تونس: محاكمة قيادي سابق في تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور

TT

تونس: محاكمة قيادي سابق في تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور

شرعت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في القضايا الإرهابية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية في محاكمة الإرهابي سليم القنطري القيادي السابق في تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور ووجهت له تهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي وتلقي تدريبات عسكرية خارج تونس بهدف تنفيذ أعمال إرهابية.
وجاء في ملف القضية أن الإرهابي القنطري سافر خلسة من تونس إلى ليبيا ثم توجه إلى تركيا قبل أن يلتحق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا، وذلك إثر تصنيف تنظيم أنصار الشريعة منظمة إرهابية في تونس سنة 2013 وحظر أنشطتها السياسية وهروب مؤسسها سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض» إلى ليبيا كذلك. وبشأن مجموع هذه التهم الإرهابية الثقيلة، أكد لسان الدفاع عن المتهم أن القنطري توجه إلى سوريا بغرض تدريس علوم الشريعة في المدارس القرآنية وليس القتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي. وأكد أن المتهم لم يقاتل إلى جانب أي تنظيم إرهابي وخاصة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين، وأشار إلى عدم انضمامه لأي تنظيم مسلح آخر لأن حالته الصحية لا تسمح له بالمشاركة في القتال وحمل السلاح على حد تعبيره. وبشأن اجتياز الحدود التونسية خلسة، أكد المتهم أنه توجه إلى ليبيا المجاورة في البداية بغرض البحث عن العمل، لكن صعوبة تلبية رغبته هي التي دفعته إلى التوجه إلى بلدان أخرى على حد قوله، ونفى نفيا قاطعا الانضمام إلى أي تنظيم إرهابي أو تبني الأفكار التكفيرية.
وكانت وحدات من الجيش التونسي قد ضبطته سنة 2016 إثر اجتيازه الحدود التونسية خلسة من جديد وألقت عليه القبض في مدينة بن قردان الحدودية (جنوب شرقي تونس) وسلمته إلى أجهزة الأمن التونسي المختص في قضايا الإرهاب.
يذكر أن تنظيم أنصار الشريعة قد تشكل بصفة فعلية إثر ثورة 2011 في تونس، وسعى سنة 2012 إلى تنظيم أول مؤتمر وطني له بمدينة القيروان (وسط تونس)، غير أن السلطات التونسية منعت هذا الاجتماع لأسباب أمنية، وهو ما خلف مواجهات مع أنصاره بعدد من المدن التونسية. وخلال سنة 2013 اتهم التنظيم الإرهابي الذي استطاع جمع نحو 40 ألف مناصر في مدينة القيروان، بالضلوع في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وهما وجهان سياسيان من المعارضة، وهو ما أدى خلال نفس السنة إلى حظر أنشطته وإعلانه تنظيما إرهابيا، وهذا ما دفع معظم قياداته إلى الهجرة والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية المنتشرة بعدد من بؤر التوتر خارج تونس، في ليبيا وسوريا على وجه الخصوص.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.