«مسك جدة التاريخية» تروي حكاية الإرث الحضاري عبر 19 فعالية

مسرح العرائس وألعاب الكيرم والبرجون جذبت الأطفال

إحدى الفعاليات في جدة التاريخية
إحدى الفعاليات في جدة التاريخية
TT

«مسك جدة التاريخية» تروي حكاية الإرث الحضاري عبر 19 فعالية

إحدى الفعاليات في جدة التاريخية
إحدى الفعاليات في جدة التاريخية

افتتح مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، مبادرة «مسك جدة التاريخية» في نسختها الثالثة التي تتضمّن 19 فعالية تجذب فئات المجتمع إلى أجواء تراثية على مدى 6 أيام.
وقبل ساعة من بدء الفعاليات مساء أول من أمس، اتّخذت العائلات مواقع بجانب «باب المدينة» لإعادة اكتشاف منطقتهم التاريخية بطريقة تفاعلية جديدة.
واختصرت فعالية «جدة زمان» حقبة الآباء والأجداد من خلال مجسّمات مصغّرة لأهم معالم المنطقة التاريخية، مكّنت الزّوار من رؤية خريطة التفاصيل الكاملة لجدة القديمة وتزويد كل معلم بـ«باركود ولوحة تعريفية». ولإعطاء المكان وجهته التجارية العتيقة، جرى رفد الفعاليات في سوق متكاملة تحتوي على جميع احتياجات الزّوار مع إتاحة الفرصة لمشاركة الأسر المنتجة.
ولتعريف الجيل الجديد بتفاصيل البيت الحجازي وجمالية مكوناته، كان الزوار يتجهون إلى المنطقة المخصصة في بيت آل سلوم الذي أُنشئ عام 1301هـ، في حارة المظلوم على بُعد خطوات من بيت باعشن.
وتميّزت الفعاليات بالإسقاط الضوئي المصحوب بمؤثّرات صوتية على أبواب جدة التاريخية الثمانية مع بدء الفعاليات، ما أغرى الزوار بالتعرف على قصص تلك الأبواب بدءاً بباب المدينة في حارة الشام وتستخدم للوصول إلى «القشلة»، وهي الثكنة العسكرية القائمة حتى يومنا هذا، كما كان يستخدم لمرور العربات المحملة بالحجارة المستخرجة من المناقب الواقعة شمال مدينة جدة، والطين المستخرج من بحر الطين، أو ما أصبحت تُعرف ببحيرة الأربعين، والمستخدم في بناء بيوت جدة في ذلك الوقت.
واطّلع الزوار على مدخل «باب المدينة» الذي شيّد من أجل حماية شريان الحياة في حاراتها الثلاث، وهي حارة الشام في الجزء الشمالي، وحارة اليمن في الجزء الجنوبي، وحارة المظلوم التي تقع بينهما، وأحيطت المدينة قديماً بسور طيني له ثماني بوابات تُفتح فجراً وتُقفل عشاء.
وللمرة الأولى، عرضت مبادرة «مسك جدة التاريخية» مسرحية بتقنية الهولوغرام، إضافةً إلى «صندوق الدنيا» إحدى الفعاليات المقدمة للأطفال، والتي شهدت تفاعلاً كبيراً، وهو ما أعاد لهم بهجة الحكاية القديمة، عندما كان الرّواة يقصون قصصهم باستخدام الصور بطريقة شيّقة ليعرّفهم على ماضي جدة.
وركّزت الفعاليات على الألعاب القديمة كالكيرم والبرجون وغيرها من الألعاب، التي جذبت بمشاهدها التمثيلية الطريفة زواراً كثراً.
واستمتع الأطفال بألعاب جدة القديمة، إضافة إلى تلوين الأتاريك، وقسم تلوين وجوههم، مع مسرح العرائس للدُّمى المتحركة الذي يحكي لهم قصصاً قديمة مرتبطة بتراث المنطقة بطريقة ممتعة، وهو ما يبرز أهمية المنطقة من النواحي التراثية والثقافية والتاريخية.
ولم يغب الفن بمحتواه الثّقافي والتراثي عن خريطة الفعاليات، كونه يُسهم في تقريب صورة الإرث التاريخي لجدة القديمة من خلال لوحات فنّية تحمل في طياتها الدّلالات الرمزية للمنطقة، فكانت منطقة الفنون ترجمة واقعية لذلك من خلال معرض «مسك للفنون» المخصص للرسم التفاعلي وعرض لوحات الفنانين، إضافة إلى متحف «بنجابي» للتّعبير عن الذاكرة التاريخية فنياً.
وخصصت مبادرة «مسك جدة التاريخية» جادة لمحبي الكاليغري وهو عرض حي لفن الكاليغريف بالضوء، ويقوم بها مصور محترف يلتقط صور الزوار، كما يقدم المسرح ثلاثة عروض هي «حكاية جدو» يُعرض على ثلاث فترات يومية، وفيلم جدة الذي يحكي أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة التاريخية، إضافة إلى فيلم «كنز الحطاب» الذي أنتجته شركة «مانجا» التابعة لـ«مسك الخيرية».
ومن الاهتمامات التي رفدت بها الفعاليات زوارها، تعريفهم بواقع الحِرف من خلال «شارع الحرفيين» المخصصة لعرض الحرف الشعبية التقليدية.
تجمعات للشباب والشابات كانت عند محيط فعالية «جادة صور تاريخ جدة»، وهي عبارة عن زقاق مضيء يحكي كيفية إنشاء حارات جدة وسكّانها، وحكايات بواباتها ومساجدها، ومدارسها، وزواياها، وأسواقها، وأهم معالم المنطقة، مما كان له تأثير إيجابي على الزوار بقيمة التراث.


مقالات ذات صلة

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

يوميات الشرق تأتي مشاركة «مسك» في «دافوس» لتوفير منصة عالمية للحوار بين القادة والشباب (مسك)

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

تشارك مؤسسة «مسك» في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس السويسرية خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير، تحت شعار «فكّر وأثّر: ضاعف أثرك».

محمد هلال (دافوس)
يوميات الشرق يعدّ المنتدى فرصة فريدة للالتقاء بالشباب والقادة وصناع القرار

منتدى مسك العالمي... ملتقى الشباب العالمي لمناقشة القضايا المهمة وتحقيق التغيير

شهد اليوم الثاني من منتدى مسك العالمي، التقاء مجموعة متنوعة من الرواد الشباب، وامتلأت القاعات بالحوارات والأفكار الملهمة، التي تناقش قضايا متنوعة.

محمد هلال (الرياض)
يوميات الشرق يقدم المسرح التجارب الملهمة للمتحدثين (مسك)

«منتدى مسك» يجمع القادة بالشباب لمناقشة المستقبل

انطلقت، الأربعاء، النسخة السابعة لمنتدى مسك العالمي تحت شعار «فكّر وأثّر».

محمد هلال (الرياض)
رياضة سعودية «غريندايزر» أشهر الرسوم المتحركة في الوطن العربي (مانجا)

«مانجا للإنتاج» تطلق لعبة «غريندايزر... وليمة الذئاب»

أعلنت شركة «مانجا للإنتاج» التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) بالتعاون مع شركة «مايكرويدز» الفرنسية، موعد إطلاق لعبتها الجديدة مغامرات الفضاء «غريندايزر... وليم

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يتمتع مركز «عِلمي» بتصاميم عمرانية فريدة ومُستدامة ومستوحاة من بيئة وطبيعة السعودية (واس)

سارة بنت مشهور تُطلق مركزاً لاكتشاف العلوم والابتكار بالرياض

أعلنت حرم ولي العهد السعودي، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة «عِلمي»، عن خُطط إطلاق مركز «عِلمي» لاكتشاف العلوم والابتكار، في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.