منغوليا ترقص على وقع الخيول وتتغنى بأمجاد جنكيز خان

بعد أن تم ترشيحها من بين أكثر الوجهات السياحية إثارة لعام 2019

تهدف المهرجانات إلى الترفيه وتقديم الفرجة للزوار إضافة إلى زيادة الوعي بتاريخهم
تهدف المهرجانات إلى الترفيه وتقديم الفرجة للزوار إضافة إلى زيادة الوعي بتاريخهم
TT

منغوليا ترقص على وقع الخيول وتتغنى بأمجاد جنكيز خان

تهدف المهرجانات إلى الترفيه وتقديم الفرجة للزوار إضافة إلى زيادة الوعي بتاريخهم
تهدف المهرجانات إلى الترفيه وتقديم الفرجة للزوار إضافة إلى زيادة الوعي بتاريخهم

يرتبط اسمها بصورة جنكيز خان وهو على صهوة جواده مخترقا مساحات شاسعة من الصحاري وبالقفار بكل ما تعنيه من أجواء متوحشة وطقس قاس. هذه هي منغوليا التي تم تصنيفها واحدة من الوجهات السياحية المهمة لعام 2019، رغم وعورتها وطبيعتها البكر، تعتبر من التجارب النادرة التي يغوص فيها الزائر في ثقافة البدو الرحل ويلتحم مع طبيعة لم تشذبها يد الإنسان بعد. فمنغوليا ظلت طوال القرن العشرين منعزلة عن العالم، وهو ما تلمسه حتى الآن ويصب في صالح عشاق الطبيعة والحياة الأولية إن صح القول، بصحرائها مترامية الأطراف وجبالها الشاهقة وكثبانها الرملية إضافة إلى الوديان الجليدية.
ولأنها ترتبط باسم زعيمها جنكيز خان، لا تستغرب أن تجد الكثير من الأنشطة مصممة خصيصا لكي تستحضر بطولاته، وبالتالي قد تُحولك إلى محارب متمرس في ساعات معدودات. فبمجرد أن ترتدي زي «ديل» المغولي التقليدي، مثلا ستشعر وكأنك انتقلت إلى حقبة زمنية أخرى ترفع من نسبة الأدرينالين بداخلك وتحفزك على الدخول في عالم من المغامرات، من تعلم مهارات الصيد بالحبال، أو فنون الرماية بالسهام، إلى أساليب ركوب الخيول وما شابه من أمور تبدو طبيعية بالنسبة للأهالي لأنها جزء من حياتهم اليومية، لكنها تجارب فريدة من نوعها بالنسبة للزوار.
بيد أنه لا بد من الإشارة إلى أن مشهد منغوليا الاجتماعي والاقتصادي في تغير في بعض الجهات بعد النمو المفاجئ والسريع الذي طرأ عليها إثر اكتشاف ثروات معدنية هائلة تحت الأرض تقدر بمليارات الدولارات. وليس من المبالغة القول إن الأمر كان بمثابة الصدمة بالنسبة للكثير من الأهالي، ممن تعودوا على حياة البدو المتواضعة. بعضهم لا يزالون حتى الآن يقاومون للإبقاء على حياتهم على منوالها التقليدي ويرفضون موجات التحضر السريعة والمتغولة، بينما بدأ بعضهم الآخر عمليات انتقال إلى مدينة أولانباتار وغيرها من المدن الكبيرة بحثا عن فرص العمل أو الدراسة. ربما هذا ما يجعل زيارتها الآن مهمة قبل أن تخضع لمشروعات التنمية الكبيرة، وتتأثر حياتها البرية رغم أن المناطق المحمية في البلاد لا تزال تشكل نحو خُمس مساحة الدولة وتسعى الحكومة إلى زيادة تلك المساحة خلال السنوات المقبلة.
رغم طبيعتها الخاصة يبقى أجمل ما في منغوليا ثقافتها البدوية الأصيلة، إذ يمكن للزوار المبيت في مخيمات الرعاة ومساعدتهم في جمع الأغنام أو ركوب الخيل، لهذا فقضاء يوم كامل مع عائلة بدوية منغولية من التجارب التي يصعب نسيانها، وإن كان لا يلغي أهمية استكشاف ما توفره مدينة أولانباتار من مباهج الحياة الصاخبة. فالحفاوة التي يستقبل بها السكان المحليون ضيوفهم لا مثيل لها في العالم. وأوضح مثال عليها أن ثقافتهم البدوية التقليدية تُملي عليهم ترك خيامهم مفتوحة حتى يتسنى للعابرين المنهكين التنعم بقدر من الراحة فيها حتى في غيابهم. لهذا لا تستغرب إن قابلوك بحفاوة بالغة بالإيماءات والابتسامات يعرضون عليك بعدها مباشرة تناول شرابهم التقليدي، مع كافة ما لديهم من منتجات الألبان اللذيذة وربما بعض التبغ الجبلي كذلك.

كيف تنظم رحلتك إليها قبل السفر
حتى وإن اقتصرت الزيارة على العاصمة أولانباتار، فلا مفر من المرور على المخيمات التقليدية للسكان الأصليين، وهي عبارة عن خيام دائرية لا يزال عشاق حياة البدو يُقيمونها في الباحات الخلفية من البيوت الحديثة المبنية بالطوب. كما يتخذها العرسان الجدد كمنازل أولية حسب تقاليد الزواج البدوية القديمة. ولرحلة قصيرة، يمكن استئجار سيارة دفع رباعية تأخذك إلى السهول الشاسعة مترامية الأطراف لمشاهدة القطعان الرعوية، أو بعض جهات صحراء غوبي الكبيرة، التي كانت موطنا من مواطن الديناصورات في العهود الغابرة.
- زيارة محمية «بوغد خان أوول» الطبيعية، التي يُعتقد بأنها من أقدم المحميات الطبيعية على مستوى العالم. تأسست في عام 1778، وكانت تحت حماية 2000 من الحراس المسلحين قديما يقفون بالمرصاد لصائدي الحيوانات الذين يتعرضون للعقاب بالضرب المبرح والسحب وهم مقيدون بالسلاسل ليُحبسوا داخل زنازين أشبه ما تكون بالقبور. وهذا ما جعل الاستمتاع برحلات على صهوة خيول مُروضة ترى فيها الغزال الأحمر يقفز بحرية ممكنا حتى الآن رغم أن الحياة البرية أقل مما كانت عليه في السابق.
- خوض تجربة خاصة مع صيادي النسور الكازاخستانيين وهم على ظهور الخيول في الفيافي المنغولية الشاسع. في هذه التجربة يتشح الصياد بجلود الحيوانات الثقيلة ويده ممدودة يستقر على طرفها النسر الذهبي معصوب العينين. ما إن تُزال العصابات من عيني النسر حتى يندفع محلقا في الأجواء كي ينقض في سرعة عجيبة على فريسته. ويعتبر الصيد بالنسور البرية من الممارسات القديمة، الأمر الذي تؤكده رسومات ترجع إلى العصر البرونزي. وتقول الأقاصيص التاريخية أن جنكيز خان كان مولعا به. كما وصف الرحالة الإيطالي ماركو بولو الصيد بالنسور في كتب رحلاته مع حفيد جنكيز خان في القرن الحادي عشر الميلادي. وحتى يبقى هذا الإرث والتاريخ حاضرين في كل زمن، ظهرت مهرجانات في العقود الأخيرة تحتفل بهذه الهواية وإن كانت تُستعمل كأداة جذب سياحي. الآن توجد ثلاثة مهرجانات للنسر الذهبي. واحد تأسس في عام 2000 في مقاطعة «بايان - أولغي» المنغولية الواقعة في غرب البلاد، وجاء نتيجة التعاون المشترك بين اثنين من مشغلي رحلات صيد النسور الكازاخية المحلية. وتستعرض فيه مختلف الفنون والمهارات للصيد باستخدام النسور الذهبية أمام السائحين. ويبدأ المهرجان في الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام.
المهرجان الثاني قد يكون أقل زخما من الأول، وتأسس اعتبارا من عام 2002 في إقليم «ساغساي» القريب، ويعقد في شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام. أما المهرجان الثالث فبادرت وكالة سياحية بتنظيمه في عام 2018 ويُعقد في شهر مارس (آذار) من كل عام. وتهدف المهرجانات الثلاثة إلى الترفيه وتقديم الفرجة للزوار، إضافة إلى زيادة الوعي بتاريخهم وتشجيع الشباب الكازاخستاني على مزاولته وإتقانه. ويجدر التنويه أنه في عام 2011، تم إدراج الصيد بالنسور ضمن قائمة منظمة اليونيسكو للتراث الثقافي الإنساني المعنوي كمثال بارز على التراث البشري الحي، لما تعكسه من علاقة خاصة بين الصيادين وبين النسور، إلى جانب الحياة والثقافة الكازاخستانية.
- حضور «نادام» المهرجان الرياضي السنوي، الذي يعتمد على روح المغامرة والمنافسة، ويجري في طقوس احتفالية تتخللها المنافسات المنغولية المعروفة باسم «ألعاب الرجال الثلاثة»، في إشارة إلى المصارعة التقليدية والرماية وركوب الخيل، بأساليب تقليدية تماما. ويطلق الرماة، من الذكور والإناث على حد سواء، أقواسا طويلة لم تخضع لأي تغييرات تُذكر منذ عهد جنكيز خان في العصور الوسطى، فيما يحث الفرسان من عمر التلامذة خيولهم منطلقين على طول الطريق البري الذي يمتد إلى 17 ميلا. وذلك بخلاف المصارعين الأقوياء بالأزياء التقليدية الذين يمسكون بأسلحتهم الفتاكة في طقوس «رقصة النسر» المهيبة قبل الالتحام في قتال المصارعة العنيفة.

رحلة بواسطة سيارة الدفع الرباعي
هناك عدد قليل للغاية من الطرق المعبدة والممهدة في منغوليا، لذلك فإن القيادة على الطرق الوعرة من التجارب الممتعة والمثيرة، ما دام أن السائح لا يُصاب بالدوار أو الغثيان. وعموما يُنصح بتناول الأقراص اللازمة قبل الانطلاق في نزهة صحراء غوبي أو قيادة السيارة لمسافات طويلة وصولا إلى أطلال «قراقورم»، عاصمة جنكيز خان القديمة، الواقعة في قلب الصحراء المنغولية النائية.

ركوب الخيل
إن استطعت الحصول على مرشد محلي متمرس، فلا بد أنه سيأخذك في زيارة إلى الرعاة الرحل الموجودين في مناطق متفرقة. كل منهم يملك حصانا أو أكثر، وتُقدر تكلفة استئجار أحدها بنحو 5 دولارات أو نحوه. وحتى إن لم يسبق لك ركوب الخيل من قبل، يمكن لأحد الأطفال هناك أن يقود بك الجواد لفترة من الزمن حتى تشعر بالأمان والطمأنينة. المهم أن تعرف كيف تنطق لفظة (زوغز وتعني توقف)، وهي ليست للحصان وإنما للطفل الذي يقود الحصان. ومن الكلمات المفيدة أيضا كلمة «تشو»، وتعني أسرع قليلا، إن أردت للحصان أن يسرع الخطى بعض الشيء.

زيارة غرب منغوليا
من أكثر الأماكن وعورة وبُعدا عن العمران، بحيث يمكن الجزم بأنه لم تطأها قدما إنسان من قبل. فالجبال محاطة بالأنهار الجليدية، والبحيرات المالحة تتكاثف جميعها ضمن مزيج تقليدي من قبائل الرعي البدوية مثل قبائل «ميانغاد» وقبائل «الكازاخ» الذين لا يزالون معنيين بأساليب الصيد القديمة باستخدام النسور الذهبية.

أفضل أوقات الزيارة
نظرا لعدم وجود بحار قريبة تلطف مياهها، فإن أجواء منغوليا صحراوية قاسية، تختبر فيها الفصول الموسمية الأربعة في يوم واحد. فحتى عندما يكون الطقس مشمسا تتخلله الرياح العاصفة. وبما أنه لا يوجد بها ظلال يمكن الاحتماء بها من الرياح العاتية، التي يمكن أن تُثار في أي لحظة، يُستحسن أن يأخذ الزائر معه ما يحميه من تلك الأجواء القاسية، مثل الأوشحة وما شابهها من أغطية للرأس، إضافة إلى السترات الواقية من الرياح، والقبعات التي تحمي الأعناق من أشعة الشمس الحارقة، ومرطبات البشرة والشفاه.
وعموما يحل فصل الصيف ما بين يونيو (حزيران) - أغسطس (آب) لتبدو السهول خصبة وخضراء لكن مع الكثير من الناموس والطين. وفصل الربيع (مارس/آذار – مايو/أيار)، وهو موسم هجرة الرعاة وقطعانهم، يتميز بأحوال جوية لا يمكن التكهن بها، وعندما تهب الرياح فتوقع أن تهب باردة قاسية.
أما فصل الخريف (سبتمبر - أكتوبر) فيجلب معه المناظر متعددة الألوان، ولكنه أكثر تعرضا للأمطار الغزيرة المتواصلة، بينما تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء، إلى ما دون 30 درجة مئوية.
- يعتبر اللحم الطعام الأساسي في السهوب المنغولية، وعادة ما يتكون من لحم الضأن والماعز، مع منتجات الألبان. ولقد استحدث أهل منغوليا طرقا مبتكرة لاستخدام ألبان كافة أنواع الحيوانات المحلية مثل ثيران آلياك، والجمال، والخيول، والأبقار، والماعز، والخرفان. وربما يعرضون عليك في الخيام الشاي المملح أو حليب الجمال، أو حليب «آروول» الحامض الأشبه بالزبادي في كثافته، وحليب إناث الخيل المتخمر، والزبادي الحلو أو الحامض.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».