«النصرة» تتهم الأمم المتحدة بـ«التواطؤ».. ولا معلومات عن موقع احتجاز جنود فيجي

«هروب جماعي» للجنود الفلبينيين.. ومانيلا تشكر دولا بينها قطر وسوريا > إسرائيل تسقط طائرة بلا طيار فوق الجولان يعتقد أنها تابعة للنظام

صورة ملتقطة من الجانب الإسرائيلي لمعارك بين النظام السوري ومسلحي المعارضة في معبر القنيطرة بالجولان أمس (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من الجانب الإسرائيلي لمعارك بين النظام السوري ومسلحي المعارضة في معبر القنيطرة بالجولان أمس (أ.ف.ب)
TT

«النصرة» تتهم الأمم المتحدة بـ«التواطؤ».. ولا معلومات عن موقع احتجاز جنود فيجي

صورة ملتقطة من الجانب الإسرائيلي لمعارك بين النظام السوري ومسلحي المعارضة في معبر القنيطرة بالجولان أمس (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من الجانب الإسرائيلي لمعارك بين النظام السوري ومسلحي المعارضة في معبر القنيطرة بالجولان أمس (أ.ف.ب)

أقرت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، أمس، بوقوفها وراء احتجاز 44 جنديا من دولة فيجي، يعملون ضمن إطار قوة الأمم المتحدة لفض الاشتباك في هضبة الجولان (أندوف)، مرجعة السبب إلى ما سمته «تواطؤا» بين القوات الدولية والقوات الحكومية السورية التي تخوض حربا ضد المعارضة منذ 3 سنوات، مؤكدة أن «المحتجزين في مكان آمن، وفي حالة صحية جيدة، ويقدم لهم ما يحتاجونه من طعام وعلاج». وتزامن هذا، مع تمكن عشرات الجنود الفلبينيين العاملين ضمن القوة نفسه في الجولان من تنفيذ «عملية هروب كبرى» من المسلحين وأفلتوا ليلا خلال نوم عناصر «جبهة النصرة» الذين كانوا يطوقون مركزهم بآليات.
وكان إسلاميون متشددون خطفوا الجنود الفيجيين في الجولان الخميس الماضي في أعقاب اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة السورية الذين سيطروا على معبر القنيطرة السوري الحدودي مع إسرائيل، كما على مدينة القنيطرة.
وكان هؤلاء الجنود من بين عدة مجموعات هوجمت في المنطقة الحدودية المضطربة بين سوريا وإسرائيل، ولا تعرف الأمم المتحدة مكان احتجازهم حتى الآن.
وقال قائد جيش فيجي البريجادير جنرال موزيز تيكويتوجا، أمس، إن مفاوضات الإفراج عن 44 جنديا مستمرة، إلا أنه أبدى قلقه من غياب أي مؤشرات عن المكان المحتجز به جنوده. وأشار إلى أنه حصل على تأكيدات بأنهم يتلقون معاملة جيدة ولم يلحق بهم أذى. وأضاف: «لكننا ما زلنا نشعر بالقلق لأننا لا يمكننا تأكيد مكان وجودهم في الوقت الحالي.. هل ما زالوا في سوريا أم أنهم نقلوا إلى دول مجاورة؟».
وأعلنت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن العملية، ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان قولها، في بيان تلقاه، إن سبب اختطافها عناصر القوات الأممية «يأتي ردا على جرائم وتواطؤ الأمم المتحدة بحق الشام وأهله»، مشيرة إلى أن «تلك القوات التي فرضت على أهل الشام منذ عام 1974 لضمان أمن وحماية حدود الكيان الصهيوني المغتصب لديار المسلمين»، إضافة إلى أنها «تجاهلت تماما دماء المسلمين التي تراق يوميا على الجانب الآخر من الحدود»، زاعمة أن قوات الأمم المتحدة «تواطأت» مع القوات النظامية «وسهلت لها الحركة والتنقل لضرب المسلمين المستضعفين عبر ما يسمونه بـ(المنطقة العازلة).. ولعدة مرات».
وذكرت «النصرة»، بحسب المرصد السوري، أن منظمة «الأمم المتحدة» «اتخذت وبالإجماع عدة قرارات تجاه المجاهدين»، مشيرة إلى أن دول المجتمع الدولي «أدرجوا أخيرا (جبهة النصرة) تحت الفصل السابع الذي يعد خطوة عملية للتدخل المباشر وإجهاض جهاد أهل الشام»، و«المشروع الإسلامي الذي يسعى إليه المجاهدون، وذلك لتثبيت النظام الإجرامي الحالي»، في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الفلبيني أن عشرات الجنود الفلبينيين العاملين ضمن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجولان نفذوا «عملية هروب كبرى» وأفلتوا ليلا من حصار مسلحي «جبهة النصرة».
وأكد قائد الجيش الفلبيني، غريغوريو كاتابانغ، أن كل الجنود الـ75 العاملين ضمن قوة الأمم المتحدة في الجولان سالمون بعد نجاحهم في الفرار من المقاتلين السوريين المعارضين الذين كانوا يحاصرونهم ويطالبونهم بتسليم أسلحتهم. وقال لصحافيين إن الجنود «تمكنوا من الصمود مع أنهم كانوا محاصرين وأقل عددا» من محتجزيهم، مشيرا إلى أن الجنود هربوا خلال الليل أثناء نوم المتشددين.
وكان المسلحون حاصروا جنود حفظ السلام الفلبينيين في كل من الموقعين 68 و69 منذ ليل الخميس الماضي، واندلعت اشتباكات متقطعة بين الطرفين في منطقة الرويحينة من غير تسجيل خسائر في الأرواح.
وكان الناطق باسم الجيش الفلبيني اللفتنانت كولونيل رامون زاغالا أكد في وقت سابق أن آليات مدرعة تابعة للأمم المتحدة أجلت أول من أمس (السبت) مجموعة أولى تضم 35 جنديا فلبينيا من موقعهم بعدما هاجم مقاتلون سوريون معارضون رفاقهم المتمركزين على بعد نحو 4 كيلومترات.
وأوضح زاغالا أن الجنود الأربعين الآخرين واجهوا المقاتلين السوريين في «تبادل لإطلاق النار استمر 7 ساعات»، لكنهم تمكنوا في نهاية المطاف من الوصول سيرا إلى موقع للأمم المتحدة يبعد نحو كيلومترين مستغلين بحلول الليل. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن هؤلاء نقلوا بعدها إلى معسكر زيواني الواقع خلف خطوط الأمم المتحدة. وتابع: «لقد توقفت المواجهات. الجميع بأمان».
من جهته، أصدر هرمينيو كولوما، المتحدث باسم رئيس الفلبين بنينيو أكينو، بيانا شكر فيه قوة الأمم المتحدة وكذلك سوريا وإسرائيل وقطر والولايات المتحدة على مساعدتهم في حل الأزمة. وقال في البيان: «من مصلحة دولتنا إعطاء الأولوية لسلامة الجنود، لكننا لن نتخلى عن التزامنا بالأمن العالمي، وخصوصا في هضبة الجولان والشرق الأوسط».
ولم يوضح تفاصيل المساعدة التي قدمتها الدول الأخرى رغم أن قائد عمليات حفظ السلام الكولونيل روبرتو أنكان قال إن السوريين قدموا «دعما غير مباشر عبر إطلاق النيران»، مما خفف الضغط على الفلبينيين المحاصرين.
بينما أفاد قائد الجيش الفلبيني بأن الحكومتين السورية والإسرائيلية ساندتا الجنود الفلبينيين في ضمان «سلامة منطقة الفصل» بين الجانبين. وشكر حكومتي قطر والولايات المتحدة لمساعدتهما على ضمان سلامة جنود حفظ السلام من دون أن يضيف أي تفاصيل.
وفي تطور لاحق أمس، أسقط الجيش الإسرائيلي طائرة بلا طيار دخلت أمس من سوريا إلى المجال الجوي لمرتفعات الجولان الذي تسيطر عليه إسرائيل. وذكر الجيش في بيان أن صاروخ باتريوت أسقط الطائرة قرب نقطة القنيطرة الحدودية مع سوريا.
ورجح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الطائرة تعود للنظام السوري وأنها دخلت «المجال الجوي الإسرائيلي بالخطأ»، وأنها سقطت فورا في منطقة الحدود وليس داخل إسرائيل.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.