قوات مشتركة من البيشمركة والمتطوعين الشيعة تستعيد بلدة ثانية قرب آمرلي

الأكراد يعلنون استعادة السيطرة على كامل ناحية زمار

عناصر من قوات البيشمركة والمتطوعون من «عصائب أهل الحق» الشيعية ينتشرون في ناحية سليمان بك بعد تحريرها من «داعش» أمس (رويترز)
عناصر من قوات البيشمركة والمتطوعون من «عصائب أهل الحق» الشيعية ينتشرون في ناحية سليمان بك بعد تحريرها من «داعش» أمس (رويترز)
TT

قوات مشتركة من البيشمركة والمتطوعين الشيعة تستعيد بلدة ثانية قرب آمرلي

عناصر من قوات البيشمركة والمتطوعون من «عصائب أهل الحق» الشيعية ينتشرون في ناحية سليمان بك بعد تحريرها من «داعش» أمس (رويترز)
عناصر من قوات البيشمركة والمتطوعون من «عصائب أهل الحق» الشيعية ينتشرون في ناحية سليمان بك بعد تحريرها من «داعش» أمس (رويترز)

تمكنت قوات البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بك، المعقل الرئيس لمقاتلي «داعش»، الذين استولوا عليها قبل 11 أسبوعا في هذه المنطقة الواقعة جنوب مدينة كركوك.
ويأتي هذه التقدم بعد أن تمكنت القوات العراقية من فك حصار مدينة آمرلي التركمانية الشيعية المحاصرة منذ أكثر من شهرين من قبل تنظيم «داعش». وتحقق هذا الإنجاز وهو الأبرز منذ سيطرة «داعش» على مناطق واسعة في وسط وشمال العراق، بعد أن شن الطيران الحربي الأميركي عمليات قصف محدودة لمواقع التنظيم المتشدد.
وواصلت القوات العراقية تقدمها بعد تحرير آمرلي، وتمكنت من تحرير بلدة سليمان بك الاستراتيجية الواقعة شمالها، بالإضافة إلى قرية ينكجة. وقال هادي العامري زعيم منظمة بدر التي تشارك ضمن قوات الحشد الشعبي وهو بين مقاتليه الذين دخلوا سليمان بك «منذ مساء أول من أمس (الأحد) قمنا بمحاصرة سليمان بك، وقام المجاهدون بالهجوم صباح اليوم (أمس) ودخلوا من محور الوسط والمحور الجنوبي، وتمكنوا من تطهير البلدة في غضون ساعات».
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن سليمان بك بدت خالية من سكانها، باستثناء المقاتلين وقوات البيشمركة الذين احتفلوا بالنصر، وهم يحملون راية تنظيم «داعش» التي تركوها بعد فرارهم.
وقال شلال عبد ول بابان قائمقام بلدة طوزخرماتو المجاورة إن «سليمان بك الآن أصبحت تحت سيطرة القوات المشتركة، لكن لا تزال هناك مخاطر ناجمة عن العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي تركها المسلحون». وتمكنت القوات من استعادة قرية ينكجة الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين شمال شرقي بغداد، بحسب بابان.
من ناحية ثانية، أعلنت قوات البيشمركة أمس تحرير كامل أراضي ناحية زمار الواقعة شمال غربي الموصل من سيطرة «داعش». وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات البيشمركة اشتبكت فجر أمس مع عناصر «داعش» في آخر ثلاث مناطق تقع في الجهة الجنوبية من الناحية التي تمركز بها المسلحون بعد طردهم من أغلب مناطق الناحية ووقوع عشرات القتلى والمصابين في صفوفهم مما أجبرهم على الانسحاب باتجاه ناحية العياضية.
وأوضحت أن ناحية زمار حررت بالكامل مع كافة مناطقها وهي الآن تحت سيطرة قوات البيشمركة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.