«هوس البروتين»... بدعة غذائية متنامية

عدد المنتجات المدعمة بالبروتينات ازداد بنحو 500 % خلال 5 سنوات في بريطانيا

«هوس البروتين»... بدعة غذائية متنامية
TT

«هوس البروتين»... بدعة غذائية متنامية

«هوس البروتين»... بدعة غذائية متنامية

  انتشرت في الآونة الأخيرة أنواع من الأغذية المدعمة (أي التي تحتوي على مضافات) من البروتين، مثل الحبوب واللبن الخاثر (الزبادي) والخبز والجبن والمكرونة والمثلجات أضيفت لها مواد لبناء العضلات. وقد يكون الماء هو المنتج التالي، مثل الماء الفوار، أو ماء مصل اللبن.
«إكسير الصحة»
يتصور الكثير من الناس أن البروتين هو إكسير الصحة ليس لأنه يساعد على بناء العضلات بل يضمن فقدان الوزن، بأن يجعل الإنسان «ممتلئا» لفترة طويلة. هل حقا أن مثل هذه الأغذية والمشروبات ذات فائدة؟
تحتاج أجسامنا إلى البروتين والدهون والكربوهيدرات وهي المواد الأساسية لبناء الجسم. ويتألف البروتين من عشرين حامضا أمينيا وهي اللبنات الأساسية في العظام والعضلات والجلد والدم. ومن الضروري أن نحصل على الأحماض الأمينية الثمانية الأساسية لأن جسم الإنسان لا يستطيع إنتاجها. لذلك فإن البروتين الذي نحصل عليه مع الغذاء هو حيوي وهذا أمر معروف منذ زمن طويل لكن في السنوات الأخيرة أصبح الكثيرون مقتنعين، لسبب أو آخر، بأنهم يحتاجون إلى المزيد منها.
منتجات بروتينية
ارتفع عدد المنتجات الغذائية والمشروبات المدعمة بالبروتينات في بريطانيا بشكل هائل أي بما يقرب من 498 في المائة بين عامي 2010 و2015، وفقا لشركة «منتيل» للأبحاث. وفي السنوات الثلاث الأخيرة حتى عام 2017 قفزت المنتجات المدعمة بالبروتين من نسبة 1.8 في المائة إلى 4.3 في المائة. وفي الشهور الثلاثة الأولى من عام 2018 أفاد نحو 35 في المائة من البالغين بأنهم اشتروا أغذية مدعمة بنسب عالية من البروتين. وهذا أمر غريب، إذ تشير الإحصاءات في المملكة المتحدة إلى أن معدل الاستهلاك اليومي الفعلي من البروتين للبالغين بين 19 و64 سنة يبلغ 87 غراما للرجال و67 غراما للنساء وهذه النسبة أعلى بنحو 50 في المائة مما يحتاجه الإنسان من البروتين، وأن من يحتاج فعلا إلى هذه النسب العالية هم الذين يمارسون الرياضة والأعمال الشاقة فقط.
ويقول توم ساندرز من جامعة «كنغز كوليدج - لندن»، إنه ليس هناك أحد في المملكة المتحدة من يأكل قليلا من البروتينات باستثناء بعض الحالات من المسنين حين تكون تغذيتهم غير كافية. وعلى العموم لا يوجد نقص في البروتين في غذاء البريطانيين.
تزعم شركات إنتاج الأغذية المدعمة أن تلك المنتجات تساعد في بناء العضلات وأن تناول الإنسان لكميات إضافية من البروتين سوف تجعله قويا. في عام 2010 أفادت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية بعدم وجود أدلة مقنعة تدعم الادعاءات بأن بروتين مصل اللبن يزيد من قوة الإنسان أو من كتلة عضلاته أو من قدرته على التحمل وهو ما يدحض الادعاء بأن الفطور المؤلف من الحبوب المدعم بالبروتين سوف يزيدك قوة. وأشار باحثون بريطانيون في دراسة مراجعة عام 2016 إلى أن الأغذية المدعمة بالبروتين لم تدعم المقاومة في الأشخاص الذين يزيد عمرهم على 70 سنة، إلا أن باحثين في دراسة مراجعة أخرى عام 2017 قالوا إن زيادة البروتين في الأغذية كانت لها نتائج إيجابية في دعم قوة الأشخاص وزيادة كتلة العضلات لجميع الأعمار.
الأغذية المدعمة والرياضيون
يلجأ لاعبو رياضة كمال الأجسام إلى تناول المكملات الغذائية وتحديداً البروتينات كونها المسؤول الأوّل لبناء العضلات، إلا أن ذلك جعل بعض المتدربين المبتدئين يلجأون لاستخدام المكملات الغذائية بطريقة عشوائية لا تخلو من المخاطرة، ساعدهم في ذلك نصائح يقدمها بعض المدربين غير المتخصصين في مجال التغذية. ولم تقتصر تلك السلوكيات على الشباب فقط، بل وصل الأمر إلى الفتيات اللاتي يسعين للحصول على جسم رياضي رشيق من خلال اللجوء لاستخدام بعض المكملات والبروتينات دون الرجوع إلى اختصاصي أو طبيب. ويشير ستيورت فيلبس من جامعة ماكماستر الكندية في هاملتون الذي أشرف على دراسة بهذا الشأن، إلى أن قدرة الرياضيين الذين يرفعون الأثقال في النوادي الرياضية هي ليست بسبب نمو عضلاتهم المزعوم بل بسبب ممارستهم للتمارين اليومية. أما ستيورت غراي من جامعة غلاسكو في اسكوتلندا فيؤكد على أن الأغذية المدعمة بالبروتين قد لا يكون لها أي تأثير ملحوظ بالنسبة للنخبة من الرياضيين.
السؤال المطروح هنا هل يفضل أخذ الأغذية المدعمة قبل أو بعد التدريبات؟ وجد الباحثون الأميركيون عند مراجعتهم للدراسات السابقة حتى عام 2013 أنه لا يوجد فرق عندما يتعلق الأمر بزيادة قوة الشخص أو زيادة كتلة العضلات. المفهوم الخاطئ الآخر هو أن تناول كميات كبيرة من البروتين سوف يجعلك تشعر بالشبع لفترة طويلة ولا تحتاج إلى تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الثلاث الرئيسية.
البروتين والشعور بالشبع
أفادت البحوث بأن تناول البروتين يؤدي إلى تحرير مواد تدعى بالببتيدات peptides في القناة الهضمية لها علاقة بالشعور بالشبع. وأوضحت دراسة عام 2011 أن النظام الغذائي الغني بالبروتين ليس أفضل من النظام الغني بالدهون أو بالكربوهيدرات فيما يتعلق بفقدان الوزن، بل إن الأغذية الغنية بالبروتين تدع الإنسان يشعر بالشبع أكثر من الأغذية الأخرى. يضيف غراي من جامعة غلاسكو أن إضافة كمية قليلة من البروتين إلى الشوكولاته لا يجعلها بالضرورة أن تصبح صحية وهناك مخاطر من أخذ كميات مضاعفة من البروتين ولذلك حذرت وزارة الصحة البريطانية من تناول ضعف كمية البروتين الموصى بها في اليوم الواحد.
سلبية زيادة البروتين
عندما يحصل الإنسان على البروتين أكثر من حاجة الجسم فإن الزيادة تتحلل وتطرح كنفايات مع البول. لذلك أشار الكثير من البحوث إلى أن زيادة البروتين تولد ضغطا على عمل الكليتين التي تقوم بترشيح الدم مما يسبب ضررا على المدى البعيد. والأشخاص الذين يعانون من أمراض في الكلى ويتبعون نظاما غذائيا منخفض البروتين هم أقل احتمالا للإصابة بالفشل الكلوي أو الموت بسبب المضاعفات، مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي الاعتيادي. وتؤدي زيادة البروتين أيضا إلى زيادة مستوى اليوريا في الدم وهذا ما يزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد توصلت دراسة فنلندية نشرت في مايو (أيار) عام 2018 إلى حقيقة أن كمية عالية من البروتين في الغذاء بأكثر من 109 غرامات في اليوم تزيد من احتمالية الإصابة بعجز في القلب بنسبة 33 في المائة عن تناول البروتين بمستوى أقل من 78 غراما في اليوم.
وفي بريطانيا ينصح البالغون بتناول 0.75 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم الواحد. وهذا يعني أن الأشخاص الذين تكون معدل أوزانهم طبيعية عليهم أن يتناولوا 56 غراما والنساء 45 غراما من البروتين في اليوم الواحد. ويمكن تحقيق ذلك ببعض الوجبات الخفيفة إضافة إلى الوجبات الثلاث الرئيسية. أما بالنسبة للأشخاص الذين يرفعون الأوزان الثقيلة بانتظام فقد اقترحت مؤسسة التغذية البريطانية أن يتناولوا 1.2 - 1.7 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم الواحد آخذين بنظر الاعتبار معدل الوزن المثالي للشخص الذي بدأ توا برنامج تدريب القوة.
تسويق تجاري
تقول ماريون نيسل المتخصصة بالتغذية من جامعة نيويورك إن شركات إنتاج الغذاء هي التي ابتدعت فكرة زيادة البروتين في الغذاء فقد تم تقليل كمية الكربوهيدرات والدهون ولم يبق سوى البروتينات وهذا هو مبدأ التسويق. وتجادل نيسل في كتابها المنشور عام 2018 والموسوم «الحقيقة البغيضة» Unsavory Truth بأن شركات إنتاج الأغذية والمشروبات، وخصوصا تلك التي تبالغ في كمية البروتين المضاف مثل اللحوم ومنتجات الألبان، قد شوهت علم التغذية بأن تنشر النتائج المفيدة في تسويق تلك المنتجات. لذلك لا ينصح بتناول زيادة من البروتين في أي من المنتجات الغذائية أو المشروبات لأنها لن تجدي نفعا بل إنها خسارة مادية فقط.
كيف يحصل النباتيون على البروتينات؟
السؤال المحير هو كيف يحصل النباتيون على كفاية من البروتين وهل أن الأغذية النباتية لا تحتوي على البروتينات الكافية لتغذية الإنسان؟ الجواب هو أن البروتين مكون من عشرين حامضا أمينيا يشار لها بمصطلح لبنات الأنسجة البشرية. وهناك ثمانية أحماض منها أساسية لا يستطيع جسم الإنسان من إنتاجها بل يحصل عليها من الغذاء، وقد أشار كريستوفر غاردنر وفريقه من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا في بحثه الذي نشر في ديسمبر (كانون الأول) عام 2015 أن الفرق بين النظام الغذائي القائم على النبات ونوعية البروتين، لا يختلف كثيرا عن النظام الغذائي الحيواني.
وتكمن البراعة في كيفية تناول الأحماض الأساسية من مصادر مختلفة، فعلى سبيل المثال أن الحبوب غنية بحامض المثيونين methionine وتفتقر لحامض اللايسين lysine على عكس البقوليات التي تكون غنية باللايسين وتفتقر للمثيونين ولذلك فإن تناول قطعة من الخبز المحمص مع الفاصوليا يمنح الإنسان النوعين من الأحماض الأساسية.


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مصاعد فضائية لرحلات جماعية إلى القمر

رسم تخيلي للمصعد القمري
رسم تخيلي للمصعد القمري
TT

مصاعد فضائية لرحلات جماعية إلى القمر

رسم تخيلي للمصعد القمري
رسم تخيلي للمصعد القمري

حتى مع انخفاض أسعار رحلات الفضاء بشكل كبير في ثلاثينات القرن الحادي والعشرين المقبلة، فإن التكاليف البيئية والمالية المترتبة على استخدام الصواريخ المعبأة بوقود كيميائي للإفلات من جاذبية الأرض، كانت سبباً في إعاقة التوسع البشري إلى القمر وما بعده. كما كان هناك أيضاً غضب واسع النطاق من أن استكشاف الفضاء أصبح حكراً على الأغنياء، ما أدى إلى الرغبة في إضفاء «الطابع الديمقراطي» على الوصول إلى الفضاء.

مصاعد فضائية

كان الحلم، منذ قرون، أن نبني مصعداً فضائياً لنقلنا من الأرض إلى الفضاء من دون استخدام الصواريخ. ولكن كيف يمكن بناؤه، وأين؟ كانت التحديات الهندسية، جنباً إلى جنب مع العقبات السياسية، بالغة الضخامة. وكانت الإجابة تتلخص في قلب الفكرة وبناء خط واصل من سطح القمر إلى مدار الأرض... كل ما عليك فعله هو أن تنتقل من الأرض إلى نهاية الخط الواصل ثم القفز إلى ترام يعمل بالطاقة الشمسية والتحرك على طول المسار إلى القمر.

لكن تظل هناك حاجة إلى الصواريخ للوصول إلى النهاية المتدلية للخط الواصل، ولكن بما أن تلك الصواريخ لن تضطر إلى الإفلات تماماً من جاذبية الأرض، فانها ستحتاج إلى وقود أقل بكثير.

وكتب روان هوب في مجلة «نيو ساينتست» العلمية، وعلى عكس التصميمات التقليدية للمصاعد الفضائية، أن الخط الذي تسير عليه لم يكن بحاجة إلى ثقل موازن عملاق، يكون الضغط على الكابل أقل بكثير، وتكون المواد اللازمة لجعل هذا الأمر حقيقة متاحة، وأصبحت الفكرة قابلة للتطبيق بحلول عام 2040.

بمجرد بنائه، يصبح من الممكن نقل البشر والبضائع من الأرض بواسطة الصواريخ إلى الخط الواصل ثم إلى القمر، مع خفض إجمالي كمية الوقود اللازمة لنقل شيء ما من عالمنا إلى القمر الطبيعي بمقدار الثلثين. وأدى انخفاض الأسعار الناجم عن ذلك إلى تغيير جذري فيما يمكن القيام به في الفضاء ومن يمكنه أن يذهب من البشر.

خط قمري

يتم تصميم قاعدة أول خط قمري واصل بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، على الجانب القريب من القمر، حيث يجري إنشاء العديد من القواعد القمرية في ثلاثينات القرن الحادي والعشرين للاستفادة من الضوء شبه الثابت في القطب الجنوبي والاحتياطيات الكبيرة من المياه المتجمدة في فوهة «شاكلتون».

على عكس قواعد القمر، التي ترتبط بالشركات الخاصة والدول على الأرض، يعد المصعد مورداً مشتركاً. وقد تم بناؤه بموجب قوانين وضعتها المنظمات غير الحكومية مثل مؤسسة «من أجل كل أنواع القمر» For All Moonkind ومؤسسة «القمر المفتوح» Open Lunar Foundation، والمنظمات المناظرة في المناطق المساهمة الرئيسية (الهند، واليابان، والصين، والاتحاد الأوروبي).

إن الخط الواصل يتصل بالقمر عبر نقطة «لاغرانج» القمرية «إل 1». هذه هي المناطق في الفضاء حيث تتوازن الجاذبية للقمر والأرض، ولا تكون هناك حاجة إلى الوقود للحفاظ على موضع الجسم.

في الواقع، فإن هذه النقطة هي عبارة مواقف سيارات في الفضاء، ومن ثمّ فهي مواقع مفيدة للغاية للمستودعات والموانئي الفضائية. الخط الواصل - أو السلم القمري Lunar Ladder، أو الممشى القمري MoonWalk، أو «عصا الجبن» Cheese Stick، كما كان يُطلق عليه بشكل مختلف - تم بناؤه في وقت واحد من مستودع فضائي في «إل 1» والقاعدة على سطح القمر. وتم اختيار البوليمر الاصطناعي فائق القوة «إم 5» كمادة، لتسليم آلاف الأطنان منه إلى «إل 1» للبناء.

كل ما عليك فعله هو الانتقال من الأرض إلى نهاية الخط الواصل والقفز إلى الترام الشمسي والتحرك على طوله إلى القمر.

تطورات المصعد القمري التاريخية

أثار هذا المشروع عدة تطورات مفيدة. كانت الصواريخ الكيميائية، التي توفر قوة دفع كافية للخروج من سطح كوكب، لا تزال قيد الاستخدام للوصول إلى مدار الأرض المنخفض، ولكن بعد ذلك، انضمت المحركات الأيونية إلى المصعد، ثم استُخدمت بعد ذلك للتحرك في جميع أرجاء النظام الشمسي. تولد هذه المحركات قوة دفع عن طريق تسريع الذرات المشحونة كهربائياً عبر حقل كهربائي، وكانت تعمل بالطاقة الشمسية، ولقد سمح هذا باستكشاف الكون الواسع على نحو أقل تكلفة وأكثر عمقاً.

يرجع أول اقتراح للمصاعد الفضائية إلى عام 1895، في تجربة فكرية ابتكرها رائد الفضاء الروسي «كونستانتين تسيولكوفسكي». كتب تسيولكوفسكي في عام 1911 يقول: «الأرض مهد الإنسانية، ولكن البشرية لا يمكن أن تبقى في المهد إلى الأبد». وقد أجري أول اختبار لهذه التكنولوجيا عام 2018، مع ظهور مشروع «STARS - Me»: القمر الاصطناعي الآلي المستقل المربوط بالفضاء - المصعد المصغر».

حدث هذا بجوار محطة الفضاء الدولية، باستخدام تصميم من قبل الباحثين في جامعة شيزوكا في اليابان. ويتكون من قمرين اصطناعيين صغيرين متصلين بكابل طوله 11 متراً مع زاحف يتنقل بينهما.

في ثلاثينات القرن الحادي والعشرين، عندما تبدأ بعثات «أرتميس» إلى القمر، سيتم بناء محطة «البوابة الفضائية» في المدار القمري، وأصبح هذا حجر انطلاق لمستودع «إل 1».

إن الخط الواصل يلعب دوراً محورياً في إضفاء الطابع الديمقراطي على الفضاء، إذ يصبح الذهاب إلى القمر للعمل أو قضاء وقت الفراغ شيئاً يمكن لأي شخص تقريباً فعله إذا أراد. ويتبع ذلك تحقيق اختراقات علمية من إنشاء قاعدة أبحاث في «إل 1»، ويتم نقل العمليات المدمرة - مثل التعدين - خارج كوكب الأرض. فقد تم نقل جزء كبير من البنية الأساسية الصناعية الملوثة للأرض - لا سيما منشآت الخوادم التي تدعم الطلب على الكومبيوترات - إلى القمر، حيث يمكن استخدامها بكفاءة أكبر بواسطة الطاقة الشمسية.