنظمها لجنة مستقلة. وبحسب مراقبين، كان بإمكان مؤسسة الجيش أن تختصر الطريق بدل تأجيل الانتقال الديمقراطي المنشود، ثلاثة أشهر كاملة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.