أبرز المفاوضين الأميركيين في الملف الإيراني

أبرز المفاوضين الأميركيين في الملف الإيراني
TT

أبرز المفاوضين الأميركيين في الملف الإيراني

أبرز المفاوضين الأميركيين في الملف الإيراني

تولى ملف تفاوض الولايات المتحدة مع إيران خلال العقود الأخيرة عدد من المفاوضين المحنكين، ولقد تفاوتت منجزاتهم، كما تفاوتت أولويات الإدارات الأميركية المتعاقبة إزاء سياسات طهران وسلوكياتها. وفيما يلي بعض أبرز المفاوضين الأميركيين:
*نيكولاس بيرنز 63 سنة - قاد جهود إدارة الرئيس جورج بوش في التعامل مع إيران، ومثّل الولايات المتحدة مع خمس دول أخرى هي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي أطلق عليها «دول الخمس زائد واحد» في مفاوضاتها لحمل طهران على التخلي عن طموحاتها النووية. عمل تحت إدارتين جمهورية وديمقراطية ورحب بتكليفه تولي المفاوضات مع إيران عام 2006. قائلا إنه من المهم أن نواصل الجهود لإيجاد طريق للتفاوض مع إيران إذا وافقت على وقف تخصيبها اليورانيوم.
لعب دورا رئيسيا في تقديم ما يعتبر أول اقتراح جماعي تبنته «دول الخمس زائد واحد» المفاوضة، ولاحقاً مجلس الأمن، يدعو إلى فرض عقوبات على طهران بسبب إحجامها عن وقف تخصيب اليورانيوم. وحظر القرار على الدول تبادل المواد النووية الحساسة وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية وتجميد أصول عشر منظمات إيرانية و12 شخصا متورطين في برنامجها النووي والصاروخي.
*ويليام بيرنز (63 سنة) - هو رئيس معهد كارنيغي للسلام الدولي حالياً، وأحد أبرز المفاوضين الأميركيين مع إيران. كان المفاوض الذي أنجز مع نظرائه الإيرانيين الاتفاق النووي. لا صلة قرابة تجمعه بنيكولاس بيرنز، علما بأنه خلفه في منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخارجية في أواخر عهد الرئيس جورج بوش الإبن.
تولى إدارة ملف التفاوض مع إيران نظرا لخبرته وتجربته الدبلوماسية الطويلة. وكان سفيرا للولايات المتحدة في روسيا، ويتقن العربية والفرنسية والروسية. وعندما قرر الرئيس باراك أوباما تكثيف الاتصالات مع إيران للتوصل إلى اتفاق معها، استعان بالرجل الذي يحظى بثقته ويعتبر أحد أبرز الدبلوماسيين في تلك الفترة. وخلال تسعة أشهر من المفاوضات التي سبقت التوصل إلى الاتفاق، التقى ويليام بيرنز ومعه جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس جو بايدن، بالمسؤولين الإيرانيين سرا ومرات عدة في سلطنة عُمان وسويسرا.
وصفه مسؤولون سابقون وحاليون، بينهم أربعة وزراء خارجية، بأنه أفضل من يمكنه التعامل مع «حساسية» الإيرانيين من دون التفريط بالمصالح الأميركية. ويرون أنه «يفهم الثقافة الإيرانية» ما يمكنه من فهم طرق تفكيرهم. كذلك قال عنه وزير الخارجية المخضرم هنري كيسنجر «إنه ذكي ومستقيم ومنضبط يمكن الاعتماد عليه والتعلم من أمثاله».
*ويندي شيرمان (70 سنة) - كلفها الرئيس باراك أوباما ملف التفاوض مع إيران رسميا، وعاونت الوزير جون كيري في جولاته التفاوضية. تعتبر إحدى أهم النساء اللواتي خضن تجربة سياسية وتولين منصباً دبلوماسيا في الإدارات الأميركية المتعاقبة. وإضافة لمنصبها كبيرة المفاوضين في الاتفاق النووي مع إيران، شغلت شيرمان منصب مستشارة خاصة للرئيس بيل كلينتون ومنسّقة للسياسات مع كوريا الشمالية.



ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».