«القيادة المركزية» ترفع حالة التأهب بعد «تهديدات وشيكة»

«الكونغرس» يطالب بجلسات إحاطة حول التهديدات الإيرانية

TT

«القيادة المركزية» ترفع حالة التأهب بعد «تهديدات وشيكة»

أكد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أنه طبقاً للتقارير الاستخباراتية المتوافرة لدى الإدارة الأميركية، فإنه لا يوجد أي مؤشر حتى الآن على تراجع إيران عن تهديداتها، مشيرين إلى خطط محتملة لمهاجمة الأميركيين في المنطقة.
وجاء كلامهم في وقت أمرت فيه الولايات المتحدة معظم موظفيها غير الأساسيين بسفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل بمغادرة العراق، كما علّقت العمليات في قنصليتها بالبصرة، وأصدرت تحذيراً للأميركيين من السفر إلى العراق خوفاً من أحداث عنف وعمليات خطف.
وتعارضت التصريحات الأميركية عن المخاوف من حصول هجمات في العراق مع تصريحات الجنرال كريستوفر غيكا، المسؤول البريطاني البارز في التحالف الدولي ضد «داعش»، الذي أعلن أنه لا يوجد تهديد متزايد من القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وفي حديثه مع الصحافيين في «البنتاغون» عبر رابط فيديو من بغداد، قال غيكا: «ندرك وجودهم (القوات المدعومة من إيران)، ونراقبهم، ولن أخوض في التفاصيل، لكننا لا نرى تهديداً متزايداً منهم في هذه المرحلة».
وكشفت تصريحات الجنرال البريطاني عن تباين دولي محتمل بشأن الحشد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. وأصدرت «القيادة المركزية الأميركية» بياناً مساء أول من أمس (الثلاثاء) انتقدت فيها بشكل عني نادر تلك التصريحات، مؤكدة أن أقوال الجنرال غيكا تتعارض مع التهديدات الموثوقة التي تم تحديدها من القوات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.
وقال الكابتن بيل أوربان إن «(القيادة المركزية الأميركية) بالتنسيق مع (التحالف ضد داعش) رفعت مستويات وضع القوات إلى حالة تأهب عالية، حيث نواصل مراقبة مصداقية التهديدات الوشيكة ضد القوات الأميركية في العراق».
وأوضح مسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترمب لمجموعة صغيرة من الصحافيين، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، أن اجتماع «مجلس الأمن القومي» الأخير، مساء الخميس الماضي، لم يركز على خيارات رد عسكري على إيران، وإنما ركّز على مجموعة من الخيارات السياسية، بما في ذلك الخيارات الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية.
وفي تجمُّع انتخابي حاشد مساء الثلاثاء، أكد الرئيس ترمب أن أحد أعمدة سياسته الخارجية هي حرمان الدول والأنظمة الخطرة من عائدات النفط لتمويل فسادها وقمعها وإرهابها. ولاحظ محللون أن ترمب لم يلجأ إلى عادته الشهيرة في استخدام «تويتر» لإعلان موقفه من إيران حتى الآن، مرجحين أن الحرب ليست على رادار الرئيس الأميركي حالياً.
واستبعد بعض المحللين في واشنطن إمكانية أن تؤدي التحركات العسكرية الأميركية إلى جلب إيران إلى مائدة المفاوضات، أو إجراء محادثات لتعديل الاتفاق النووي، لكنهم أوضحوا أنه يمكن للولايات المتحدة تحديث عمليات سرية سابقة، مثل شن هجمة إلكترونية لتعطيل العمليات النووية الإيرانية، أو لتعطيل شبكات الكهرباء الإيرانية.
وقال بعض المحللين إن تصاعد التوترات والتحركات العسكرية الأميركية المتلاحقة تشير إلى أن التفكير في واشنطن هو جعل الإيرانيين يقومون بالخطوة الأولى، وبناء عليه تقوم واشنطن بتوجيه ضربات عسكرية بذريعة الدفاع عن النفس، رغم أن كل ممثلي دول الاتحاد الأوروبي تقريباً والأمم المتحدة والصين وروسيا وكثيراً من الدول الأخرى سيعارضون نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران.
ويقول إيلان غولدنبرغ، بمركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن، إنه لا أحد يريد الحرب، مضيفاً أن التصعيد الأميركي يستهدف أن تدرك إيران أن المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة يمكن أن تكون انتحارية.
ويوضح غولدنبرغ، الذي عمل بوزارتي الخارجية والدفاع، في مقال بموقع المركز نشر، أمس (الأربعاء)، أن الصقور في واشنطن لديهم وجهة نظر مفادها أن الدبلوماسية مع إيران غير مجدية، وأن النظام الإيراني سيستجيب فقط للضغوط الاقتصادية الهائلة وللقوة العسكرية، إذا لزم الأمر.
ويضيف أن وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان يواجه اختباراً حول الوضع في إيران مع توجه كل من جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي، ومايك بومبيو وزير الخارجية، نحو ممارسة أكبر قدر من الضغط على النظام الحاكم في طهران.
وفي «الكونغرس» الأميركي، أبدى كثير من المشرعين شكوى من أن إدارة الرئيس ترمب لا تتقاسم معهم المعلومات مع تصاعد التوتر مع إيران. وطالب أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون أيضاً بعقد جلسات إحاطة مع كبار المسؤولين حول التهديدات الإيرانية وتعامل الإدارة معها.
وقدمت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، طلب إحاطة وُزع على أعضاء مجلس النواب، فيما قدمت لجان في الكونغرس في مجلسي الشيوخ والنواب، مثل لجنة الاستخبارات والقوات المسلحة، طلبات إحاطة مماثلة.
وقال السيناتور بوب ميننديز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: «إذا كانت إيران مسؤولة عن الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية، أو أصول الأمن القومي، فيجب علينا بالطبع الرد بشكل مناسب وبطريقة تمنع المزيد من الهجمات»، وأضاف: «لكن من الصعب تبرير تصرفات الإدارة حتى الآن، لأنها تصر على عرقلة (الكونغرس) عن الحصول على أي تفاصيل حول ماهية هذه التهديدات المتزايدة واستراتيجيتنا لمواجهتها». أما السيناتور الديمقراطي تيم كين فانتقد التحركات الأميركية ودق طبول الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، وقال: «سيكون ذروة الغباء الدخول في حرب مع إيران».



الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
TT

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اليوم (السبت) بعد أن جلب نظام ضغط منخفض رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة، مما أثار تحذيرات من حدوث فيضانات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت شركة الكهرباء «أوسجريد» على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إن الكهرباء انقطعت عن نحو 28 ألف شخص في سيدني، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أستراليا، كما انقطعت الكهرباء عن 15 ألف شخص في مدينة نيوكاسل القريبة ومنطقة هانتر.

وكشف جهاز خدمات الطوارئ بالولاية على موقعه الإلكتروني أنه تلقى ألفين و825 اتصالاً طلباً للمساعدة منذ أمس (الجمعة)، معظمها يتعلق بأشجار متساقطة وممتلكات تضررت بسبب الرياح.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن تحذيرات من الفيضانات والرياح المدمرة والأمطار الغزيرة صدرت في العديد من أجزاء الولاية، مضيفة أن من المحتمل أن تهب رياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة فوق المناطق الجبلية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن تسببت العواصف في الأسبوع الماضي في سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء وتركت 200 ألف شخص من دون كهرباء في نيو ساوث ويلز.