في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية في محافظة الضالع بجنوب البلاد، وتطهيرها قرى ومواقع استراتيجية، بما فيها مدينة قعطبة، شمال المحافظة، التي أصبحت تنعم بالأمن والاستقرار بعد تطهيرها، وصولاً إلى آخر معاقل ميلشيات الانقلاب في مريس، أحرزت قوات الجيش، بإسناد من تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، تقدماً جديداً في محافظة حجة، شمال غربي صنعاء، المحاذية للسعودية، بتحرير 5 قرى في مديرية مستبأ.
وتجددت المعارك، الأحد، في جبهات قعطبة ومريس، شمال الضالع، وذلك عقب تصدي الجيش والمقاومة لهجوم مجاميع حوثية على مواقع الجيش، وفقاً لما أكده مصدر عسكري قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الانقلاب تستميت في استعادة المواقع التي خسرتها اليومين الماضيين في معاركها مع الجيش الوطني في جبهات مريس وقعطبة، غير أن الجيش والمقاومة، المسنودين من تحالف دعم الشرعية، يتصديان لكل محاولاتها، ويكبدانها الخسائر البشرية أثناء المعارك، وكذا غارات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت آليات عسكرية تابعة للانقلابيين غرب وشمال مدينة قعطبة، بما فيها غارات على مبنى إدارة أمن الفاخر وتجمعات للانقلابين في منطقة الأبحور، وسقوط قتلى وجرحى بصفوف الحوثيين». وذكر أن «ميليشيات الحوثي استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى ما تبقى من مواقعها في الضالع، في محاولة منها لشن هجمات على مواقع الجيش، بالتزامن مع قصفها للقرى السكنية».
في المقابل، أكد رئيس أركان حرب محور إب العميد عبد الله مزاحم، إن مدينة قعطبة أصبحت تنعم بالأمن والاستقرار بعد تطهيرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية. ونقل مركز إعلام الجيش عن العميد مزاحم، قوله إن «ما حققته قواتنا المسلحة في قعطبة كان إنجازاً عظيماً بتحريرها بالكامل، وتمشيطها من الميليشيات الإرهابية، وحالياً يعم الأمن والاستقرار في مدينة قعطبة بالكامل. وذكر أن «قوات الجيش تمكنت من تحرير وتطهير نقيل الشيم، وقرية قردح، وكذا تحرير جبل الوعل، الذي يعتبر آخر معاقل العدو في مريس، وقريتي القوز وحمر»، وأن «القوات المسلحة بعد أن تمكنت من السيطرة على جهة العللة تواصل التقدم باتجاه الفاخر».
وأكد العميد مزاحم أن «قوات الجيش تمكنت من تحرير جبل صامح الذي يعد من أهم المواقع الاستراتيجية، كونه يمتد من جبهة مريس إلى جبهة قعطبة، ويطل على الكثير من القرى والمناطق المحيطة به»، لافتاً إلى أن «ميليشيا الحوثي الانقلابية تكبّدت خلال المعارك خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وأن الجيش عثر على الكثير من الأسلحة والذخائر والمعدات خلفتها الميليشيات في الكثير من المواقع ولاذت بالفرار»، مثمناً اهتمام القيادة السياسية والعسكرية، ومتابعتها المستمرة للمستجدات الميدانية في الضالع، والدعم والإسناد المباشر من قوات التحالف العربي.
وفي معارك مديرية مستبأ في حجة، قال مصدر عسكري، نقل عنه مركز إعلام المنطقة الخامسة، إن «قوات الجيش تمكنت، السبت، من تطهير عدد من القرى التابعة لمديرية مستبأ بمحافظة حجة بعد هجوم مباغت لقوات (لواء الفرسان) في المنطقة العسكرية الخامسة».
وأوضح أن الجيش الوطني «حرر قرى الحمراء والهَلّة والحضن والحقف وجبل الحضن، جنوب غرب مديرية مستبأ».
وذكر أن «التقدمات الجديدة لقوات الجيش بالتزامن مع إسناد جوي لمقاتلات التحالف، استهدفت تجمعات حوثية وآليات عسكرية، في مواقع متفرقة من مديريتي مستبأ وعبس شمال محافظة حجة»، مؤكداً أن «مقاتلات التحالف شنت أربع غارات متفرقة أسفرت عن خسائر بشرية وآليات للحوثيين، بينها استهداف قيادات حوثية أثناء وجودهم في أحد المنازل، في منطقة البداح بمديرية عبس، فيما تم تدمير (عيار 23) ودورية عسكرية وتجمعات حوثية غرب منطقة المخابي في مستبأ، فضلاً عن تدمير (عيار 37) في جبل مَشعَر جنوب غربي المديرية».
وفي الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، وحيث تواصل ميليشيات الانقلاب تصعيدها العسكري من خلال قصف القوات المشتركة من الجيش الوطني والقرى السكنية جنوب المدينة، أفادت مصادر عسكرية ميدانية، نقل عنها «مركز إعلام العمالقة»، بـ«قيام ميليشيات الحوثي المتمركزة داخل مدينة الحديدة بشن قصف عنيف بمدافع (الهاون) الثقيل (عيار 120) على مواقع القوات المشتركة في شرق مدينة الصالح التابعة لمديرية الحالي من الأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار (14.5)، وبسلاح (الدوشكا) ومن سلاح (البيكا)».
وذكرت «العمالقة» أن «الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تواصل سلسلة انتهاكاتها اليومية للهدنة الأممية بارتكاب الجرائم الإنسانية بحق المواطنين الأبرياء في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة، دون التفريق بين أهدافها، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة والأسلحة الخفيفة صوب منازل المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، جنوباً، ما أسفر عن إصابة الطفل أرحب يحيى فتيني، البالغ من العمر 12 عاماً، بطلقات نارية أطلقها الحوثيون من سلاح (14.5)، وأدت إلى بتر كف يده اليسرى وشظايا متفرقة في جسده، بينما كان موجوداً أمام منزله في الجبلية».
كما أصيب أحد الجنود التابعين لـ«ألوية العمالقة» المتمركزين بأطراف منطقة الجبلية بالتحيتا جراء شن قصف حوثي هو الأعنف على مواقع الجيش من مناطق قريبة ومجاورة للجبلية، حيث قصفت الميليشيات خلال تصعيدها الأخير بصواريخ «الكاتيوشا» وبالصواريخ الموجهة من نوع «لو» متوسطة المدى.
صحياً، طالب وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور ناصر باعوم، الصليب الأحمر، بدعم «مستشفى النصر» بالضالع ومستشفيات «السلام» بقعطبة والشهداء بمديرية الشعيب، وتوفير الاحتياجات الطارئة لها من الأدوية والمستلزمات الطبية. جاء ذلك خلال لقاء الوزير برئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعدن، كارمن أتشثاريتا، حيث ناقش معه الأوضاع الصحية بمحافظة الضالع والاحتياجات الملحة لمرافقها الصحية، وإمكانية تدخل الصليب الأحمر لدعمها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
ودعا الوزير إلى الإسهام في توفير سيارات للإسعاف، ورفد المحافظة بمستشفى ميداني، لمواجهة تزايد أعداد الجرحى والنازحين.
تحرير 5 قرى بمستبأ وآخر معقل للانقلاب في مريس
تحرير 5 قرى بمستبأ وآخر معقل للانقلاب في مريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة