الدوري الإنجليزي على أعتاب تغيير تاريخي بداية من الموسم المقبل

البطولة تطبق تقنية حكم الفيديو المساعد... والجدال حول جدواها بدأ قبل استخدامها

روجر إيست يستشير حكم الفيديو المساعد قبل إلغائه هدفاً لساوثهامبتون في كأس الرابطة أمام ليستر
روجر إيست يستشير حكم الفيديو المساعد قبل إلغائه هدفاً لساوثهامبتون في كأس الرابطة أمام ليستر
TT

الدوري الإنجليزي على أعتاب تغيير تاريخي بداية من الموسم المقبل

روجر إيست يستشير حكم الفيديو المساعد قبل إلغائه هدفاً لساوثهامبتون في كأس الرابطة أمام ليستر
روجر إيست يستشير حكم الفيديو المساعد قبل إلغائه هدفاً لساوثهامبتون في كأس الرابطة أمام ليستر

لم تكن المباريات التي أقيمت يوم الأحد الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز هي آخر جولة في الموسم فحسب؛ لكنها أيضاً آخر مباريات تقام من دون تقنية حكم الفيديو المساعد. إنها لحظة يخشاها كثيرون، لكن لم يعد بإمكان أي شخص أن يوقفها، فهذه «الثورة» آتية لا محالة، وسوف تكون على شاشات التلفزيون قريباً.
ولعل الأخبار المشجعة في هذا الصدد تتمثل في أن العمل جار على قدم وساق في «ستوكلي بارك»، وهو مقر تقنية حكم الفيديو المساعد في غرب لندن، منذ نحو عامين لضمان أن تعمل هذه التقنية بنجاح خلال الـ380 مباراة التي ستُلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل. وقد تضمنت هذه العملية اختبارات حية وغير حية، بالإضافة إلى مشاورات مع جميع الأطراف، بمن في ذلك المديرون الفنيون واللاعبون.
وخلال الأسبوع الماضي، جاء الدور على الصحافيين لكي يستمعوا إلى تقرير من مايك رايلي، رئيس هيئة الحكام المحترفين، بالإضافة إلى تجربة مباشرة حول كيفية عمل تقنية حكم الفيديو المساعد. وأعرب رايلي عن ثقته في أن الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد في الدوري الإنجليزي الممتاز لن يعرقل بشكل كبير «سرعة وتيرة» المباريات. كما يؤكد على أنها ستحسن بشكل كبير دقة القرارات، لا سيما فيما يتعلق بالتسلل.
وكجزء من عملية الاختبار غير الحية، قام مسؤولو هيئة الحكام المحترفين بدراسة جميع القرارات الجدلية التي حدثت على مدار الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز، ولاحظوا أنه خلال الجولة الثالثة والثلاثين، كان هناك 35 قراراً جدلياً من هذا القبيل، وأنه لو كانت تقنية حكم الفيديو المساعد مطبقة لكانت هذه القرارات قد اتخذت بشكل صحيح، وهو ما كان سيؤدي إلى تحسين «دقة القرارات الحاسمة في المباريات» للحكام في الدوري الإنجليزي الممتاز من 84 في المائة إلى 87 في المائة، وكذلك قرارات الحكام المساعدين من 79 في المائة إلى 95 في المائة.
وقال رايلي: «من بين هذه القرارات الـ35، كان هناك 26 قراراً حاسماً في مباريات كانت تشير فيها النتيجة إلى التعادل أو كان أحد الفريقين متقدماً بفارق هدف وحيد. وهذا هو السبب الذي يجعلنا متفائلين فيما يتعلق بتطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد، لأنها ستؤدي إلى أن تكون قرارات الحكم أكثر دقة وأهمية». ولن يؤدي هذا النظام الجديد إلى تغيير طبيعة كثير من القرارات، وسيتم الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد في القرارات المتعلقة بالأهداف وركلات الجزاء والبطاقات الحمراء المباشرة، وفي أي لعبة قد تشهد جدلا تحكيمياً. ومن هنا، فلن تتدخل تقنية حكم الفيديو المساعد إلا إذا شعر القائمون عليها بأن الحكم في الملعب قد ارتكب خطأ «واضحاً». ومع ذلك، فإن ما قد تعده تقنية حكم الفيديو المساعد «واضحاً» قد لا يكون كذلك في وجهة نظر الآخرين. ويقول رايلي عن ذلك: «مثل هذه القرارات ستعود إلى تقنية حكم الفيديو المساعد في نهاية المطاف».
وفيما يتعلق بالاختبار المباشر، شهدت 68 مباراة في الكؤوس المحلية استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد. وقال رايلي إن البيانات التي تم تجميعها من هذه التجربة تظهر أن الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد لن يكون له تأثير سلبي كبير على سرعة وتيرة المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد شهدت المباراة في المتوسط الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد 8 مرات، واستغرقت كل مرة 29 ثانية في المتوسط، وهو وقت ليس بالطويل، إذ يقول رايلي: «متوسط الوقت الذي يستغرقه اللاعب في الاحتفال بالهدف في الدوري الإنجليزي الممتاز يصل إلى 62 ثانية».
وفي محاولة أخرى للحفاظ على سرعة وتيرة المباريات، تريد هيئة الحكام المحترفين من تقنية حكم الفيديو المساعد أن تتدخل فقط في الحالات التي يتخذ فيها الحكم في الملعب قرارات تشعر بأنه يجب إلغاؤها أو مراجعتها، بدلاً من مطالبة حكم المباراة بالتحقق من اللعبة على الشاشة التي ستكون موجودة بجوار خط التماس في كل مباراة. وسيكون حكم اللقاء هو صاحب القرار النهائي، ومن حقه أن يرفض طلب حكام تقنية حكم الفيديو المساعد بأن يرى اللعبة مرة أخرى على الشاشة إذا كان متأكداً من قراره.
وهناك 7 أكشاك لتقنية حكم الفيديو المساعد في غرفة في «ستوكلي بارك». وفي كل كشك، هناك شاشة تعرض المباراة، وشاشة أخرى أسفل منها تعرض المباراة في توقيت متأخر بثلاث ثوان. وإلى يمين الشاشة، هناك مشغل لإعادة تشغيل اللقطات المثيرة للجدل من جميع الزوايا، أما على اليسار فيجلس مساعد تقنية حكم الفيديو، لكي يعرف كيفية تعامل الحكم في الملعب مع الواقعة.
وتحتوي تقنية حكم الفيديو المساعد على زر أخضر «لوضع إشارة» على أي لقطة تريد أن تعيد النظر فيها في وقت لاحق. وهناك زر أحمر يسمح للقائمين على التقنية بالاتصال بالحكم على أرض الملعب. إنها تجربة سريعة ومذهلة في كثير من الأحيان، وسيكون من المهم للغاية الصبر لبعض الوقت حتى يتعرف كل مسؤول على دوره على النحو الأمثل. ويؤكد رايلي على أن هذا الأمر سيحدث سريعاً، ويقول: «بمرور الوقت سنتحسّن وبشكل سريع».
ويعد كيث هاكيت، الذي كان يتولى قيادة هيئة الحكام المحترفين قبل رايلي، أحد المعارضين بشدة للطريقة التي ستطبق بها تقنية حكم الفيديو المساعد في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يرى أن هناك عدم وضوح فيما يتعلق بكيفية معرفة المتفرجين داخل المدرجات أن لقطة معينة أو قراراً بعينه يتم فحصه أو مراجعته. ورداً على ذلك، قالت هيئة الحكام المحترفين إنه قبل بداية الموسم المقبل سيُطلب من جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز أن تضع شيئاً ما في ملاعبها بالشكل الذي يسمح للجميع داخل الملعب بأن يعرف أنه يتم الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد في هذه اللقطة أو تلك، وربما يحدث ذلك عبر شاشات عملاقة أو إعلان. ومن الممكن أيضاً أن يتم عرض مقطع للقطة التي تفحصها تقنية حكم الفيديو المساعد، لكن لن يتم عرضها إلا بعد فحصها من قِبل التقنية. وستتم مناقشة كل هذه الأمور في الاجتماع الصيفي لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
وهناك أيضاً دعوة من هيئة الحكام المحترفين لأولئك الذين يهتمون بالتعرف على الإرشادات والتعليمات المتعلقة بتقنية حكم الفيديو المساعد خلال هذا الصيف، خصوصاً اللاعبين الذين يتعين عليهم تذكر شيئين على وجه التحديد؛ سوف يتم التحقق من جميع الأهداف عبر تقنية حكم الفيديو المساعد، وسوف يحصلون على إنذارات إذا طالبوا حكم اللقاء باللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد أو طلبوا منه التشاور مع حكام تقنية الفيديو «بطريقة عدوانية».
ومرة أخرى، فإن ذلك الأمر يخلق «منطقة رمادية» بشأن تعريف «الطريقة العدوانية». فهل يتم التعامل مع السخرية على أنها سلوك عدواني؟ لا أحد يعرف بالتأكيد، لكن الشيء المؤكد هو أن الدوري الإنجليزي الممتاز سيتغير إلى الأبد بداية من الموسم المقبل.


مقالات ذات صلة

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».