صادقت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة اللد، أمس، على صفقة ادعاء أبرمتها النيابة العامة مع الفتى اليهودي المتهم بالتخطيط والمشاركة في عملية إرهابية أحرق خلالها بيت عائلة دوابشة في قرية دوما في الضفة الغربية، عندما كان أفرادها نياماً، مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم (الوالد سعد والأم ريهام وطفلهما علي) وإصابة الرابع (الطفل أحمد) بجروح بليغة ما زال قيد العلاج منها.
وتقضي صفقة الادعاء بأن يعترف الفتى بـ«التآمر لارتكاب جريمة»، مقابل شطب اتهامه بالقتل أو حتى التسبب بالقتل وإعفائه من العلاقة المباشرة بالتخطيط للعملية الإرهابية وإحراق منزل عائلة دوابشة، وذلك بادعاء أنه لم يصل إلى منزل العائلة وأنه «توجد صعوبة في إثبات النية». واتفق محامو الفتى والنيابة على أن يقضي خمس سنوات في السجن، رغم وحشية الجريمة. وستواصل المحكمة النظر في تهمة عضوية الفتى في تنظيم إرهابي، إذ لم يتم الاتفاق بشأنها في إطار صفقة الادعاء.
وبحسب صفقة الادعاء، فإن الفتى سيعترف بإحراق مخزن في قرية عقربا وتخريب ممتلكات بدوافع عنصرية، وإضرام النار بسيارة في قرية ياسوف لدافع عنصري وثقب إطارات سيارات في بيت صفافا. وأزالت النيابة تهماً عن الفتى، بينها إضرام النار في كنيسة رقاد السيدة العذراء في القدس المحتلة إضافة إلى عدد من جرائم عصابات «تدفيع الثمن» التي تستهدف الفلسطينيين. كما نصت صفقة الادعاء على أن تطلب النيابة عقوبة بالسجن لخمس سنوات ونصف السنة.
وكانت المحكمة المركزية في اللد أصدرت في يوليو (تموز) الماضي قراراً بتحويل الفتى إلى الحبس المنزلي، بعد أن مكث سنتين في السجن. ورغم معارضة النيابة للإفراج عنه، فإن المحكمة قررت تحويله إلى الحبس المنزلي بتوصية من مصلحة الأحداث. وادعت حينذاك، أن كون الفتى قاصراً والفترة التي مضت يبرر إعادة النظر في عقوبة السجن. وزعمت مصلحة الأحداث أنه «غيّر مواقفه وعبّر عن ندمه على أفعاله». لكن النيابة أكدت أن «هذا تضليل للمحكمة وحسب». وكانت المحكمة قد ألغت اعترافات الفتى أثناء التحقيق معه، بزعم أنها نتيجة ممارسة المحققين «أساليب عنف جسدية ضده»، في إشارة إلى التعذيب.
ورد جد الطفلين ووالد ريهام، حسين دوابشة، على هذا الاتجاه في المحاكمة بالتأكيد أنه سيتوجه إلى محاكم دولية ضد القضاء الإسرائيلي وضد المجرمين. وأضاف، عند خروجه من لقاء مع النيابة، أن «إسرائيل، نيابة ومحكمة، ترأف بحال مخطط المذبحة بدعوى أنه طفل. ولكن، ماذا عن الطفلين اللذين تم إحراقهما ووالديهما وهم أحياء. ألا تنفع الرأفة عندهم سوى لليهود؟».
صفقة لحكم مخفف على إسرائيلي أحرق عائلة دوابشة الفلسطينية
صفقة لحكم مخفف على إسرائيلي أحرق عائلة دوابشة الفلسطينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة