إسرائيل تتجه لتنفيذ أكبر عملية مصادرة أراض في الضفة الغربية منذ الثمانينات

الرئاسة الفلسطينية تحذر من تداعيات الاستيلاء على 4 آلاف دونم في بيت لحم

إسرائيل تتجه لتنفيذ أكبر عملية مصادرة أراض في الضفة الغربية منذ الثمانينات
TT

إسرائيل تتجه لتنفيذ أكبر عملية مصادرة أراض في الضفة الغربية منذ الثمانينات

إسرائيل تتجه لتنفيذ أكبر عملية مصادرة أراض في الضفة الغربية منذ الثمانينات

استنكرت السلطة الفلسطينية قرار الجيش الإسرائيلي مصادرة نحو 4 آلاف دونم من أراضي مدينتي بيت لحم والخليل، جنوب الضفة الغربية، لضمها لمستوطنة، وحذرت من تداعيات الأمر على الوضع الأمني. بينما وصفت حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان الإعلان بأنه «غير مسبوق في حجمه منذ الثمانينات».
وأدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة القرار الإسرائيلي بالاستيلاء على 3811 دونما من أراضي بيت لحم والخليل جنوب الضفة. وطالب في تصريح أمس وقف هذا القرار الذي «يؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع»، مشددا على أن الاستيطان برمته غير شرعي.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس نيته مصادرة أربعة آلاف دونم من أراضي جنوب الضفة. وقال في بيان: «بناء على تعليمات من القيادة السياسية جرى إعلان أربعة آلاف دونم في (مستوطنة) جفاعوت أراضي تابعة للدولة»، مشيرا إلى أن «الأطراف المعنية لديها 45 يوما للاستئناف».
وقال الجيش إن هذا القرار يأتي كجزء من القرارات السياسية التي اتخذت بعد مقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في المنطقة ذاتها في يونيو (حزيران) الماضي في المنطقة قرب كتلة غوش عتصيون الاستيطانية حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجانا إلى القدس.
واتهمت إسرائيل ثلاثة فلسطينيين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بالوقوف وراء خطف ومقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة الذي أدى إلى خلق مناخ من التوتر الشديد أعقبه إطلاق عملية عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة في 8 يوليو (تموز) الماضي أوقعت أكثر من ألفي قتيل فلسطيني.
ورحب مجلس غوش عتصيون الاستيطاني في بيان بإعلان الجيش قائلا إنه سيؤدي إلى توسيع مستوطنة جفاعوت. وأضاف البيان أن الإعلان «يمهد الطريق لمدينة جفاعوت الجديدة».
ورأى المجلس الاستيطاني أن «هدف قتلة الشبان الثلاثة كان زرع الخوف فينا وعرقلة حياتنا اليومية والتشكيك في حقنا في الأرض»، مؤكدا «ردنا هو تعزيز الاستيطان».
وفي غضون ذلك، قال محمد لافي رئيس بلدية صوريف لوكالة رويترز: «هذه أكبر عمليه مصادرة تجري دفعة واحدة في المنطقة الواقعة بين محافظتي الخليل وبيت لحم». وأضاف: «يأتي هذا القرار في الوقت الذي يستعد فيه الناس خلال الأشهر المقبلة لقطف محصول زيتونهم المزروع في هذه الأراضي».
ويرفض الفلسطينيون الادعاء الإسرائيلي بأن هذه الأراضي أملاك عامة، وقال لافي: «هذه أراض خاصة مزروعة بأشجار الزيتون تعود لسكان بلدات صوريف والجبعة وواد فوكين». وأضاف: «يريدون منا أن نتوجه إلى المحكمة للاعتراض سنفعل ذلك ولكننا نعلم أن الحكم والجلاد واحد».
من جهتها، نددت حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان في بيان بهذا الإعلان قائلة: «على حد علمنا، فإن هذا الإعلان غير مسبوق في حجمه منذ الثمانينات ويمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير في الوضع القائم في غوش عتصيون ومنطقة بيت لحم».
وأكدت الحركة أن هذا الإعلان «يثبت أن رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو لا يسعى إلى أفق سياسي جديد بل يواصل وضع العراقيل أمام حل الدولتين وتعزيز حل الدولة الواحدة».
وأضاف البيان «بالإعلان عن 4000 دونم إضافية كأراضي دولة فإن الحكومة الإسرائيلية تطعن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقوى الفلسطينية المعتدلة في الظهر وتثبت مرة أخرى أن العنف يؤدي إلى تنازلات إسرائيلية بينما يؤدي اللاعنف إلى المزيد من التوسع الاستيطاني».
وجاء في قرار الجيش الإسرائيلي، وصدر باللغتين العربية والعبرية أنه «يحق لكي من يدعي بحقوق في المنطقة (المصادرة) أن يقدم اعتراضا لدى المحكمة العسكرية في معسكر عوفر بمحافظة رام الله». وأضاف: «كل من يرغب بتفاصيل أو توضيحات إضافية بشأن مضمون الإعلان يجوز له التوجه إلى مكتب المسؤول عن أملاك الحكومة وأملاك الغائبين في الارتباط الإسرائيلي في بيت لحم».
وأرفق القرار الإسرائيلي بخرائط تبين حدود الأراضي الصادر بحقها قرار المصادرة.
وتتعرض إسرائيل لانتقادات دولية جراء أنشطتها الاستيطانية التي تعدها معظم الدول غير قانونية وفقا للقانون الدولي وعقبة رئيسة أمام إقامة دولة فلسطينية ذات مقومات للبقاء في أي اتفاق سلام يجري التوصل إليه في المستقبل.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.