تقنية تسمح بإجراء عمليات جراحية من دون تقطيع الجلد

TT

تقنية تسمح بإجراء عمليات جراحية من دون تقطيع الجلد

لإجراء عملية جراحية يتعين على المريض الخضوع لمشرط الجراح، ولكن ربما لن يحدث ذلك مستقبلاً، إذ طوّر باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية مجهراً متخصصاً لديه القدرة ليس فقط على تشخيص الأمراض، ومن بينها سرطان الجلد، ولكن أيضاً إجراء جراحة دقيقة دون الحاجة إلى تقطيع الجلد.
ووصف الباحثون تقنيتهم الجديدة في دراسة نُشرت أول من أمس، في دورية «ساينس أدفانسيس»، حيث قالوا إنها تسمح لهم بفحص الأنسجة بسرعة، وعندما يرصدون بنية خلية مشبوهة أو غير طبيعية، يمكنهم إجراء عملية جراحية دقيقة للغاية ومعالجة انتقائية للبنية غير المرغوب فيها أو المريضة داخل الأنسجة دون تقطيع الجلد.
وتعتمد هذه التقنية على تطوير للمجهر متعدد المراحل، والذي يسمح بتصوير الأنسجة الحية بعمق يصل إلى نحو ملليمتر واحد عبر استخدام شعاع ليزر الأشعة تحت الحمراء فائق السرعة، وعند اكتشاف مشكلة يمكن علاج المعيب من الأنسجة عن طريق تكثيف الحرارة الناتجة عن الليزر.
ويعد الإنجاز العلاجي هو نقطة التميز للفريق البحثي، إذ سبق لفرق بحثية أخرى استخدام شعاع الليزر في التشخيص، كما يؤكد د.هيشان زنغ، أستاذ أمراض الجلد والباثولوجيا في جامعة كولومبيا البريطانية، وأحد المؤلفين البارزين بالدراسة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط».
وخلال هذه الدراسة استخدم الفريق البحثي التقنية الجديدة في علاج 83 من الأوعية الدموية في آذان 12 فأراً، ونجحت في تحقيق نتائج واعدة تبشر بإمكانية تطبيقها على البشر.
ويقول د.زنغ: «عند تطبيقها على البشر، يمكن لأطباء الأمراض الجلدية تحديد الموقع الدقيق للأنسجة المعيبة وتشخيصها وعلاجها على الفور، ويمكن استخدامها لعلاج أي بنية من الجسم يمكن الوصول إليها عن طريق الليزر بما في ذلك الأعصاب أو الأوعية الدموية في الجلد أو العين أو المخ».
ويضيف: «ستكون هذه التقنية ثورية في علاج الأمراض، ومنها سرطان الجلد، حيث سيتمكن الأطباء من تغيير مسار الأوعية الدموية دون التأثير على أيٍّ من الأوعية أو الأنسجة المحيطة».


مقالات ذات صلة

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».