ساعة يد قيادي حوثي تثير انتقادات وتساؤلات

TT

ساعة يد قيادي حوثي تثير انتقادات وتساؤلات

سلط الناشطون اليمنيون أخيرا الضوء على حالة البذخ التي يعيشها قادة الميليشيات الحوثية وأولئك المقربون من زعيم الجماعة، مشيرين في تغريدات عمت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساعة اليد باذخة السعر التي يزين بها المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام فليتة يده.
وفيما تتبع الناشطون اليمنيون سعر الساعة اليدوية بعد أن اهتدوا إلى ماركتها العالمية، وجدوا أنها تكلف نحو 21 ألف دولار أميركي وهو مبلغ يساوي نحو 11 مليون ريال يمني تكفي لدفع رواتب أكثر من 100 معلم يمني ممن استولت الميليشيات الحوثية على رواتبهم.
ويقول الناشطون إن ساعة فليتة ليست سوى مؤشر بسيط على حجم البذخ الذي يعيشه قادة الجماعة وخاصة المقربين من زعيمها عبد الملك الحوثي، والمنتمين إلى سلالته، حيث باتوا يحظون بأغلب المناصب المهمة في سلطات الانقلاب، بعيدا عن بقية فئات الشعب اليمني التي باتت بدورها تواجه العوز والفاقة.
ويعيش فليتة حياته خارج اليمن مع عدد من قادة الجماعة ليتولى إدارة شركاته النفطية التي قام بتأسيسها في صنعاء، والتي يرجح أنها المسؤولة عن تهريب النفط الإيراني وبيعه إلى اليمن في السنوات الماضية، كما يتولى إدارة جمع الأموال لجماعته الطائفية إلى جانب شغل الوزير الفعلي لخارجية الجماعة الحوثية وحلقة الوصل الأولى بين زعيم الجماعة وقادة الحرس الثوري الإيراني.
وإلى جانب الساعة التي يرتديها فليتة لاحظ الناشطون معلما آخر لمعالم البذخ يتمثل في نوع العمة أو «الشال» الذي يلف به رأسه، مشيرين إلى أن هذه الماركة التي يرتديها من الماركات الشهيرة حيث تصل قيمة القطعة الواحدة إلى 3 آلاف دولار.
ويستغرب الناشطون اليمنيون من الشعارات التي يطلقها متحدث الحوثيين عبد السلام فليتة سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في المحافل الدولية التي يتجول فيها بتنسيق اللوبي الدولي المساند للجماعة الإيرانية، لجهة التباكي على الحالة الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية في الوقت الذي لا يتورع فيه عن إهدار ملايين الريالات على شراء ملابسه وزينته الشخصية.
هذه الحالة الباذخة التي ظهرت على متحدث الجماعة الحوثية في الخارج، لها نظيراتها، في المناطق الخاضعة للجماعة في صنعاء وبقية المدن اليمنية الأخرى، إذ باتت أفخم أنواع السيارات حكرا على قادة الجماعة، كما بات أغلب مستهلكي السلع باهظة الثمن من قادة الجماعة وفق ما يقوله سكان صنعاء.
وفي حين يتسابق قادة الجماعة على أبواب المنظمات الأممية والدولية في صنعاء للحصول على أكبر قدر من التمويل الأممي، يبقى المواطن في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية هو الحلقة الأضعف في المعادلة، إذ لا يصله سوى الفتات مقابل ما يذهب إلى جيوب كبار قادة الجماعة من أموال أو مساعدات يتم بيعها في السوق السوداء.
وتقول الأمم المتحدة في تقاريرها المتكررة إن نحو 20 مليون يمني على حافة المجاعة وأن نصف هذا العدد لا يعرفون من أين ستأتي الوجبة القادمة بالنسبة لهم، في حين باتت الموائد الدسمة حكرا على الميليشيات الحوثية وكبار قادتها الذين أصبحوا يتحكمون في سوق الوقود وغاز الطهي والعقارات المتنوعة وأراضي الأوقاف المملوكة للدولة.
ويشير الناشطون اليمنيون على خلفية ذكر ساعة متحدث الميليشيات باهظة الثمن، إلى أن أغلب قادة الجماعة كانوا تمكنوا من إرسال أبنائهم إلى إيران وعواصم غربية متنوعة للدراسة أو لإدارة الأموال التي يجنيها آباؤهم في صنعاء من قوت اليمنيين، في الوقت الذي يدفعون فيه بأبناء الفئات الفقيرة إلى محارق الموت في جبهات القتال.
ويتهم الكثير من اليمنيين قادة الجماعة الحوثية ومشرفيها بأنهم باتوا يعيشون كافة مظاهر الثراء الفاحش، بعد أن كان أغلبهم يعيش حياة عادية أو مسحوقة، مشيرين إلى انتعاش سوق العقارات في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة للميليشيات بسبب حالة غير عادية من الإقبال الحوثي على الشراء. وتقدر مصادر اقتصادية يمنية رسمية أن عائد الموارد المالية من المؤسسات الحكومية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يزيد عن تريليون ريال يمني، وهو مبلغ يفوق ما تجنيه الحكومة الشرعية في عدن من موارد بيع النفط والغاز والموانئ والمطارات والضرائب في كافة المناطق المحررة.
ودعا الناشطون اليمنيون في تغريداتهم التي تابعتها «الشرق الأوسط» إلى المسارعة بحسم المعركة مع الجماعة الحوثية التي اتهموها بأنها تسعى إلى تجريف مقدرات اليمن ونهب ثرواته لحساب سلالة زعيم الجماعة التي تدعي قداستها وتفوقها العرقي على بقية اليمنيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.