هشام والي: قطعي رجالية تعتمد على النحاس والفضة والتصاميم المبتكرة

المصمم هشام والي
المصمم هشام والي
TT

هشام والي: قطعي رجالية تعتمد على النحاس والفضة والتصاميم المبتكرة

المصمم هشام والي
المصمم هشام والي

يرتبط عالم الحُلي والجواهر بالمرأة عادة، لكن بالعودة إلى التاريخ نجد أن الغرض منها في البداية كان الحماية من الشرور، وبالتالي لم تفرِّق بين رجل وامرأة. مصمم الجواهر المصري هشام والي يمشي على هذا المفهوم، ويرى أنها قطع يحتاج إليها الرجل كما المرأة، لذلك أطلق علامة مصرية متخصصة في تصميم الحلي الرجالي فقط، تحمل اسم «هو» لتُعبِّر عن قناعته، وبالصدفة تعكس حروف اسمه أيضاً. ويشرح والي لـ«الشرق الأوسط» كيف أنه لم يخطط لإطلاق علامة جواهر، وكيف أن «الأمر برمّته خضع لشغف شخصي... فأنا مغرم بالحلي المصممة للبدلات الرسمية، وأرى تزيين السترة بدبوس، أو القميص بأزرار مترفة، طريقة لتجديد إطلالة الرجل، لا سيما أن الاختيارات أمامه محدودة».
درس والي الإعلام وحصل على درجة الماجستير في التسويق من إحدى الجامعات بإنجلترا، إلا أن عينه ظلَّت تتابع تحولات الموضة، خصوصاً الجواهر. «عُشقي للحلي الرجالية كشف لي كيف أن السوق تركز على الجواهر النسائية، وكنت أجد صعوبة في إيجاد ما يعجبني، وفي النهاية بدأت بتصميم وتنفيذ قطع خاصة بي». اهتمامه بهذا المجال جعله يفكر بأن هناك ثغرةً في السوق الشرقية فيما يخص الإكسسوارات الرجالية، يمكنه ملؤها، لكنه كان يعرف أن «التصميم لا يقوم على الموهبة وحدها». كان بحاجة للإلمام بالجانب التقني، لذلك انخرط في عدة دورات في فنون التصميم. وعندما قرر إطلاق علامة «هو» رسمياً من مصر، لم يتردد في أن يفيد ويستفيد من الحرفيين المصريين قائلاً: «قبل عامين فقط، كنت أعيش بإنجلترا، وتنقلت بين دول أجنبية وعربية ولم أجد مثل الحرفي المصري مهارة في تنفيذ قطع مبتكرة بشكل لا مثيل له».
بعد أن توافرت العناصر لإطلاق علامة خاصة بالرجل، بدأ التفكير في كيف يمكن أن يسوقها للرجل المصري والعربي، الذي لم يتعود على اقتناء قطعة من الحُلي؟ وكانت إجابته أن ينظر إلى نفسه، لأنه ابن بيئته: «فأنا رجل مصري وعربي، معتز بأصولي رغم نشأتي في الخارج، ولا أرى أن الأمر يمس الرجولة، كما أن مصر سوق ضخمة، فنحن أكثر من 100 مليون نسمة، فهل أجد صعوبة في أن يكون هناك 10 آلاف رجل على الأقل يعشقون الأناقة».
أطلق علامته رسميا عام 2017، بفريق عمل مصري تولى هشام والي قيادته بمساعدة فريق من الحرفيين والأوراش بمنطقة الحسين.
كانت تشكيلته الأولى تعبيراً عن اعتزازه بأصوله، حيث استوحاها من مجموعة من الرموز العربية مثل الكف والخنجر ونخل الصحراء العربية وغيرها من الرموز التي لها دلالات ثقافية وحضارية وشعبية. كانت كلها من النحاس والفضة مع طلاء خارجي بالبلاتين أو ماء الذهب. نجاح التشكيلة الأولى شجعه على الاستمرار وطرح المزيد من القطع، مثل دبوس يعلق بعروة السترة الرسمية أو سوار، باعتبارها قطعاً مقبولة في عالم الشباب.
ظهور الفنان المصري أحمد حلمي في أولى حلقات برنامج «أراب غوت تالنت» بدبوس يزين صدرية رسمية كان له تأثير إيجابي عليه. كان الدبوس عبارة عن قبعة عالية مزدانة بكريستال ملون، قال هشام إنه كان ضمن التشكيلة الثانية التي استوحاها من الملوك، ومن حياة القصور بكل تفاصيلها. هذه القطعة مثلاً وحسب قوله «صممتُها خصيصاً على شكل قبعة (الجوكر)، وهو شخصية كانت تُمثّل أمام الملوك وترفّه عنهم».
نجوم كُثر ظهروا بقطع حُلي من تصميم هشام والي، مثل خالد سليم، كريم فهمي، المغني «أبو»، وكذلك السيناريست تامر حبيب الذي شارك في حملة أطلقتها علامة «هو» للتوعية بمرض سرطان البروستاتا.
ويقول هشام عن حملة التوعية بالسرطان: «التصميم جزء من الفنون التي تعبر عن المجتمع ويقع عليها جزء من المسؤولية الاجتماعية، لذلك الهدف لا ينصب على تصاميم مميزة فحسب، بينما يجب أن تحمل رسالة، وهذا ما اجتهدتُ فيه للتوعية بمرض سرطان البروستاتا، واخترت هذا المرض تحديداً لأنه يخصّ الرجال».
أما عن أحدث التشكيلات التي قدمها فكانت مجموعة من الدبابيس المستوحاة من الزهور، وكان الهدف منها تقديم قطعة عملية ومترفة حسب رأيه «فأغلب الرجال يميلون إلى إضافة وردة طبيعية للبدلات التوكسيدو المخصصة للسهرات والأعراس، لكن الورد الطبيعي يتلف سريعاً، لذلك قدمتها تناسب الرجل وفي الوقت نفسه تمنحه إطلالة مميزة».



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.