الأسد ينفي «انفتاحه» على التعاون مع تركيا ولقاء إردوغان

TT

الأسد ينفي «انفتاحه» على التعاون مع تركيا ولقاء إردوغان

نفى الرئيس السوري بشار الأسد، ما نقله عن لسانه الكاتب الصحافي بجريدة «آيدنليك» التركية، محمد يوفا، عنه حول لقاءات بين ضباط مخابرات سوريين وأتراك في عدة مناطق، إذ أفيد بأن وفداً عسكرياً سورياً التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، في العاصمة الإيرانية طهران، كما جرت مقابلة أخرى في معبر كسب الحدودي.
كما نقل عن الأسد قوله: «نحن منفتحون على التعاون مع تركيا، وإذا كان ملائماً لمصالح سوريا، ولا يتعدى على سيادتها، يمكننا لقاء (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان».
ومنذ أن أطلقت أنقرة عملية «درع الفرات» في أغسطس (آب) 2016، تنتشر القوات التركية في شمال سوريا، على طول الحدود السورية - التركية، مستغلَّة حالة الحرب لتوسيع رقعة نفوذها في سوريا، بزعم محاربة تنظيم «داعش» والحد من خطر نفوذ الأكراد و«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية، على حدودها، ولضمان تنفيذ الهدنة في مناطق خفض التصعيد في إدلب، وأرياف حلب وحماة واللاذقية بموجب اتفاق تركي - روسي.
وأكد بيان صادر عن المكتب السياسي والإعلامي في «رئاسة الجمهورية» السورية، أن ما يتم تداوله نقلاً عن الأسد هو «عارٍ تماماً عن الصحة». وأوضح البيان أن التصريحات التي تداولتها وسائل الإعلام الثلاثاء، حول كلام ومواقف منسوبة للأسد «خلال أحد لقاءاته بمجموعة من المحللين السياسيين والاقتصاديين عارٍ تماماً عن الصحة». وأشار البيان إلى أن أي موقف أو تصريح سيصدر مباشرة عبر وسائل الإعلام الرسمية المعروفة أو عبر الحسابات الرسمية، وليس نقلاً على لسان زوار وشخصيات.
وكان الكاتب يوفا، قد أشار في مقالة له قبل أيام إلى أنه حضر اجتماعاً صحافياً مغلقاً مع الأسد، وكتب تقريراً تحت عنوان: «جنون العظمة... وهل سيعقد لقاء بين الأسد وإردوغان؟» وقال إن الأسد أكد أن «تركيا دولة مهمة في المنطقة، وأن الحكومة السورية مستعدة للتعاون معها». كما نقل عن الأسد قوله: «نحن لا نتفاوض مع تركيا عن طريق روسيا وإيران فقط، فقد تفاوض الضباط الأتراك والسوريون في عدد من النقاط». وقال الصحافي يوفا إن الأسد كشف أن «أهم تلك المفاوضات أُجريت في معبر (كسب) الحدودي على الشريط الحدودي بين هتاي واللاذقية».
ونقل عن لسان الأسد قوله إن عدداً من الضباط السوريين والأتراك التقوا في عدة مناطق، إذ التقى وفد سوري رئيس جهاز الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، في العاصمة الإيرانية، طهران، كما جرت مقابلة أخرى في معبر كسب الحدودي.
ورأى الأسد أن «الضباط الأتراك أكثر تفهماً لما يحدث في بلادنا من الساسة الأتراك، وأن هناك اختلافات للرأي كبيرة بخصوص سوريا في حكومة إردوغان». وأضاف يوفا أن الأسد قال: «نحن منفتحون على التعاون مع تركيا، وإذا كان ملائماً لمصالح سوريا، ولا يتعدى على سيادتها، يمكننا لقاء إردوغان».
يُشار إلى أن الأسد عقد لقاءً صحافياً مغلقاً مع ممثلين عن وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، في 8 مايو من الشهر الحالي. وهذه ليست أول مرة ينفي أو «يتراجع» فيها مسؤولون في البلدين عن تصريحات حول إمكانية إعادة العلاقات التركية مع الأسد، التي توترت منذ عام 2011 على خلفية دعم تركية للمعارضة السورية، فقد سبق أن صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قبل عدة أشهر، بأن تركيا «قد تنظر في إمكانية إعادة العلاقات مع الأسد في حال فوزه في انتخابات ديمقراطية». لكنه عاد وتراجع نافياً تلك التصريحات وقال إنه لا يوجد ما يشير إلى أن «أنقرة ستعمل مع النظام السوري».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.