المالكي يصف «صفقة القرن» باتفاقية استسلام للفلسطينيين

عريقات: محاولات تغيير مرجعيات عملية السلام مصيرها الفشل

TT

المالكي يصف «صفقة القرن» باتفاقية استسلام للفلسطينيين

وصف وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، بأنها «اتفاقية استسلام للفلسطينيين». وقال أثناء كلمة ألقاها في معهد «تشاتام هاوس» للدراسات الدولية في لندن، إن «خطة إدارة ترمب لا تقدم استقلالاً، ولا سيادة، ولا حرية، ولا عدالة، وإذا كانت الولايات المتحدة لا تعتقد ذلك، فإن الموقف سيكون له تأثير على مستقبل إسرائيل والمنطقة بشكل أو بآخر، فهم الذين يعانون الوهم وليس نحن». وطالب المالكي دول أوروبا باتخاذ موقف جماعي إزاء «صفقة القرن» الأميركية، وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يتم نشر الصفقة الأميركية المعروفة باسم «صفقة القرن» بعد عيد الفطر.
وأعلن المالكي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشار إلى أن هذه القمة ستؤتي ثمارها إذا حدثت وتم تنظيمها بصورة جيدة. وهذه ليست أول مرة يعرب فيها الفلسطينيون عن استعدادهم لتلبية دعوة بوتين للقاء ثلاثي. ففي مرات سابقة لم يتم اللقاء، واتهم الفلسطينيون نتنياهو بالتهرب من عقده.
وتشهد العلاقات بين فلسطين والولايات المتحدة قطيعة كاملة بعد اعتراف البيت الأبيض بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر (كانون الأول) 2017. وهو القرار الذي تبعه نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ثم وقف واشنطن كل مساعداتها المالية للسلطة الفلسطينية.
وأكد المالكي التزام فلسطين بالقانون الدولي وبمبدأ عدم العنف والسلمية، لكنه قال إن «هذا لا يعني أننا سنتوقف عن اتخاذ الإجراءات والأفعال اللازمة للتعزيز من استقلاليتنا وللتصدي لخطوة إسرائيل الرئيسية لتعميق الاحتلال».
وأضاف أن «منظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعات في الأسابيع المقبلة لاتخاذ قرارات وإجراءات في هذا الشأن، وأننا سنقوم أيضاً بتركيز الجهود الدبلوماسية لشرح الموقف الفلسطيني ولحشد الدعم من أجل إعلاء الحقوق الفلسطينية في الأسابيع المقبلة، بينما تحضر الولايات المتحدة لنشر خطتها، سنستمر بكل الطرق لتحقيق السلام للشعب الفلسطيني عبر الطرق القانونية السلمية». وأضاف: «إننا على دراية بأن الانقسام الداخلي قام بتقويض قدرتنا على ذلك وقوّض ديمقراطيتنا كذلك وعمل مؤسساتنا الفلسطينية المختلفة. إن الشعب الفلسطيني يطالب بالمصالحة وسنستمر بمخاطبة حماس لتسمح للحكومة بأن تباشر واجباتها في قطاع غزة حتى نستطيع أن نمضي قدماً، لقد عانى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الحصار المروع لما يزيد على 10 سنوات، وبالإضافة إلى الهجمات المتكررة، فإن القطاع على وشك الانهيار، وسنستمر في استجابة احتياجات الشعب الفلسطيني، ولكن الوضع يتطلب أكثر من ذلك. علينا جميعاً أن نتحلى بحس كبير بالمسؤولية حتى يتوقف الناس عن الشعور بهذه المعاناة. وأن نسعى إلى رفع الحصار ووقف جميع المحاولات التي تحاول تقويض حقوق الشعب الفلسطيني».
وأكد المالكي: «سنستمر في الالتزام بمسؤوليتنا تجاه الشعب الذي ينزح تحت الحصار ويتحمل العبء الأكبر».
من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، إن محاولات تغيير مرجعيات عملية السلام لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي «مصيرها الفشل». وأكد عريقات، في بيان عقب اجتماعه مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام، سوزان ترسل، في مدينة أريحا في الضفة الغربية، التمسك بمرجعيات عملية السلام المتمثلة في القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة. وأضاف أن «الخروج عن المرجعيات المتفق عليها دولياً يعني انهيار قواعد وركائز القانون الدولي، ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإنما لمجمل أسس وركائز العلاقات الدولية المستندة إلى القانون الدولي».
واعتبر عريقات أن «تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم لن يتم عبر محاولات إيجاد معادلات للتعايش بين الضحية والجلاد، بين قوة الاحتلال والشعب تحت الاحتلال، بين من يؤسسون نظم حياتهم وقوانينهم على أساس (الأبارتيد) والعنصرية».
واستهجن اعتبار أن «مطالبة الشعب الفلسطيني بحريته واستقلاله أصبحت مرضاً تتم معالجته بمزيد من جرائم الحرب والبطش والتطهير العرقي وبث ثقافة الكراهية والعنصرية والأبارتيد». وشدد على أن «تكثيف الاستيطان الاستعماري وفرض الحقائق الاحتلالية على الأرض، خصوصاً فيما يتعلق بالقدس والإعدامات الميدانية والعقوبات الجماعية والحصار والإغلاق والاستيلاء على الأراضي وهدم البيوت لن تخلق حقاً ولن تنشئ التزاماً». وأكد عريقات ضرورة أن يدافع العالم أجمع وبكل ما يملك عن القانون الدولي والشرعية الدولية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».