مصر: تدني المخصصات يزيد الشكوك حول خطة إصلاح التعليم

تشكيك مجتمعي في نجاح تجربة الدراسة الإلكترونية

TT

مصر: تدني المخصصات يزيد الشكوك حول خطة إصلاح التعليم

يبدو أن خطة إصلاح وتطوير التعليم المصري باتت على المحك، بعدما شكا وزير التعليم طارق شوقي، القائم على عملية التطوير، من ضعف المخصصات المالية للوزارة اللازمة لإتمام المهمة، بالتزامن مع تشكيك مجتمعي في نجاح تجربة الدراسة الإلكترونية لطلاب الثانوية العامة «التابلت».
وتنطلق الأحد المقبل امتحانات نهاية العام الدراسي للصف الأول الثانوي، وتستمر حتى 30 مايو (أيار). ولذلك تسود مخاوف كبيرة بين الطلاب وأولياء الأمور من تكرار أزمة تعطل منصة الامتحان الإلكتروني، كما حدث في تجربة منتصف العام خلال مارس (آذار) الماضي.
وسعى وزير التعليم إلى طمأنة الطلاب وتجنب الجدل الدائر حول آلية الامتحانات. وقال في رسالة أطلقها عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»: «أعلم ما تشعرون به، وأعلم كم تعبتم، ونحن معكم، من المعلومات المغلوطة والترهيب والتخويف والإشاعات، وأعلم أن هذا كله خلق حالة من البلبلة والقلق غير المبرر لكم ولأولياء أموركم».
وأرجع الوزير مخاوف الطلاب من النظام الجديد إلى «مشقة الانتقال من أسلوب تعليمي يتمحور حول الدروس والتلقين، والتركيز على مسائل وتدريبات بعينها، للمرور من (بعبع) الامتحانات. أعلم أيضا أن كثيرا منكم تدربوا على أن درجات الامتحان هي الهدف وليس التعلم الحقيقي».
وحول إشكالية وقوع (السيستم)، مثلما حدث في التجربة السابقة، دعا الوزير الطلاب إلى عدم القلق، والانشغال بآلية أداء الامتحان، مؤكدا أن هناك بدائل أعدتها الوزارة تحسبًا لأي طارئ، موضحا أنه «إذا حدثت أي مشكلة فنية في مدرسة بعينها، فسوف نعقد الامتحان ورقيا».
وسبق أن عزا شوقي العثرات، التي تواجه تطبيق النظام الجديد، لوجود أزمة في المخصصات المالية، قائلا إن «المشكلة التي شهدتها امتحانات الثانوية العامة، ووقوع (السيستم) على سبيل المثال، كان سببها عدم وجود نقود لدفع مقابل الإنترنت، فقُطعت الخدمة».
وخلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان المصري قبل أيام، أعلن شوقي رفضه مخصص وزاراته في الموازنة الجديدة، وطالب بزيادته بواقع 11 مليار إضافية على الأقل، كي يتمكن من تطبيق خطته لتطوير التعليم.
كما أكد الوزير أنه طالب بـ138 مليار جنيه للتعليم في الموازنة الجديدة لسنة 2019 – 2020، لكن وزارة المالية خصصت 99 مليار فقط، موضحا أنها «المالية» «لم تصرف الاعتمادات الإضافية التي وعدت بها للتعليم العام الماضي».
وأضاف شوقي: «نحن بحاجة لأن تصل الميزانية على الأقل لـ110 مليارات (من دون حساب زيادة مرتبات المعلمين)، كي لا يتوقف مشروع تطوير التعليم»، معتبرا أن «استيراد أجهزة التابلت والمناهج الإلكترونية أولوية بالنسبة له».
في المقابل، أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن «التعليم والصحة أولوية بالنسبة للحكومة، ولن تتأخر في تنفيذ طلباتهما، لكن لا توجد موارد كفاية، ولو تم تنفيذ مطالب الوزارات فسوف يزيد العجز من 7.2 في المائة لـ15.8 في المائة».
ويلزم الدستور المصري المعمول به منذ عام 2014 الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للتعليم، لا تقل عن 4 في المائة من الناتج القومي الإجمالي، ثم تتصاعد تدريجيا حتى تتفق مع المعدلات العالمية. ويتضمن نظام التعليم الجديد، الذي تم تطبيقه في سبتمبر (أيلول) الماضي، مناهج وكتبا جديدة وتدريبا للمعلمين، إلى جانب افتتاح المدارس اليابانية، وتدريب مئات الآلاف من المعلمين، وتكلفة إنشاء الشبكات وشراء التابلت.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».