نتنياهو يحدد مكان «مستوطنة ترمب» في الجولان

تضاف إلى 33 مستعمرة أقيمت منذ الاحتلال عام 1967

TT

نتنياهو يحدد مكان «مستوطنة ترمب» في الجولان

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، عن العثور على المكان المحدد لإقامة مستوطنة يهودية جديدة في أرض هضبة الجولان السورية المحتلة، تحمل اسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأن حجر الأساس لهذه المستوطنة سيوضع قريباً جداً عندما تنتهي الإجراءات الهندسية.
واعتبر نتنياهو هذه المستوطنة شيئاً من «رد الجميل» إلى الرئيس ترمب، على قراره بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب. وقال، في مستهل جلسة حكومته، أمس، «نحن نحيي هذا الأسبوع مرور عام على افتتاح السفارة الأميركية بأورشليم. وكما تعرفون، فإن مقر الإقامة الرسمي الخاص بالسفير الأميركي ينتقل أيضاً إلى أورشليم هذه الأيام، وبذلك يتم تطبيق قرار الكونغرس الأميركي. نثمن كثيراً قرار الرئيس ترمب التاريخي بهذا الشأن، كما نثمن كثيراً قراره التاريخي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. ولقد كنت وعدت بأن نقيم بلدة على اسم الرئيس ترمب هناك، وأبشركم بأننا قد عثرنا على موقع في الجولان ستقام فيه هذه البلدة، وقد شرعنا في عملية البناء. سأطرح هذا القرار على الحكومة الجديدة للمصادقة عليه بعد تشكيلها».
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو، إنه ينوي وضع حجر الأساس لهذه المستوطنة في الجولان، خلال الشهر المقبل، حيث سيبلغ عمر الاحتلال فيها 52 عاماً. وقال رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الجولان، حاييم روكيح، إنه يتوقع أن تكون هذه المستوطنة «ذات طابع جماهيري مختلط تضم كل أصناف الشعب اليهودي، علمانيين ومتدينين من كل الطوائف، وسيتم استيعاب 120 عائلة للسكنى فيها، خلال المرحلة الأولى».
وعلم أن المستوطنة الجديدة ستقام قرب مستوطنة «كيلاع ألون»، المقامة على أنقاض قرية القلع السورية المهجرة، في شمال الجولان المحتل، وبموجب مخطط سابق لإقامة مستوطنة «بروخيم» من عام 1992، الذي لم يخرج إلى حيز التنفيذ.
وقال أحد أقدم المستوطنين في الجولان، أوري هاينتر، إن «إقامة المستوطنة الجديدة بمثابة تحقيق حلم لنا بخصوص مستقبل الجولان وتطوره، جاء بوحي من قرار الرئيس ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان».
المعروف أن إسرائيل أقامت منذ احتلالها الجولان عام 1967، مدينة تدعى «كتسرين» و32 مستوطنة أخرى، يقطنها 22 ألف مستوطن. وكانت آخر مستعمرة قد أقيمت في سنة 1999، بمبادرة من نتنياهو، الذي كان رئيساً للوزراء أيضاً في ذلك الوقت قبيل أن يخسر الحكم لصالح إيهود باراك. ومنذ ذلك الوقت وضعت عدة مخططات لتوسيع نطاق الاستيطان هناك، أحدها تحدث عن زيادة عدد المستوطنين 10 أضعاف، بحيث يصبح 250 ألفاً، لكنها فشلت جميعاً.
وفي هذه الأيام، وبشكل خاص في أعقاب الاعتراف الأميركي بضم الجولان، تتجدد آمال المستوطنين. وقد قرر المجلس الاستيطاني المذكور، هذا الأسبوع، تنظيم «مناسبة كبيرة» للاحتفال بالقرار الأميركي. وجاء في بيان المجلس أن «الاعتراف الأميركي هو فرصة تاريخية لتحقيق قفزة هائلة في تطوير الجولان للوصول إلى هدف مضاعفة الاستيطان خلال العقد القريب، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الاعتراف بزخم التطوير، وتزويد الجولان بالبنى التحتية المناسبة التي يتوجب على الحكومة المصادقة عليها». ودعا إلى «جذب اهتمام المستثمرين الأجانب للاستثمار في المنطقة، في مجالات الزراعة والسياحة والبناء، خصوصاً من صفوف المستثمرين والمتبرعين الأميركيين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.