أندية إنجلترا الكبرى تفتح خزائنها استعداداً لموسم انتقالات ساخن

يتوقع بأن يكون صيف هذا العام حاميا في سوق الانتقالات الإنجليزية، خلافا لصيف 2018 حيث تدنى مستوى الإنفاق نتيجة الفترة القصيرة التي فصلت بين نهاية مونديال روسيا 2018 وإقفال فترة الانتقالات في إنجلترا قبيل انطلاق الموسم.
ومرة أخرى، تقفل فترة الانتقالات الصيفية في إنجلترا قبل الدوريات المحلية الأخرى في 8 أغسطس (آب) ما يعني أنه ليس أمام الفرق الكثير من الوقت لإضاعته.
وفتح باب الانتقالات بين الأندية الإنجليزية اعتبارا من أمس، على أن يبدأ التوقيع على عقود الانتقالات الخارجية اعتبارا من 11 يونيو (حزيران) المقبل.
ويتوقع أن يكون مانشستر يونايتد في صدارة المشهد الإنجليزي حيث يدخل النادي أكبر عملية إعادة بناء بعد الموسم الكارثي الذي أنهاه خارج مراكز دوري أبطال أوروبا.
ووعد المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير بتغييرات كبيرة، لكن الكثير يعتمد على التخلص من عقود اللاعبين المكلفين من أجل تمويل الصفقات. وقد يتخلى عن التشيلي اليكسيس سانشيز صاحب أعلى راتب بالفريق (500 ألف إسترليني أسبوعيا) إلى إنتر ميلان الإيطالي، وكذلك الفرنسي بول بوغبا لريال مدريد، فيما يثير البلجيكي روميلو لوكاكو اهتمام فرق من إيطاليا.
ويبقى مركز قلب الدفاع أولوية ويعتبر السنغالي كاليدو كوليبالي (نابولي الإيطالي) من الأهداف الرئيسية ليونايتد، لكن من المرجح أن يكلف النادي مبلغا قياسيا لمدافع.
وارتبط اسم المهاجم الإنجليزي لبوروسيا دورتموند الألماني جادون سانشو بعودة محتملة إلى بلاده، لكنه سيكلف يونايتد أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني. كما ربطت مجلة «كيكر» الألمانية المتخصصة في كرة القدم أمس هداف بايرن ميونيخ الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي بمانشستر يونايتد.
وذكرت الصحيفة أن «بايرن ميونيخ يرغب في تمديد عقد هدافه حتى 2022، لكنه يعاني لإتمام الصفقة»، مضيفة أن عرض النادي البافاري «قد لا يكون مناسبا للبولندي الذي يملك حاليا عروضا من مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان».
في نهاية موسم 2017 - 2018، لم يخف ليفاندوفسكي طموحه بتغيير النادي البافاري، لكنه كان يحلم وقتها بالانضمام إلى صفوف ريال مدريد الإسباني، بيد أن الصفقة لم تتم وبقي موسما آخر في بايرن ميونيخ، وبات في طريقه لإنهائه مجددا في صدارة لائحة هدافي البوندسليغا (22 هدفا قبل مرحلة من نهاية الموسم)، بعد أن أنهى دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا في صدارة الهدافين (8 أهداف).
في المقابل وعلى الرغم أن مانشستر سيتي لم يقم حتى الآن بالمسيرة التقليدية للاحتفال مع جمهوره بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الذي توج به الأحد بعد منافسة حامية جدا مع ليفربول لم تحسم حتى اليوم الأخير من الموسم، بدأ منذ الآن التفكير بالموسم المقبل مع الحديث عن سعيه للتعاقد مع أكثر من لاعب.
ورغم أن صفوفه تعج بالنجوم، وعد المدرب الإسباني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا بالعودة أقوى من أجل محاولة أن يصبح سيتي أول فريق يحرز اللقب لثلاثة مواسم متتالية منذ أن حقق ذلك جاره مانشستر يونايتد أعوام 2007 و2008 و2009.
وفي ظل الحديث عن إمكانية معاقبة سيتي بحرمانه من التعاقدات من قبل الاتحاد الدولي «فيفا» بسبب مخالفته قاعدتي التعاقد مع لاعبين أجانب قُصَر وملكية اللاعبين من طرف ثالث، سيسعى غوارديولا إلى إبرام الصفقات بسرعة قبل أن يبدأ مفعول عقوبة حظر التعاقدات لفترة 18 شهرا.
ويواجه سيتي أيضا خطر حرمانه من المشاركة في دوري أبطال أوروبا بسبب مخالفته قانون الاتحاد الأوروبي «يويفا» للعب المالي النظيف، لكن في حال فرضت العقوبة فسيبدأ مفعولها في موسم 2020 - 2021. ما يمنح غوارديولا فرصة أخرى لمحاولة الفوز بلقب المسابقة بعدما انتهى الحلم هذا الموسم على يد الخصم المحلي توتنهام في الدور ربع النهائي.
وتتحدث التقارير عن رغبة غوارديولا بضم مواطنه رودري من أتلتيكو مدريد كبديل مستقبلي للاعب الوسط البرازيلي المخضرم فرناندينيو، 34 عاما، لكن عليه أن يدفع قيمة البند الجزائي في عقد اللاعب البالغ 22 عاما وقدره 70 مليون يورو.
كما يعتبر مركز قلب الدفاع من أولويات غوارديولا، ويبدو نجم أياكس الهولندي ماتيس دي ليخت الخيار الأمثل لخلافة القائد البلجيكي فنسان كومباني والأرجنتيني نيكولاس أوتيمندي المرشحين للرحيل عن «ستاد الاتحاد».
وكان ليفربول أكثر الفرق الإنجليزية إنفاقا الصيف الماضي، ولم يذهب مبلغ الـ170 مليون إسترليني سدى، إذ كان قريبا من لقبه الأول في الدوري منذ 1990. كما بلغ نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي.
ومن المستبعد أن ينشط ليفربول هذا الصيف، بل يفضل مدربه الألماني يورغن كلوب الاعتماد على الاستقرار والاستمرارية، لكن مع توجه الإسباني ألبرتو مورينيو ودانيال ستاريدج للرحيل عن الفريق دون مقابل بعد انتهاء عقدهما معه، ستحاول الإدارة إيجاد من يساند الاسكوتلندي أندي روبرتسون في مركز الظهير الأيسر، والبرازيلي روبرتو فيرمينو في الهجوم.
يمكن القول بأن المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو حقق معجزة بضمان مشاركة توتنهام في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل رغم أنه لم يتعاقد مع أي لاعب منذ يناير (كانون الثاني) 2018 بسبب الأموال الطائلة التي أنفقها، والمقدرة بأكثر من مليار جنيه إسترليني، على تشييد ملعبه الجديد.
لكنه لن يرضى بأن يمر صيف 2019 دون أي تعاقدات تلبي طموحات الفريق الذي خالف جميع التوقعات هذا الموسم وبلغ نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى حيث يواجه ليفربول في الأول من يونيو.
ويعتقد بأن جناح فولهام راين سيسينيون من أهداف بوكيتينو، كما يحتاج إلى مهاجم أكثر قدرة من الإسباني فرناندو يورنتي كبديل مساند لهاري كين.
وارتبط اسم النادي بصفقات محتملة مع لاعبي وسط، مثل البرتغالي أندري غوميز (برشلونة الإسباني)، أو البلجيكي يوري تييليمانز (موناكو الفرنسي) وقائد أستون فيلا جاك غريليش.
لكن النادي اللندني قد يخسر هذا الصيف ركيزتين هما الدنماركي كريستيان إريكسن والبلجيكي توبي الدرفيريلد اللذين ينتهي عقدهما في 2020، وذلك إذا كان يريد تجنب رحيلهما دون مقابل.
وسيغيب تشيلسي عن الانتقالات إلا في حال نجح في الاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الرياضي «كاس» ضد قرار الاتحاد الدولي «فيفا» بحرمانه من إجراء أي تعاقدات لفترتي انتقالات على خلفية مخالفته قواعد انتقال اللاعبين القُصَر.
لكن هذه العقوبة مرتبطة بصفقات ضم لاعبين وليس انتقالهم منهم، ما يعني أن بإمكان صانع الألعاب البلجيكي إدين هازارد تحقيق حلمه بالانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، ما يجعل النادي اللندني يخسر أفضل لاعب دافع عن ألوانه في الأعوام الأخيرة.
واستبق تشيلسي سيناريو من هذا النوع من خلال ضم الأميركي الشاب كريستيان بوليسيك، 20 عاما، في يناير الماضي من بوروسيا دورتموند الألماني الذي يكمل الموسم الحالي معه على سبيل الإعارة.
يرتبط نشاط آرسنال في سوق الانتقالات الصيفية بنتيجة المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» التي تجمعه بجاره اللدود تشيلسي، لأن فوزه باللقب سيعني تعويض إخفاقه المحلي وضمان مشاركته في دوري الأبطال الموسم المقبل.
ويحتاج آرسنال إلى تجديد عقد دفاعه بالكامل بعدما تسببت الأهداف الـ51 التي تلقاها في الدوري الممتاز هذا الموسم، بحرمان فريق المدرب الإسباني أوناي إيمري من أن يحل بين الأربعة الأوائل.
كما أن رحيل الويلزي آرون رامزي إلى يوفنتوس الإيطالي سيترك فراغا كبيرا في خط وسط «المدفعجية».