خطاب من زمن حرب «الاستقلال الأميركية» يخرج إلى النور

أفاد مسؤولون فيدراليون أميركيون بأنّ خطاباً كتبه أليسكاندر هاملتون، في فترة حرب الاستقلال الأميركية، ظهر على السّطح مجدّداً بعد أكثر من سبعة عقود من سرقة الوثيقة من «أرشيف ماساتشوستس الوطني».
وحسب دعوة أقامها مكتب المدعي العام الأميركي، الأربعاء الماضي، في ولاية ماساتشوستس، فإنّ الخطاب الذي يعود تاريخ كتابته إلى عام 1780، وكان موجّهاً إلى صديق هاملتون المقرّب ماركوس دي لافيتي، قد خرج إلى النور في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما أخطرت دار مزادات في ولاية فيرجينيا، مكتب التحقيقات الفيدرالي، بعرض عائلة من جنوب كاليفورنيا الخطاب للبيع في مزاد علني.
واكتشف باحث في دار المزادات أنّ الخطاب توافق مع نسخة موجودة بقسم المراسلات في موقع «فاوندزر أونلاين»، التابع للأرشيف الوطني الأميركي، وقد أبلغ بفقدانها. فيما أفاد مسؤول أمني، الجمعة الماضية، بأن المدّعين الفيدراليين طالبوا بإرجاع الوثيقة إلى مالكها الأصلي بعد أن باتت بحوزة المباحث الفيدرالية في ولاية بوسطن، حسب ما ذكر موقع «نيويورك تايمز».
وفي عام 1950، كان قد أُلقي القبض على موظف بـ«الأرشيف الوطني الأميركي» بتهمة سرقة وثائق رسمية وبيعها، منها «خطاب هاملتون»، والأوراق الرّسمية لجورج واشنطن، وبنجامين فرانكلين وغيرهم من الآباء المؤسّسين، بالإضافة إلى كتب نادرة باعها إلى تجّار كتب نادرة، وكان ذلك خلال الفترة التي عمل فيها في الأرشيف ما بين عامي 1937 - 1945، حسب الدّعوى. ولم تذكر الدّعوى اسم الموظف أو مصيره بعد ذلك.
وفي عام 1940، حسب الدّعوى، انتهى المطاف بالخطاب بأن بات في حوزة تاجر كتب ووثائق قديمة في مدينة سيراكيوز، في نيويورك، الذي باعه لاحقاً إلى قريب لعائلة في جنوب كاليفورنيا توفّي لاحقاً، وحاولت عائلته عرضها للبيع في دار مزادات بولاية فرجينيا، بعد أن أفادت بأنّها قد ورثت مجموعة وثائق كان من بينها خطاب هاملتون.
يحذّر الخطاب، الذي يتكون من ثلاث فقرات، والذي قُدّرت قيمته ما بين 25 ألفاً إلى 35 ألف دولار أميركي، حسب دار مزادات فيرجينيا، الجنرال الفرنسي لافيتي، الذي تولي قيادة الكثير من القوات خلال حرب الاستقلال الأميركية، من خطر محدق من قبل البريطانيين.
«لقد تلقينا للتّو نصيحة من قنوات مختلفة بأنّ العدو قد شرع في الاستعداد للهجوم على الأسطول والجيش الفرنسيين»، وكتب هاملتون، الذي كان برتبة مقدّم في الجيش آنذاك، رداً على الخطاب بقوله «لقد اتّجهت للتّو 50 عربة لنقل القوات والتوجه بها إلى جزيرة رود».
من جانبه، أفاد البروفسور جوان فريمان، أستاذ التاريخ والدراسات الأميركية في «جامعة ييل»، بأنّ هاملتون أبلغ لافيتي أنّ الأسطول البريطاني قد طوّق نيويورك، موضحاً أنّ هذا الخطاب قد سلّط الضوء على «لحظة تاريخية كانت المساعدة الفرنسية العاجلة فيها أمراً ضرورياً في تلك الحرب» التي وضعت أوزارها عام 1783.
ناهيك عن القيمة التاريخية للخطاب، فإنّ قيمته حالياً أكبر من ذلك بكثير، والسّبب يرجع إلى الشّهرة التي اكتسبها عرض هاملتون الموسيقي الكبير في مسرح «برودواي» الشّهير عام 2015. ولم يكن هاملتون وقتها، معروفاً على نطاق واسع قبل عام 2004، عندما كتب المؤلف الأميركي تشيرنو السّيرة الذّاتية لأول وزير للخزانة الأميركية، وبعد ذلك جاء عرض «لين مانوير ميراندا» الموسيقي الذي زاد من شهرته.
وفي عام 2017، بيعت مجموعة خطابات ومخطوطات لهاملتون بمبلغ 2.5 مليون دولار أميركي.