تحركات واشنطن في الخليج «دليل على قوة تحالفها» مع الرياض

تحركات واشنطن في الخليج «دليل على قوة تحالفها» مع الرياض
TT

تحركات واشنطن في الخليج «دليل على قوة تحالفها» مع الرياض

تحركات واشنطن في الخليج «دليل على قوة تحالفها» مع الرياض

اعتبر دبلوماسيان أن الانتشار العسكري الأميركي الأخير في الخليج العربي للتصدي لسلوك إيران العدواني في المنطقة، «دليل على قوة التحالف» بين واشنطن والرياض.
وقال دبلوماسي آسيوي مكلف من بلاده بمتابعة تطورات أزمة إيران لـ«الشرق الأوسط»، اليوم (الخميس)، إن «الانتشار الأميركي في المنطقة ليس هدفاً لحد ذاته، لكنه ضرورة فرضتها التوترات التي تسببت بها طهران».
ولم يستبعد الدبلوماسي انتشار قوات أميركية على الأرض في الخليج في حال تصاعد المواجهة مع إيران، مشيراً إلى أن تحرك واشنطن الأخير «إضافة إلى دوره في حماية إمدادات الطاقة العالمية التي تهددها إيران، يثبت أن أميركا لا يمكن أن تتخلى عن حلفاء محوريين مثل السعودية».
ورأى أن الاستنفار الأميركي «دليل على أن كل ما يقال عن تراجع التحالف مع الرياض في غير محله»، معتبراً أن «هناك مصلحة مشتركة بين واشنطن ودول الخليج تتمثل بحماية مصالحها من تهديدات طهران المتنوعة».
وأشار دبلوماسي عربي في لندن إلى أن «الاستهداف الإيراني للسفن الأربع قبالة سواحل الإمارات، والهجوم الإرهابي الحوثي على منشأتين نفطيتين في السعودية، يثبتان أن طهران تسعى إلى جر المنطقة إلى حرب كارثية». وأضاف أن دول الخليج «تبحث عما يردع إيران لعدم جر المنطقة إلى حرب جديدة»، موضحاً أن «السعودية ليست راغبة في مثل هذه الحرب، وهدفها يتمثل دائماً في ردع محاولات إيران لجر المنطقة إلى الفوضى».
وشدد على أن «الرسالة الأكثر وضوحاً من انتشار القوات الأميركية هي أن إيران لن تستطيع الاعتداء على التحالف الأميركي - الخليجي». وأوضح أن «إيران لا تفهم سوى لغة القوة، والتحركات الأخيرة تشدد على أن طهران لن تستطيع تجاوز الخطوط الحمر مجدداً».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.