كريستال بالاس... النادي الوحيد في الدوري الإنجليزي الذي يكون أفضل خارج ملعبه

هناك شعور بأن جمهوره بات يشكل عاملاً سلبياً في المباريات التي يخوضها الفريق على استاده

كريستال بالاس أوقف مسيرة آرسنال بالفوز المتتالي في عشر مباريات وهزمه على ملعبه
كريستال بالاس أوقف مسيرة آرسنال بالفوز المتتالي في عشر مباريات وهزمه على ملعبه
TT

كريستال بالاس... النادي الوحيد في الدوري الإنجليزي الذي يكون أفضل خارج ملعبه

كريستال بالاس أوقف مسيرة آرسنال بالفوز المتتالي في عشر مباريات وهزمه على ملعبه
كريستال بالاس أوقف مسيرة آرسنال بالفوز المتتالي في عشر مباريات وهزمه على ملعبه

عندما يصف المعلقون ملعب «سيلهرست بارك» الذي يحتضن مباريات كريستال بالاس بأنه «قلعة»، يبدأ جمهور النادي يشعر بالقلق! وقد لخص مشجع الفريق والممثل الكوميدي المعروف كيفن داي، هذا الأمر عندما قال: «في هذه الأيام، عندما يشير الناس إلى (قلعة سيلهرست)، فإنك لا تعرف ما إذا كانوا يشيرون إلى ذلك على سبيل السخرية أم لا، نظراً لأن الجمهور يعرف أن الفريق يحقق نتائج أفضل خارج ملعبه».
وقد يبدو الملعب مثل القلعة فعلاً، حيث بُنى عام 1925 ويشبه القلاع التي شُيدت في القرون الوسطى في بعض الأماكن، لكن على عكس أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، حصد كريستال بالاس نقاطاً أكثر من المباريات التي أُقيمت خارج ملعبه. ودائماً ما كان اللعب على ملعب «سيلهرست بارك» يمثل قوة كبيرة ودفعة معنوية هائلة لنادي كريستال بالاس، لكن هذا الأمر تغير بشكل لافت للأنظار خلال السنوات القليلة الماضية في ظل ارتفاع التوقعات المطلوبة من الفريق في كل موسم من المواسم التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات الأخيرة. وربما يكون النادي ضحية للنجاحات التي حققها، في ظل وجود شعور بأن الجمهور بات يشكل عاملاً سلبياً في المباريات التي يخوضها الفريق على ملعبه.
وهناك تناقض واضح للغاية بين النتائج التي حققها كريستال بالاس خارج ملعبه، وتلك التي حققها داخل ملعبه خلال الموسم الحالي، حيث فاز الفريق في عدد أكبر من المباريات وسجل عدداً أكبر من الأهداف وحصد عدداً أكبر من النقاط في المباريات التي أقيمت خارج ملعبه. وكان نادي هيدرسفيلد تاون، الذي خسر 14 مباراة من أصل 19 مباراة لعبها في ملعبه «جون سميث»، هو النادي الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي حصل على ملعبه على نقاط أقل من النقاط التي حصل عليها كريستال بالاس على ملعب «سيلهرست بارك».
وفي بعض الأحيان، كان من الممل أن تشاهد كريستال بالاس وهو يلعب على ملعبه، والدليل على ذلك أن الفريق لم يسجل أي هدف على ملعبه وأمام جمهوره حتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، ولم يحقق أي فوز على ملعبه حتى ديسمبر (كانون الأول). ولم يسجل الفريق سوى 19 هدفاً فقط على ملعبه طوال الموسم (بمعدل هدف وحيد في كل مباراة) وجاءت خمسة من هذه الأهداف (بنسبة 26 في المائة) في المباراة التي فاز بها كريستال بالاس على بورنموث بخمسة أهداف مقابل ثلاثة في الجولة الأخيرة من الموسم.
وفي الوقت نفسه، حقق كريستال بالاس نتائج استثنائية في المباريات التي لعبها خارج ملعبه، حيث حقق الفوز في تسع مباريات خارج ملعبه (وهو عدد المباريات نفسه التي حقق فيها تشيلسي صاحب المركز الثالث الفوز خارج ملعبه)، وأحرز 32 هدفاً خارج ملعبه (ثمانية أهداف أكثر من تشيلسي). وكان كريستال بالاس هو النادي الوحيد الذي تمكن من تحقيق الفوز على مانشستر سيتي على ملعب «الاتحاد»، عندما فاز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في شهر ديسمبر، كما فاز بالنتيجة نفسها على آرسنال على ملعب «الإمارات»، وأوقف مسيرة المدفعجية بالفوز المتتالي في عشر مباريات.
وعلاوة على ذلك، كان كريستال بالاس هو الفريق الوحيد الذي أحرز ثلاثة أهداف في مرمى ليفربول على ملعب «آنفيلد»، ولولا الأداء السيء من جانب حارس مرمى الفريق المخضرم جوليان سبيروني، لفاز كريستال بالاس في تلك المباراة التي خسرها بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة. ويعني تسجيل تسعة أهداف في هذه الملاعب الثلاثة أن كريستال بالاس قد أحرز 24 في المائة من إجمالي عدد الأهداف الـ38 التي اهتزت بها شباك آرسنال ومانشستر سيتي وليفربول على ملاعبها هذا الموسم.
وفي الحقيقة، لم يكن هذا شيئاً جديداً بالنسبة لكريستال بالاس، الذي حصد نقاطاً خارج ملعبه أكثر من النقاط التي جمعها داخل ملعبه خلال المواسم الخمسة الأخيرة. وفي ثلاثة مواسم من المواسم الأربعة الأخيرة (2015/ 2016 و2016/ 2017)، وهذا الموسم، كانت النتائج التي حققها كريستال بالاس داخل ملعبه هي التي أدت إلى هبوط الفريق إلى المراكز الثلاثة الأخيرة في جدول الترتيب، ولم ينقذ الفريق من الهبوط سوى النتائج الجيدة التي كان يحققها خارج ملعبه. وقد استمر هذا الاتجاه تحت قيادة خمسة مديرين فنيين - نيل وارنوك، وألان بارديو، وسام ألاردايس، وفرانك دي بوير (الذي لم يفز بأي مباراة سواء داخل أو خارج ملعب الفريق) وألان هودجسون.
ويعود السبب في ذلك إلى أن كريستال بالاس يعتمد في طريقة لعبه على الهجمات المرتدة السريعة، التي تحقق نتائج رائعة عندما تهاجم الفرق المنافسة على ملعبها، وتترك مساحات شاسعة في الخلف يستغلها لاعبو كريستال بالاس على النحو الأمثل. وفي ظل وجود ويلفريد زاها على أحد أطراف الملعب ووجود يانيك بولاسي في البداية ثم أندروس تاونسيند بعد ذلك على الطرف الآخر من الملعب، كان كريستال بالاس يتمتع بسرعة كبيرة، جنباً إلى جنب مع المهارات التي تمكّن هؤلاء اللاعبين من الاحتفاظ بالكرة واستغلال المساحات الموجودة في دفاعات الفريق المنافس. لكن في المباريات التي تقام على ملعب «سيلهرست بارك»، تتراجع معظم الفرق المنافسة إلى الخلف وتلعب بشكل دفاعي، وهو ما يحرم لاعبي كريستال بالاس من المساحات التي يجيدون استغلالها في الهجمات المرتدة.
ودائماً ما كان كريستال بالاس يعاني من العقم الهجومي على ملعبه وأمام جماهيره هذا الموسم. وكان لوكا ميليفوييفيتش هو أكثر لاعب يسجل للفريق على ملعبه هذا الموسم بسبعة أهداف، من بينها خمسة أهداف من ركلات جزاء. وسجل زاها تسعة أهداف في المباريات التي لعبها الفريق خارج ملعبه، لكنه لم يسجل سوى هدف وحيد على ملعب «سيلهرست بارك». ولم يسجل ميتشي باتشواي أي هدف على ملعب الفريق حتى اليوم الأخير من الموسم، كما لم يسجل باقي مهاجمي الفريق - كريستيان بينتيكي وكونور ويكهام وجوردان أيو - أي هدف في المباريات التي أقيمت على ملعب «سيلهرت بارك».
وعندما تولى هودجسون قيادة الفريق الموسم الماضي بعد التجربة المأساوية للمدير الفني الهولندي دي بوير، استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعود كريستال بالاس للحياة على ملعب «سيلهرست بارك» ويحقق الفوز على حامل اللقب تشيلسي. وعندما كان الفريق يحقق نتائج جيدة على ملعبه، فإن السبب وراء ذلك كان يعود إلى التعاون بين الثنائي يوهان كاباي، الذي يتميز بقدرته على التمرير الدقيق، وروبن لوفتوس تشيك، الذي كان يلعب للفريق على سبيل الإعارة ويمتاز بالقوة والسرعة بالشكل الذي كان يمكنه من استغلال تمريرات كاباي.
ومع ذلك، تعثر كريستال بالاس على ملعبه هذا الموسم بسبب الطريقة الحذرة والبرغماتية التي يعتمد عليها هودجسون، والتي لا تعطي الفريق عنصر المفاجأة أو اللعب بوتيرة عالية عندما يستحوذ على الكرة. ويضم الفريق خط وسط قوياً وصلباً ويلعب كوحدة واحدة، وبه مجموعة من اللاعبين المهرة القادرين على التحكم في الكرة بشكل رائع، لكن المشكلة تكمن في أن الفريق لا يملك اللاعب المبدع القادر على قيادة خط الوسط. وفي ظل عدم وجود صانع ألعاب بالشكل التقليدي، بحيث يمكنه التغلغل بين الخطوط وصناعة الفرص، يكون من الصعب دائماً اختراق دفاعات الفرق المنافسة التي تلعب بشكل دفاعي منظم على ملعب «سيلهرت بارك».
ومن المؤكد أنه يمكن التغاضي عن مثل هذه الانتقادات بسبب نجاح الفريق في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم جديد، حيث يستعد النادي الآن لموسمه السابع على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي أطول فترة يوجد بها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.
ومن الرائع أن يحقق الفريق هذه المسيرة القوية رغم نتائجه المتواضعة على ملعبه. وإذا كان كريستال بالاس يريد أن يصبح ملعب «سيلهرست بارك» «مكاناً يصعب الذهاب إليه» بالنسبة للفرق المنافسة ومكاناً أكثر متعة لجماهيره، فإنه بحاجة إلى تغيير الطريقة التي يلعب بها، وبحاجة إلى التعاقد مع صانع ألعاب جيد قادر على قيادة الفريق للأمام وتقديم تمريرات بينية لزملائه في الخط الأمامي من أجل اختراق دفاعات الفرق المنافسة.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.