نتنياهو يطالب حلفاءه بالتنازل... لتشكيل حكومة

ليبرمان يطلب صلاحيات مطلقة ضد «حماس» وأحزاب اليمين في الاستيطان

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسكرتير «الكابينت» في جلسة مجلس الوزراء المصغر أمس (رويترز)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسكرتير «الكابينت» في جلسة مجلس الوزراء المصغر أمس (رويترز)
TT

نتنياهو يطالب حلفاءه بالتنازل... لتشكيل حكومة

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسكرتير «الكابينت» في جلسة مجلس الوزراء المصغر أمس (رويترز)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسكرتير «الكابينت» في جلسة مجلس الوزراء المصغر أمس (رويترز)

في مواجهة عمليات الابتزاز السياسي والمادي، وفرض شروط تعجيزية عليه، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع حكومته الأسبوعي، أمس الأحد، إلى حلفائه قادة أحزاب اليمين، مطالباً بأن ينزلوا عن الشجرة العالية التي تسلقوها. وأعلن أنه لم ينجح حتى الآن في الاتفاق مع أي حزب لتشكيل حكومته الجديدة، وقال إنه «ما زالت بعض الأحزاب تتشبث بمواقفها. وآمل أن نجد الطريق لنعيدها إلى أرض الواقع، لكي نستطيع تشكيل حكومة قوية ومستقرة».
وكشف نتنياهو، خلال لقاء له مع المقربين، أن رئيس حزب اليهود الروس «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، الذي يطالب بتولي حقيبة الأمن مجدداً في الحكومة المقبلة، هو العقبة الرئيسية أمام تشكيل الحكومة، بعدما وضع شروطاً صعبة، وأعلن أنه غير مستعد للتنازل عنها، مثل: الحصول على صلاحيات مطلقة في التعامل مع حركة «حماس»، بما في ذلك إعطاء أمر للجيش بتصفية حكم «حماس» في قطاع غزة، وسن قانون تجنيد الشبان اليهود للجيش من دون أي تعديلات، وهو ما يتعارض مع شروط الأحزاب الدينية: «شاس» لليهود الشرقيين وحزب «يهدوت هتوراة» لليهود الغربيين.
وحسب مصادر مقربة من نتنياهو، فإن شروط ليبرمان تأتي من أجل «الانتقام من نتنياهو على تعامله معه عندما كان يتولى منصب وزير الأمن في الحكومة المنتهية ولايتها. وعبر ليبرمان، في محادثات مغلقة، حسب هذه المصادر، عن إحباطه من تقييد نتنياهو يديه. ويشير ليبرمان بذلك إلى رفض نتنياهو، وأغلبية أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، لدعوات ليبرمان بتوجيه ضربات شديدة ضد حركة «حماس» في السنة الماضية. ونقلت عن ليبرمان قوله: «لست مستعداً للدخول إلى وزارة الأمن مجدداً من دون أن أحصل على تعهد واضح بألا يتدخل في قراراتي».
وقد كتب ألكس سالسكي، المدير العام للفرع الدولي لحزب ليبرمان، أن نتنياهو يرتكب خطأ جسيماً عندما يقول إن «إسرائيل تجني فائدة من الحفاظ على نظام (حماس) في غزة، الذي يخلق العزلة بين غزة والضفة الغربية، ما يضعف السلطة الفلسطينية، ويمنع قيام دولة فلسطينية». ويضيف، في موقع «ميدا» اليميني في تل أبيب، «أن استراتيجية نتنياهو هذه تعتمد على الافتراض بأن الإطاحة بسلطة (حماس) ودخول السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة سيضطر إسرائيل بالضرورة إلى عملية سياسية نحو إقامة دولة فلسطينية موحدة في الضفة الغربية وغزة. لكنني أرى أن هذا الافتراض لم يعد ساري المفعول. فإسرائيل ورئيس وزرائها يحظيان اليوم بدعم استثنائي من البيت الأبيض. والمؤسسات الدولية المعادية تقليدياً لإسرائيل، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تضعف، في حين أن إسرائيل تنمو من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية والتكنولوجية. وإذا كان رئيس الوزراء يعترض حقاً على إقامة دولة فلسطينية، فعليه أن يسعى جاهداً إلى ذلك، علانية، وبشكل ثابت، وليس هناك حاجة لحركة (حماس) لتبرير هذا الرفض».
وأضاف رفيق ليبرمان أنه «تجب الإطاحة بـ(حماس) بالقوة، ومن خلال ضرب قادتها. مثل هذا الإجراء من شأنه أن يردع الآخرين مثل (حزب الله) وإيران، ويكون بمثابة رسالة إلى بقية العالم. يجب أن ترفع (حماس) الراية البيضاء، وتفهم أنه لا جدوى بأي حال من إصابة اليهود، لأن اليهود غير مستعدين لدفع ثمن (إدارة الصراع). بالنسبة لنا، فإن حياة كل إسرائيلي تعتبر ثمناً باهظاً. وإذا خاضت (حماس) معركة أكبر فسوف نقاتل ونضحي، لكن على الأقل سنفعل ذلك من أجل إنهاء الصراع، وليس لمواصلة إدارته».
من جهة ثانية، اشترط «تحالف أحزاب اليمين» الاستيطاني على نتنياهو «تقليص صلاحيات الإدارة المدنية المتعلقة بالمستوطنين». وطلب أن يدرج في الاتفاق الائتلافي، الذي يتم صياغته، بنداً يعطي المستوطنين صلاحيات عميقة ومسؤوليات حاسمة تمهيداً لتطبيق مشروع فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة بشكل عملي: «حتى دون الإعلان رسمياً عن هذا الإجراء». ويطالب «اتحاد أحزاب اليمين»، بقيادة بتسلئيل سموتريتش ورافي بيرتس، بتعهد «الليكود» بتمرير قانون يفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.
كانت الحكومة الإسرائيليّة، قد صادقت، أمس الأحد، على مشروع قانون لإلغاء القيود التي تحد من عدد وزراء الحكومة، في محاولة من حزب «الليكود» لإرضاء الشركاء المحتملين في الائتلاف المقبل بمنح حقائب وزارية لأكبر عدد ممكن. ويحدّد القانون الحالي عدد الوزراء بـ18 وزيراً، لكن مقرّبين من نتنياهو قالوا إنه يسعى إلى رفعه إلى 26 وزيراً. كما يتّجه نتنياهو إلى إلغاء حصر عدد نوّاب الوزراء بـ4 نواب لكل وزير.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.