رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي يحذّر من انفجار الأوضاع في الضفة الغربية

نصح البيت الأبيض بإعادة الدعم الأميركي للسلطة الفلسطينية واقتصادها

فلسطيني يقرأ في المصحف الشريف في السوق القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطيني يقرأ في المصحف الشريف في السوق القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي يحذّر من انفجار الأوضاع في الضفة الغربية

فلسطيني يقرأ في المصحف الشريف في السوق القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطيني يقرأ في المصحف الشريف في السوق القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

كشف النقاب في تل أبيب، أمس (الاثنين)، عن أن الإدارة الأميركية استدعت في الأسابيع الأخيرة «عدداً من الشخصيات المهمة» في الشرق الأوسط، وبينهم إسرائيليون وفلسطينيون؛ وذلك للتشاور معهم حول تبعات نشر الخطة الأميركية للتسوية المعروفة بـ«صفقة القرن». وأكدت مصادر عليمة، أن أحد هذه الشخصيات هو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، الذي بدا قلقاً وحذّر البيت الأبيض من خطر تصاعد التوتر في الضفة الغربية.
وقالت هذه المصادر: إن آيزنكوت عقد لقاءً مغلقاً مع المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات، استمر نحو 3 ساعات، بمشاركة نحو 10 خبراء في الشأن الإسرائيلي - الفلسطيني، كان لهم دور في مفاوضات السلام خلال فترات ولاية الرؤساء بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما. وقد أخبرهم آيزنكوت بأن الوضع في الضفة الغربية حساس ومتفجر، لجملة من الأسباب، من بينها تقليص التمويل الأميركي لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وقرار إسرائيل خصم مبالغ من أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية التي تجبيها للسلطة الفلسطينية من المعاملات التجارية بمقدار المبالغ التي تصرفها رواتبَ للأسرى وعائلات الشهداء والتي قررت السلطة من جرائها عدم تلقي هذه الأموال كليا من إسرائيل.
وبحسب القناة التلفزيونية الإسرائيلية «حداشوت 13»، فإن خمسة مصادر أكدت لها أن آيزنكوت قال: إن «الضفة الغربية قد تشتعل قبل أو خلال أو بعد وضع خطة السلام الأميركية. يجب أن تأخذوا ذلك في اعتباراتكم. وفي اللحظة التي يخرج فيها المارد من الزجاجة، فإن إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سيستغرق مدة طويلة لا تقل عن خمس سنوات». وقال آيزنكوت في اللقاء إنه سواء عرضت «خطة السلام» الأميركية أم لم تعرض، فإنه يجب اتخاذ خطوات من أجل استقرار الوضع على الأرض، باعتبار أن ذلك «في مصلحة الطرفين».
كما أكدت المصادر، أن آيزنكوت قدم توصية لإعادة التمويل الأميركي لأجهزة الأمن الفلسطينية، واتخاذ خطوات لتحسين الأوضاع الاقتصادية، والاهتمام بمجالات البنى التحتية والتعليم.
وجاء أنه تم التعامل بجدية مع تحليلات آيزنكوت واقتراحاته؛ لكونه أنهى مهام منصبه في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي منذ 4 شهور فقط، ولكونه يتمتع بصدقية في واشنطن.
وقد رد مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذا النشر بالقول: إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، غرينبلات، أكد أن الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترمب، على علم بالمخاطر، لكنه ينوي نشر «صفقة القرن» في الأسابيع القريبة. وأضافوا أن خطة السلام الأميركية تتضمن بنداً يؤيد إحلال السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، رغم معرفتهم بالموقف الفلسطيني من هذا القرار.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.